الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
كتاب (ديون العراق البغيضة)

بواسطة azzaman

كتاب (ديون العراق البغيضة)

شاكر موسى عيسى

 

سيصدر هذا الكتاب قريبا عن دار الرواد المزدهرة وهو من تأليف الدكتور شاكر موسى عيسى رئيس الجمعية العراقية – الكندية  في كندا .ويتناول قضية الديون البغيضة – القبيحة لصدام وكيفية معالجتها ودور العراقيين الشرفاء بالمطالبة لإلغاءها كاملة مقابل المواقف السلبية للسلطة وحكامها المعينين من قبل سلطة الاحتلال الامريكي بعد 2003 . لقد كان هناك تغييب لجهود شلة من ابناء الشعب العراقي ومنظماتهم المدنية ، ودورهم البارز في العمل المتواصل والدؤوب لمطلب الإلغاء الكامل للديون الخارجية ، ورفض  تحميلها على كاهل الشعب العراقي.

لقد كان التركيز على الدور الأمريكي وبعض اعوانه الحكام ، وابرازهم وكأنهم  الوحيدين المطلبين بإلغاء الديون .. وبنفس الوقت، فلابد لنا من أن نؤكد ونسجل للتاريخ من أننا لم نجد في حقيقة الأمر أيا من كبار المسؤولين الرسميين العراقيين من وقف بصدق وإخلاص معنا في جهودنا واصرارنا على مطلب الإلغاء الكامل لديون صدام حسين عن كاهل الشعب العراقي  .

ادارة امريكية

لأنهم  كانوا يحافظون على مناصبهم في الإدارة والسلطة خوفا من غضب الإدارة الأمريكية آنذاك . وبالطبع كان هناك العديد من العراقيين – الاشخاص والاحزاب والجمعيات المهنية والمراجع الدينية العليا - ، ممن أيد مواقفنا وشد من أزرنا بل وعرض علينا المساعدة فيما نسعى إليه .

 هل أن إلغاء 80 بالمئة من الديون التي أقرها ما يسمى بنادي باريس قد لاقت منا القبول والرضا ؟؟. كلا والف كلا . هذا النادي ممثلا للدائنين هو الحاكم أو القاضي ، وهيئة المحلفين ، وهم الجلادون. وليس للعراق مدعي فيه ، لقد كان ذلك مرفوضا منا.  اذ كنا هناك ذلك اليوم الذي اتخذ فيه القرار وأمام وزارة المالية الفرنسية مكان اجتماعهم في تظاهرة شعبية حاشدة – شارك فيها مع العراقيين العديد من الشخصيات والشباب الأجانب – مؤكدين على مطلبنا في الإلغاء الكامل للديون ومن اننا نرفض عرض قضيتنا أمام محاكمهم ,

لأننا كنا نطالب بهيئة تحكيمية عراقية - دولية ينشئها العراق  بمجموعة مستقلة من القضاة بالتعاون مع الأمم المتحدة ويعرض عليها الدائنون كل على حده مطالبه موثقة ، للنظر في مدى  شرعيتها وإصدار الحكم العادل ازاءها .

لقد كان أحد الحوافز لإنجاز هذا الكتاب أيضا ، هو ما حصلنا عليه ولو متأخرا ما نشرته مجلة الوطن الامريكية عن الصفقات المشبوهة التي عقدها جيمس بيكر وزير الخارجية الأسبق – والمبعوث الشخصي للرئيس بوش في مسألة الديون العراقية – مع دولة الكويت. لقد كان أمرا يثير الاشمئزاز والسخط. ، كان يخطط من وراء الكواليس عقد الصفقات هو ومادلين أولبرايت – وزيرة الخارجية السابقة- ومن خلال شركاتهم لضمان حصول الكويت على ماقدمته من أموال لصدام -غير موثقة شرعيا وقانونيا – مقابل حصولهم على عوائد وايداعات مالية ضخمة  .

