(كلام الناس) يواصل حلقاته الإستقصائية عن الإتجار بالبشر والمخدّرات
فتيات ضحايا بيع أمهاتهن لهن طمعا بالمال
بغداد - سعدون الجابري
في حلقة جديدة من برنامج (كلام الناس) على قناة (الشرقية) واصل متابعته الاستقصائية لقضية الإتجار بالبشر وتجارة المخدرات وتناول قضيتين مهمتين قال عنهما لـ(الزمان) معد و مقدم البرنامج علي الخالدي (في الجزء الأول تناولنا قضية مهمة و تقرير إستقصائي الإتجار بالبشر في العاصمة بغداد.. وهذا الموضوع مهم جداً و يحتاج منا إنتاج عدة حلقات متقاربة، لإظهار القضايا و الجرائم التي تهدد حياة الإنسان.. وخصوصاً الأطفال و الفتيات، وفي هذه الحلقة و سنحاور رئيس محكمة جنايات الكرخ القاضي محمد سلمان و كذلك مدير مكافحة الإتجار بالبشر في بغداد اللواء مصطفى الياسري وعدد من المجرمين والمتهمات الضحايا في هذه القضايا، ليحدثوننا عن قضية تجارة المخدرات التي توسعت على نطاق كبير في المجتمع العراقي، وعن أعداد الظالعين بهذه التجارة الخطيرة بالبلاد).
وقال مجرم محترف بهذه التجارتين ( أنا أعمل بتجارة المخدرات بأنواعها و كذلك بالإتجار بالبشر في بغداد ، و الشريك معي في هذه التجارة زوجتي الثانية التي هي تنقل المخدرات و توصلها لي من أشخاص نتعامل معهم و أنا أصرفها لأشخاص آخرين). والذي اوضح عن تصوير البنات اللاتي تجلبهن له زوجتة للعمل معهم قائلا (نعم هذا صحيح و بعلم زوجتي يحدث هذا و تصويرهن يجعلهن يقبلن بالعمل معنا، و التي ترفض أهددها بعرض الڤيديو معي و من ثم نطردها، نحن ثلاثة رجال شخص معي يروج المخدرات والثاني سائق نكلفة بنقل المخدرات و كذلك البنات و زوجتي خلال عملنا). مضيفاً: أنا تولد 1990 متزوج من سيدتين الأولى لاعلم لها بما أعمل ولا بزواجي الثاني من شريكتنا بالعمل هذا، لكن الزوجة الثانية تعرف كل تفاصيل عملنا هذا) مؤكداً (كنا لا نتوقع في يوم من الأيام أن يتم القاء القبض علينا.. لكن صار الذي صار وقبضت علينا القوات الأمنية في بغداد، وزوجتي الثانية تعرفت عليها من خلال صديقة لي جلبتها للعمل معنا ووافقت، وكان لها نفوذ بين أفراد العصابة وهي من تدفع لنا مصاريفنا بالعمل، تصرف لنا كل فرد مبلغ 300 - 400 الف دينار أو أكثر من الأرباح التي نحصل عليها) وأشار: عندي مسدس غير مرخص أرعب فية البنات وأهددهن فيه في حال رفضهن التعامل معنا).
أما المجرم الثاني الذي التقينا به هو تولد 2001، قال لنا (عملت مع هذه العصابة بتجارة المخدرات والإتجار بالبشر بسبب العوز المادي، كنت أتسلم من رئيس العصابة أو من زوجتة مبالغ جيدة يومياً وهذا ما دفعني للأستمرار بالعمل معهم طمعاً بالمادة) مضيفاً: كنت أعرف هذا العمل مرفوض وخطر وممنوع من قبل الأجهزه الأمنية، لكن الماده تغلبت علي).
سيارة اجرة
والحديث الآخر كان مع المجرم الثالث الذي قال: أنا عندي سيارة أجرة وتعرفت على رئيس العصابة في يوم من الأيام عندما أجرني، و كلمني قال أريد أفيدك تعمل معنا و وضح لي كل شئ عن المخدرات والبنات وأمور أخرى، وافقت طمعاً لما عرضة علي من الإغراءات المادية، وكنت أتسلم منهم أجر جيد جداً عن كل طلعة أقوم بها.
من جهته بين لنا مدير مكافحة الإتجار بالبشر اللواء مصطفى الياسري: أي شخص يدخل بالأستغلال من واجبنا متابعته ومراقبته، نعتبره يتاجر بالبشر والأعضاء البشرية وأستغلال الأطفال والنساء للتسول أو لممارسة الرذيلة أول نقل وتعاطي المخدرات وغيرها، و خلال هذا العام 2025 تمكنا من كشف 6 جرائم كبرى بحق الإنسانية.
وسأل مقدم البرنامج ثلاث فتيات يمارسىن الرذيلة بواسطة سيدة تشرف عليهن وتتصرف بهن بالبيع و الشراء وهكذا، وهي الآن موقوفة لجرائم الإتجار بالبشر و السمسره وغيرها: كيف تعرفتن على البعض و بأي طريقة وصلتن لهذه الحالة المخجلة؟
قالت الشابة الأولى: أنا تولدي 1995 والثانية تولدها 2002 والثالثة تولد 1995 أيضاً و جميعنا متزوجات و لدينا أطفال، وأنا منفصلة من زوجي وكان زوجي متحفض علي، ويراقب تلفوني و كل شئ عني.. كنت أعمل منظفة في بيوت ناس بأجر يومي لتأمين معيشتنا كون زوجي لا يعمل و علينا إيجار بيتنا ومصروف البيت، في أحد الأيام وأنا جالسة في الباص (الكيا) تعرفت على سيدة و سألتني عن عملي وأجبتها، قالت لي أنت جميلة و أنا سوف أشغلك في بيت مرتب جيد جداً أعطيني رقم هاتفك، وعندما وصلت للبيت أخبرت زوجي بهذا الأمر قال ماكو مشكلة أتصلي بها وأتفقي معها، خبرتها وقالت لي: تعملين من الساعة الثالثة عصراً حتى منتصف الليل، لكني رفضت كون الوقت صعب لساعات متأخرة أبقى وأنا عندي بيت وزوج وأطفال، ردت قائله أبقي للساعة السابعة ليلاً أو أكثر بقليل، ثاني يوم ذهبت لها وهي طمعتني بالمال طلبت مني ممارسة البغاء هي تجلب الرجال يعني (سمسيره) تعمل قبلت طلبها لي ومارست الرذيلة هناك وزوجي لايعلم بهذا الشئ.. كانت أجوري المادية جيدة لكني خنت زوجي بهذا الفعل..!
وقالت شابة اخرى: (في البداية عملت في مول/ قسم العطور ومواد التجميل.. وجدت أحد العمال ينافسني بعملي، حتى في أحدى المرات قام بكسر علبتين عطور واخبر مدير المول عني، لكن المدير تسرع وأنهى عملي بالمول. وأضافت: تعرفت على أثنين من البنات وعرضن عليه عمل ممارسة لا أخلاقية في أحد الأماكن مقابل مبلغ جيد يكفيني، وبقيت معهن بسبب حاجتي للمادة و هكذا) ..!
وطلبت من رئيس محكمة جنايات الكرخ القاضي محمد سلمان.. أن يوضح لنا عن الشابات الثلاثة و ما دور المحكمة بهذه القضية ، فاجاب موضحا (بالنسبة لموضوع الفتيات الثلاثة وهن يمارسن المحارم وهن بذمة الأزواج وأخرى منفصلة، طبعاً هذه جريمة تبقى لقاضي التحقيق من خلال ما يتوصل له من التحقيقات ومن ثم قناعتة بالقضية، القاضي ممكن يعتبر هذه كجريمة و الفتيات ضحية في المجتمع بسبب العوز المادي، أندفاعهن لممارسة الرذيلة و أرتكاب هذه الأفعال المخزية مثل (الدعارة و الرذيلة)!
و أشار الخالدي (هناك سيدة تولد 1994 تعمل مع عصابة الإتجار بالبشر والأعضاء البشرية والمخدرات قالت لنا: أنا مهمتي أختيار البنات للعصابة مقابل تسليمي مبلغ جيد عن كل فتاة أجلبها لهم، عملي أيضاً نقل المخدرات من أشخاص وأوصلها للعصابة.. وأنا لا أتعاطاها).
