الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
يا دولة الرئيس: ما أحوجنا لكرمك الحاتمي

بواسطة azzaman

كلام أبيض

يا دولة الرئيس: ما أحوجنا لكرمك الحاتمي

جليل وادي

 

يُقال: ان العطاء هو أن تعطي ما أنت بحاجة اليه، وليس من كثير يتوافر لديك، لأن العطاء ليس بكميته وانما بمعانيه، فتقاسم رغيف خبز مع جارك المحتاج أعمق معنى من اعطائه رغيفا من أكياس طحين بحوزتك، طبعا لا أجمل من العطاء، ولا أحلى من السعادة التي تنتابك وانت تعطي، جرب أن تعطي ولاحظ كم تكبر في عين نفسك. وعُرف عن العراقيين العطاء فيما بينهم، فهم يحملون من الغيرة والكرم ما لامثيل له لدى الشعوب الأخرى، هذه حقائق اكتشفناها متأخرين، وعندما تكلم بها الأكبر سنا منا، او قرأناها في كتب المدرسة ظننا ان الجماعة يبالغون في مدح أنفسهم، ومن مدح نفسه ذمها، ولكن تبين لنا صحة ما قالوا، وهذا ما تلمسه كثيرون أثناء سفرهم الى دول شقيقة او أجنبية.

هذه المعاني النبيلة للعطاء الذي يجسد انسانيتنا فعل محمود وسلوك يستحق احترام كبير عندما يكون بين أبناء الشعب الواحد، لكنك تتوقف كثيرا عند العطاء بين الدول لا سيما عندما يكون شعبك بحاجة اليه، فالعطاء بأشكله المختلفة كمساعدات او هبات ينتظر منه صاحب العطاء مقابلا، فليس هناك عطاء دولي بلا مقابل اطلاقا، وجميعها تأتي بهدف التأثير في الحكومات لكي تتخذ مواقف او سياسات تنسجم مع مصالح الدولة المعطية، او تنتظر منها فعلا مماثلا عندما تسوء امورها، او تقف الى جانبها عندما تتعرض لعدوان، او تساندها عندما تنوي القيام بمشروع، او شراء ذمم بعض السياسيين او الاعلاميين المؤثرين.

لقد أعطى العراق طوال تاريخه الكثير من المساعدات والتبرعات لدول شقيقة وصديقة، ووصل كرمنا الى دول عديدة وفي قارات مختلفة، لكننا لم نجن منه شيئا أبدا، فبلادنا مرت بالكثير من التحديات، ولم نجد من شمر عن ساعديه لعوننا، بل من الذين أعطيناهم وقفوا مع أعداءنا عندما أحتلت بلادنا، وبعضهم شيد معسكرات لتصدير الارهابيين لقتل شبابنا، وحتى الذين يتوددون الآن لنا عندما أيقنوا بتعافينا من صدماتهم ليس حبا فينا، بل طمعا في عطائنا، ولا داعي لتسميتهم فحضراتكم تعرفونهم جيدا، كالسمك بلادنا مأكولة مذمومة.

أسوق هذا الكلام مقدمة لكرم حاتمي قرأت خبره المعزز بكتاب رسمي صادر عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء في مواقع التواصل الاجتماعي، وقبل الحديث عن هذا الكرم تقتضي الموضوعية القول: ان غالبية ما يرد في المواقع الاجتماعية يفتقد للمصداقية، وما يأتي منه في الاطار السياسي قد يهدف الى تشويه صورة بعض الشخصيات السياسية او تسقيطها بخاصة ونحن مقبولون على الانتخابات التشريعية التي ستهدر فيها أموال ضخمة بلا طائل، فلا شيء جديد سيحدث.

كما بودي التأكيد بأني من أنصار السيد السوداني ليس حبا في شخصه، وانما تثمينا لجهوده، اذ حقق من المشاريع ما عجزت عنه الحكومات السابقة على مدى السنوات الماضية، ولذلك من أمنياتي أن يفوز بولاية ثانية لاستكمال برنامجه الحكومي.

ولا أدري ان كان الخبر الذي قرأته عن تبرعه بـ (12) اثنا عشر الف جهاز لوحي للأردن صحيحا ام جاء بغية تسقيطه او تشويه صورته، لكن أمانة المجلس لم تنف صحة الخبر، او التأكيد ان الكتاب المنشور مزور، وهذا يؤكد صحته.

لست بخيلا على اخواننا في الأردن الشقيق، او أقف (سكينة خاصرة) كما يقول أهلنا أمام السياسة التي يراها أخونا السيد السوداني مناسبة، لكنه ربما رأى كما رأيت عندما أتيحت لي فرصة زيارة الأردن قبل عشرين عاما، فبمجرد دخولي بلادهم لعنت حظنا العاثر، فالأردن الفقير كما يوصف أفضل منا عمرانا ورقيا، ومظاهر البشر فيه توحي بأنهم في بحبوحة، وجامعاتهم صارت مقاصد لطلبتنا، ويتعالج مرضانا في مستشفياتهم وغيرها من مظاهر عدم الحاجة، وليس بوسعي والحال هذه سوى القول: طلبتنا أحوج لكرمكم الحاتمي يا سيادة الرئيس.

 

jwhj1963@yahoo.com

 


مشاهدات 56
الكاتب جليل وادي
أضيف 2025/06/28 - 2:15 PM
آخر تحديث 2025/06/29 - 10:03 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 260 الشهر 17935 الكلي 11152589
الوقت الآن
الأحد 2025/6/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير