فسادهم نزاهة

منير حداد

فورة الإنتخابات، بدأت بذوات السمعة السيئة، كبداية لتنظيف المجتمع من عفن الفساد، وتعطيره بالنزاهة...

{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ، الْجَوَارِ الكُنَّسِ، وَالّلَيلِ إِذَا عَسعَسَ، وَالصُّبحِ إِذَا تَنَفَّسَ} الآيات 14 – 17 من سورة التكوير.

بما أنكم عازمون.. دعائياً على الأقل.. لتنظيف المجتمع الفاسدين.. رعاة الفاشنستات والبلوكرات والفلوكرات.. الذين لا يوجعهم المال العام، وهم ينفقونه بذخاً على ملذاتهم الصاخبة، وبطر عوائلهم المنفلتة.. غائرة من دون لجام، بين بيروت ولندن و... الشعب جائع وخائف من مستقبل مجهول و... يتوجب التدقيق في القيد الجنائي والأخلاقي.. شرعاً وقانوناً وعرفاً إجتماعياً.

تسلل الى مجلس النواب والوظائف السيادية في العراق، أشخاص ينوؤن بتاريخ من الجرائم والجنح والـ... المؤخذات التي تمنع إئتمانهم على صفة مختار لقطاع في مدينة الثورة، وإذا بالتاريخ المخزي يمحي وينصبون.. وزراء ووكلاء وزارات ومدراء عامين ونواب و... يربأون بمنزلتهم اللامعة عن أقل من مدير عام فوق العادة، أي لا يخضع للقانون إذا ثبت عليه فساد، دأباً على قول عزة الدوري لصدام حسين «سيدي حتى خطأك صح» وهؤلاء حتى فسادهم نزاهة.

حماة المفسدين

أحزاب إسلامية تتسلط على رقاب العراقيين منذ ثلاث وعشرين سنة، وما زال الحبل على غارب المشحوف... زاد الفاسدون.. بل إحتمى الفاسدون بهم.. يطيلون الحديث عن النزاهة وهم حماة المفسدين.. زادت الملاهي وأعلنت المومسات عن أحقيتهن في الحكم الرشيد، والمجتمع يعرف الكثير منهن تقمصن روح القيادة غير مباليات بردح من العمر إستنفدنه في... شقق لتنصيب الوزراء والنواب والمواقع الوظيفية المتقدمة بقدر تراجع العراق! مقابل ملايين الدولارات.. ولكل منصب تسعيرته «إستندر وظائف» أو «منيو للطعام السمين» و»الدهن للعكوس» كلوا هنيئاً وتبوؤا مناصب تمكنكم من عبور خط الستر الى العلن، على غير ما حذر منه الحديث النبوي الشريف «إذا إبتليتم فإستتروا» وهذا أضعف ما في الحد الأدنى من التسامح غير الشرعي ولا القانوني ولا العرفي.

و... أولاد الشهداء يتسولون في الترفكلايتات... في بلد فاحش الثراء...

إذا أنتم مرشحون لإقتعاد كراسٍ تحت قبة مجلس النواب، بإسم الإسلام.. سنة وشيعة.. من خلال مغازلة قناعات المؤمنين بالله ورسوله والخلفاء الراشدين والأئمة المعصومين؛ فنظفوا ذواتكم توبةً نصوحاً.. كل إبن أنثى خطاء، وخير الخطائين التوابون.. وكونوا قدوة للذين في قلوبهم مرض ليبرالي أو شطط ديمقراطي؛ كي يعودوا الى سبيل الصلاح سيراً على سراط النزاهة دون جهنم الفساد.

«هبوني إمرئاً قد كنت بالبين جاهلاً.. أما كان فيكم من هداني الى الرشيد» لأن المؤمن مرآة أخيه، يأمره بالمعروف وينهاه عن المنكر؛ فلا تحملوا إثم القائل «لقد أسمعت لو ناديت حياً.. ولكن لا حياة لمن تنادي» إن شاء الله ما تعدون به خلال التثقيف الإنتخابي أثناء الترشح، تفون به.. قولاً وفعلاً.. بعد الفوز، ولا تغيرون أرقام تلفوناتكم وتنقلون مكاتبكم أو تغلقونها بوجه طالب حاجة ملهوف، إجابته تقربكم من الله ورسوله والأئمة المعصومين من نسل محمد.. صلى الله عليه وآله.