إن هذا العمل يوثق مسيرة الجهود المبذولة من العام 1999 وحتى العام 2023 سواء من خلال الحقائق والوثائق والبحوث وأنشطة الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والجهود الفردية التي بذلت في داخل العراق وخارجه مع قوى التقدم والحرية من أحزاب ومنظمات في العالم ، من أجل شطب ديون صدام القبيحة كاملة . في (لفصل الأول )العام 1999 إعداد دراسة المديونية الخارجية العراقية : الحقائق والمستقبل، تم تقديمها في لندن بندوة « المستقبل المتوقع للعراق عام   2000»  والتي نظمها مركز الدراسات الاستراتيجية العراقية .

أزمة وطن

ورافق قيام المنتدى الاقتصادي العراقي في لندن ، عقد ندوة « أزمة الدين العراقي الخارجي  «  وكان لنا رأي متواضع مغاير لعنوان الندوة ألا وهو أن الازمة «أزمة وطن وليست أزمة دين في ( الفصل الثاني ). وقد وجدنا استخدام تقديرات خيالية لحجم الديون أدخلت بمعادلات رياضية نجم عنها عدم إمكانية العراق من تحقيق أي نمو اقتصادي في المستقبل . كذلك كان هناك من قال بأن « لنفط العراق تاريخ محزن ومستقبل مظلم « وتبين من أنه يمهد للقبول ب « خصخصة النفط العراقي « لكل من هب ودب من العراقيين والشركات الاجنبية والامريكية خاصة . ولكننا قلنا  أن نفط العراق ورغم كل ما يطرح سيبقى ملكية عامة للشعب المظلوم.

 «مفهوم الديون القبيحة في القانون الدولي والتجارب العالمية.

 «.عنوان ( الفصل الثالث ) بإعتبارها ديون عقدت بدون الموافقة الشعبية ، وأنفقت في غير مصالح الشعب ، وأن المقرضين على علم بذلك . وكان هذا المفهوم قد احتل أهمية قانونية وسياسية متنامية في أوائل القرن الحادي والعشرين مع الثورات والتغيرات السياسية والعسكرية وحتى باعتراف محدود من الأمم المتحدة . ويعود ذلك لصاحب النظرية البروفيسور الروسي الكسندر ساك ، والتجارب التاريخية التي نستعرضها ( في كوبا  وأمريكا وجنوب أفريقيا وكوستاريكا وغيرها الكثير ) في تطبيق النظرية تؤكد على صحة الموقف الوطني العراقي الداعي لشطب ديون صدام لعدم شرعيتها.

وبعد سقوط النظام  اعددنا رسالة تفصيلية لقادة دول الخليج العربي ورؤساء الدول الدائنة الكبرى مطالبين دعمهم لشطب الديون واعمار العراق . وفي هذا (الفصل الرابع) عن الجمعية العراقية – الكندية وجهودها وفعالياتهاوالسفرة الى لندن والعراق . حيث عقدت الاجتماعات مع معظم المنظمات قيادات الأحزاب والنقابات . وتمخضت الاجتماعات مع المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق على ترتيب لقاءات عقدت مع المراجع الكبار في النجف الاشرف وبالأخص مع سماحة المراجع الثلاث الكبار  سماحة السيد السيستاني والسيد محمد الحكيم والشيخ علي النجفي

وعن اليوبيل العراقي الذي تشكل في آذار 2003 في لندن ، فقد باشر أعماله بالتنسيق مع معظم منظمات المجتمع المدني  في اوربا وامريكا لدعم قضية شطب ديون العراق،  يقدم (الفصل الخامس )  تفاصيل لاعمال اليوبيل مع اوكسفام العالمية واليوبيل الأمريكي ومنظمة إلغاء ديون العالم الثالث الفرنسية. كذلك سفر المنسق العام لليوبيل الى العراق ولقاءاته مع العديد من العراقيين وتوثيق آرائهم. ثم ننشر تفاصيل  لخلاصة أعماله من نيسان 2003 حتى أيلول 2005

و ( الفصل السادس) يتناول دور المنظمات والشخصيات العالمية ، سواء في نداءاتها ، نشراتها، اجتماعاتها وحتى في صيام بعضهم لمرات ،  من أجل الشعب العراقي . يركز الكتاب على ثلاثة منظمات عالمية فقط ، لإبراز دورها الداعم لقضية العراق والدعوة لشطب ديونه :  اللجنة الدولية  لإلغاء الديون غير الشرعية والتي قدمت عريضة وقعها المئات من أدباء وفنانون وبعض الشخصيات العلمية  من 13 دولة وحتى طالبت بمحاكمة بوش وتوني بلير .  ثم منظمة اوكسفام العالمية والمعهد الالماني فريدريك إبرت ستيفونج  في برلين

 ( الفصل السابع ) يتناول الدعوة «لهيئة تحكيمية لحل مشكلة الديون القبيحة . ...»على العراق ان يحل ازمة الديون، ليس بطلب الرأفة بل من خلال الاحتكام بقواعد القانون « . ونقلنا ورقة جامعة نيويورك والمعنونة « حل الالتزامات العامة والخاصة الناتجة عن نظام حكم حسين الدامي في إطار التحكيم الدولي «   لتستشهد بتجربة الهيئة التحكيمية بين ايران وامريكا سنة 1981 ، . كذلك موقف  منظمة اوكسفام الدولية والمعهد الألماني الداعين والمؤيدين لهيئة تحكيمية عراقية. كذلك كان موقف اليوبيل الألماني ببيانه « من أجل عملية تحكيم شفافة وعادلة لدول الجنوب المدينة « .

نادي باريس سيء الذكر  (في  الفصل الثامن ) والذي « يتستر على قروض دول الغرب القبيحة لصدام « ودوره  كممثل للدائنين من دول أعضائه ، والقاضي باسمهم ،  برعاية وزارة المالية الفرنسية ، من بحث السكرتيرة العامة للنادي:  تناولت فيه تقديرات النادي للديون العراقية – مع الفوائد -  والتعويضات . وأكدت أن « الدائنين من الأعضاء لا يعترفوا بمفهوم الديون القبيحة لخطورته على العلاقات المالية الدولية وغيرها من الأسباب « . وعن امكانية مساعدة العراق فتتم وفق الصيغ المعمول بها في النادي مثل صيغة إيفيان ، والتي تربط موقفهم بتقييم قدرة العراق على الدفع إلى جانب برامج وشروط صندوق النقد الدولي .

كان إبراز حقيقة الموقف الأمريكي المتذبذب  قبل إسقاط النظام  وخلاله وما بعده في   ( الفصل التاسع ) ، ففي 2 نيسان 2003   رفضوا القبول بمبدأ إعفاء ديون العراق . ثم في 6  نيسان قالو أن « ديون صدام بغيضة ويجب إلغاؤها «  و « بما ان الديون تمت من قبل ديكتاتور غير منتخب لبناء ترسانة من الأسلحة .... والآن تم التخلص من الدكتاتور  الذي ابرم هذه الديون، فيجب الغاءها « .. بعدها توجه مساعد وزير الدفاع بالطلب من ألمانيا وفرنسا وروسيا لشطب ديون العراق لتسهيل عملية انعاش العراق . بعدها انتقل الموقف الى مناقشة الموضوع في اجتماعات القمة ومجموعة السبع أو الثمان ولاتخاذ موقف متفق عليه بالرجوع إلى نادي باريس

أما ( الفصل العاشر ) فكانت الخاتمة  للدور الأمريكي البغيض حيث نشرت مجلة الوطن الامريكية في 12 تشرين الثاني 2004 بحثا فيه جوانب سرية بعنوان « الحياة المزدوجة لجيمس بيكر «،. وخلاصته تضارب بين مهمته لمطالبة الدول لإعفاء ديون العراق ، والعمل مع دولة الكويت وبالتنسيق مع البنوك التجارية ومقاولي وزارة الدفاع وغيرها . ولخطورة هذه الفضيحة تمت مقابلة السفير العراقي في أوتاوا وتسليمه مذكرة تفصيلية مع النص الكامل للبحث موجهة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي آنذاك ، لعل هناك في بغداد من يسمع وربما تأخذه الحمية ، ولايهاب دفاعا عن مصالح وحقوق الشعب العراقي.

 


مشاهدات 159
الكاتب شاكر موسى عيسى
أضيف 2025/08/16 - 11:50 PM
آخر تحديث 2025/08/17 - 7:34 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 616 الشهر 12229 الكلي 11407315
الوقت الآن
الأحد 2025/8/17 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير