الـله بالخير رياضة

الرابح والخاسر بالدوري العراقي

اكرام زين العابدين

واخيراً انتهى دوري نجوم العراق لكرة القدم للموسم 2024 / 2025 بتتويج الشرطة باللقب ، وهبوط اندية نفط البصرة والحدود وكربلاء للدوري الممتاز ، وصعود اندية الموصل والغراف وامانة بغداد للعب مع الكبار بالموسم الجديد ليصبح العدد الكلي (20) نادياً .

ما يهمني بموضوع الدوري المحلي هو الجانب الاقتصادي وحسابات الربح والخسارة لكل نادي ، لانني وصلت الى قناعة تامة بان مخرجات الدوري المحلي في الجانب الفني ضعيفة والدليل ان لاعبينا مازالوا بعيدين عن الاحتراف الحقيقي في الاندية الاوروبية والآسيوية او حتى الاندية العربية القوية .

 ولا اعرف بالضبط كم جنت انديتنا الرابحة او الخاسرة من اموال ؟ وهل ان وضعها المالي جيد وبامكانها ان تعزز ميزانية النادي من خلال الحصول على اموال الرعاية والاعلان وبيع وشراء عقود لاعبيها استعداداً للموسم الجديد.

وهنا اسال الى متى تبقى هيئة الضرائب العراقية بعيدة عن نشاطات الرياضة ، وهل ان مدخولات الرياضيين واموالهم غير مشمولة بالجباية وتعد خطوط حمراء لا يمكن المساس بها ، او استحصال نسبة الضرائب منها للدولة العراقية التي تعاني كثيراً من قلة توفير الاموال كرواتب وصرفيات مالية اخرى للرياضيين وغيرهم.

في اغلب دول العالم يتم التعرف على واردات وصرفيات اي مؤسسة رياضية كانت او غيرها ، من خلال التعامل بمبدأ الشفافية في العمل الاداري والمالي ، وبامكان اي جهة رسمية او غير رسمية التعرف على ارقام هذه الاموال دون عناء .

في عراقنا الوضع مختلف لان الشفافية معدومة وان هذه الارقام والمعلومات تعد ممنوعة ، ولا يمكن الحصول عليها الا بصعوبة ، واذا حصلت عليها فانها تكون غير دقيقة خوفاً من متعلقات قد تسبب الضرر بالمؤسسة الرياضية في حالة البوح بها للعلن.

واذا قمنا بزيارة لاي نادي او اتحاد رياضي ، وطلبنا من الادارة تزويدنا بالحسابات المالية للنادي او الاتحاد خلال الموسم الاخير او الذي قبله ، فاننا لن نصل الى نتيجة ايجابية ، او اننا سندخل في دوامة لا نخرج منها الا بشق الانفس .

في دول العالم المتحضر تعلن اغلب ارقام تعاقدات اللاعبين والمدربين بشفافية ، ولا يمكن التلاعب بهذه الارقام (تقليلها او رفعها) لان هيئة الضرائب موجودة بالمرصاد وتستقطع نسبتها من العقود ، لذلك يفضل بعض اللاعبين الذهاب الى ايطاليا بدلا من اسبانيا ، لان الضرائب لدى الطليان اقل وابسط بالتعاملات.

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، شرع قانون اللعب المالي النظيف هذا القانون يشمل الجميع ويستهدف معادلة جميع الأندية المشاركة في البطولات القارية لليويفا للإيرادات والمصروفات، وألا يكون في ميزانيتها أي نوعٍ من أنواع العجز المالي.

وبموجب هذا القانون فإن النادي الذي تزيد مصروفاته عن إيرادته يكون عرضةً لعقوبات الاتحاد الأوروبي، والتي تبدأ من التوبيخ ولفت النظر، ويمكن أن تصل للمنع من المشاركة في المسابقات أو الحجب تماماً ، وعانت اندية برشلونة ومانشستر سيتي من خرق القانون في المواسم الماضية.

ويوجد قانون اللعب المالي النظيف في مصر وهو مجموعة من القواعد التي تهدف إلى تنظيم الشؤون المالية للأندية، وضمان استدامتها ماليًا، وتحقيق التوازن بين إيراداتها ومصروفاتها ، من اجل منع الأندية من الإفراط في الإنفاق، ومحاولة تحقيق التكافؤ بين الأندية ذات الموارد المختلفة.

اما في السعودية فان الامر مختلف،من خلال وجود لجنة الكفاءة المالية للأندية الرياضية بوزارة الرياضة السعودية، والتي تعــــــــــطي شهادة الكفاءة المالية لأندية دوري روشن السعودي للمحترفين، ودوري يلو للدرجة الأولى، وان من اهم شروط الشهادة ان تتضمن الوفاء بالالتزامات المالية واجبة السداد، وتشمل بنوده كل ما يخص عقود اللاعبين والمدربين والموظفين.