ممتلكات أهل غزّة
خليل ابراهيم العبيدي
تتناقل وكالات الأنباء اخبار تنقل المواطن الغزي لعشرات المرات تحت تهديد ووعيد القوات الاسرائيلية ، وتصف وكالات الأنباء تنقلاتهم مع ممتلكاتهم ، والمتأمل بممتلكاتهم لا يجد فيها ما يليق بحياة الانسان ، والممتلكات المنقولة لعشرات المرات بين المناطق والمحلات ، هي بمجوعها لا تشكل إلا ما تقدم به الزمن من الفرش الرثة والاغطية الهشة والمخاديد أن وجدت فإنها مصنوعة من بقايا الملابس التي مزقتها قنابل جيش الدفاع ، وقليل من الكارتون يفرش تحت اجساد الرجال بدلا من توسد الاتربة والادغال والرمال ، والمفروشات هذه تعد عند البعض نفيسة ، وهي تخصص أولا للأطفال وما زاد منها للنساء ، وهي لا تسد الحاجة للوقاية من برد الشتاء ،، ولكن عند اسرائيل هذه ممتلكات ، اما اوانيهم فانها تعد من مقتنياتهم العزيزة ايضا ، ومنها قدور النحاس المتوشحة بالسواد واواني الفافون التي تنقل فيها الوجبات التي يحصلون عليها بالكاد. وتحت وابل النيران في مركز تجمع المساعدات ، واوان أخرى يملؤها التراب لشحة المياه وقلة وسائل التنظيف ، ومن ممتلكاتهم بواقي الخيم وجوادر ممزقة قد لفها العدم ، وقليل من بقايا الخرق تسد بها ثعرات تلك الخيم ، والملابس رثة والرجل حافية والدمع تذرفه في الخدود العيون ، وحجب النساء ملونة بالوان المحيط ، تارة سوداء كسواد دخان احتراق الدور والعمارات ، وحمراء من بقايا دم الشهداء ، او صحراوية بحكم تراب الصحراء ، ويقولون ممتلكات ، إنها بقايا يستهلكها الترحال او شدة الاستعمال لكنها عالية الثمن على كل حال ، وانها بالتالي ،،، مؤشر عار ،، بوجه الانسانية وباعناق دعاة الديمقراطية.