وأوضحت (كما أنا أقوم بمهمة أخرى ببيع البنات بمساعدة شخص معي بالعصابة ، و البنات التي نتاجر بهن تكون أعمارهن من 13سنة فما فوق يعني شابات ، و أنا أعمل بهذا العمل منذ سنتين ، كنت متزوجة من رجل وتركته و تركت حتى أهلي ، و لايوجد لدي تواصل معهم بسبب عملي مع العصابة و تزوجت شخص من العصابة ، نحن كنا خمسة نساء نعمل مع هذه العصابة ، لكن في أحد الأيام نصب لنا كمين من قبل مديرية مكافحة الإتجار بالبشر حتى قبض علينا جميعاً في أحد المطاعم في بغداد) .
بعد ذلك قالت لنا أحدى الفتيات : (أنا تولد 2008 تزوجت و أنا قاصر عمري كان 13 سنة..أمي سبب دمار حياتي أنا صغيرة و زوجتني بعد أن باعتني لسيدة و هذه المرأة زوجتني لأبنها بعقد ( شيخ ) بسبب صغر عمري لا يجوز عقدي بالمحكمة ، بعد فترة قصيرة قبض على أمي و سجنت بتهمة الإتجار بالبشر) .و أوضحت ( أم زوجي باعتني لسيدة و تزوجت من زوج آخر و الزوج كان يحاول هو الآخر بيعي لعصابة ثانية ، لكن المحاولة هذه فشلت بعد أن قبض علينا جميعاً و أنا مضى على أعتقالي سبعة أشهر بالحجز).
و هناك شابة اخرى من مواليد 2006 متزوجة بعمر 12 سنة وعن ظروفها قالت (والدي توفى و أمي تزوجت و عشت معها فترة ، و بدأ زوج أمي بالإعتداء عليٓ و أغتصبني و بلغت أمي ، لكنها أرسلتني لبيت جدي بعد أن طردتني لا تريدني أعيش معها ، و في يوم من الأيام تعرفت على سيدة تعمل بتجارة البشر ، قامت ببيعي بمبلغ خمسة ملايين .. و خلال عملية البيع قبضت علينا السلطات المختصة قبل تسلمي المبلغ المقرر و أودعت بالحجز و التحقيق ).
و بالعودة لرئيس المحكمة الذي أوضح لنا عن القضية الأخيرة لهذه الفتاة قال : المحكمة تدرس القضايا جيداً و تعتبر أجبار لهذه الأفعال ، و تحول المتهمة و أوراقها للباحث الإجتماعي لدراسة كل حالة لهذه الفتيات ، لغرض تخفيف الأحكام على المتورطات من الفتيات لهذه الأعمال التي ذكرناها .
و بين رئيس المحكمة : (القاضي المختص يتخذ قرار بتسلم الفتيات الضحايا المنفصلات لذويهن و الباقيات على ذمة أزواجهن تسلم لهم ، لغرض تصحيح أخطائهن أو أفعالهن المرتكبة .. لكن هناك بعضهم يرفضن هذا التسليم لذويهن أو لأزواجهن ، بسبب خشيتهن من ردت فعل أسرهن أو أزواجهن للعودة لبيوتهن و من ثم يتم قتلهن ، رغم أنهن ضحية لفاعل من قبل أسرهن و جعلهن ينحرفن لطريق السوء و الرذيلة) .
و قبل ختام الحلقة قال الخالدي (لابد لي أن أشكر مجلس القضاء الأعلى و وزارة الداخلية و مديرية مكافحة الإتجار بالبشر في الكرخ و في الرصافة على تسهيل مهمتنا هذا و الموافقة على التصوير ، لكي يطلع الجمهور على الأفعال المخزية الي تمارسها بعض النساء و كذلك بعض الرجال ، و هذه الممارسات مخزية و دخيلة على مجتمعنا ، نأمل أنهائها و القضاء عليها من الجذر كوننا لا نقبل بمثل هذه الممارسات غير الأخلاقية ).
فريق البرنامج ضم كل من :-الأعداد و التقديم : علي الخالدي ، مخرج ميداني و مدير تصوير : عمر الجابري ،تصوير : حسين الخفاجي و حسين عصام ،درون : عبود رحيمة ،م . إضاءة : كاظم كروف ،المتابعة الصحفية : سعدون الجابري ،مونتاج : عمر مظفر و أدريس الكعبي.