الشرغوف الأكرش
محمد علي شاحوذ
الاهداء: الى كائن فقاري, من شعبة الحبليات, مازال يقبع في كرسي, تاركا مستنقعه الآسن !!...
في كل مرة ألمح فيها ذلك المعتوه, فإني أفرك عيني جيدا ذلك أنني لا اراه إلا ضفدعا, وبالأحرى شرغوفا
, فلو وضعته بجانب أي شرغوف فلن تميز بينهما, اذ كلاهما صاحب بطن (, فرخ الضفدعTadpole)
كبيرة, وارجل قصيرة, ورأس منتفخ, وعيون جاحظة, كما أن اللون الاخضر يطغى على بطنيهما, فصاحبنا يصر على ارتداء قميصه الاخضر مع مختلف البدل وفي كل المناسبات, وهو لا يتوقف عن الثرثرة في كل الاوقات كأنه ضفدع يطلب التكاثر, واجزم أنه يمتلك جيوبا صوتية اكثر مما تملكه الضفادع بعشرات المرات تمكنه من مواصلة النقيق بلا توقف, وبسبب نقيقه المزعج صرت وجميع من يعرفه نتهرب من لقاءه لكثرة لغوه وسوء طباعه, بل رحنا نرصد تحركاته لنسلك طريقا غير الذي يسلكه حتى لا نضطر للاستماع الى ذات حكاياته المكررة الساذجة, التي ما أن تستمع لها حتى تصاب ).Tinnitusباحتباس في المثانة, وانتفاخ في القولون, وطنين في الاذن (يكرس شرغوفنا جهودا جبارة لإقناع الناس أنه رجل مهم, وأنه الأوحد المتفرد في حل مشاكل العالم ابتداء من حرب روسيا واوكرانيا مرورا بحالات الطلاق في قبائل (الماساي) في كينيا, وهو يصر على التصرف مثل ذلك الضفدع الغبي الذي أوهمه كرشه الكبير أنه أضخم حيوان في الغابة, متصورا أن بطنه الكبيرة هي من ستجعله محترما, ولكنه أصيب بالخيبة حينما مر بالقرب منه أحد التماسيح, فعمد الى شهق الهواء وحبسه في صدره ظنا منه أنه يصبح الاضخم, وصار ينتفخ ثم ينتفخ حتى انفجر وتشظى الى كتل قيحية يشوبها المخاط والفضلات بسبب غروره وأوهامه.
والأسوء لو أنك وقعت في فخ الحديث معه فتصاب بارتجاع مريئي لدرجة تحس أن معدتك هجرت بطنك واستقرت في جيوبك الانفية, ومع مرور أكثر من عشرة دقائق من الحديث المقرف معه ستصاب بشلل في , وتتمنى لو كان بإمكانك الانسلاخ(Sphincter ani externus M.العضلة العاصرة الشرجية الخارجية(
حتى من جلدك تاركا المكان الذي جمعك به, وقتها ستدرك لم كان الكاتب الاشهر شكسبير يستخدم الضفادع كرمز للشر والشعوذة والسحر, كما في مسرحيته (ريتشارد الثالث) حينما وصف الملك بأنه ذلك الأحدب ضفدع الطين السام, ومثله فعل الشاعر ( جون ملتون) في ملحمته الشعرية "الفردوس المفقود" بعدما صور الشيطان بهيئة ضفدع يوسوس في أذن حواء ويحرضها على الخطيئة!!.
وكثيرا ما خيل لي أن مسيلمة الكذاب مدعي النبوة الأفاق كان يقصد صاحبنا في احدى خزعبلاته التي ادعى زورا أنها أوحيت اليه من السماء ( يا ضفدع بنت ضفدعين , نقي ما تنقين , نصفك في الماء ونصفك في الطين , لا الماء تكدرين , ولا الشراب تمنعين ), غير أن صاحبنا تفوق بكذبه على مسيلمة, فهو كذاب أشر ديدنه التلفيق والتشهير, ورأس ماله التدليس والخداع, وهو مضطرب نفسيا, يعاني من عقدة النقص, ولأنه لا يمتلك شعورا بالكفاءة تجاه ذاته فهو دائم البحث عن أخطاء الاخرين من أجل تفادي النظر الى أخطاءه, وهو فشل في التحول الى رجل تماما كالشرغوف الذي فشل في التحول من مرحلة فكلاهما تبدأ أطرافه بالنمو, ),NEOTENY) اليرقة الى مرحلة الضفدع البالغ وهو ما يعرف بايولوجيا ب ويكتمل تكون الرئتين ويتسع الفم, ويتطور الجهاز الهضمي, لكن يختلف صاحبنا في أمر واحد,
اذ يختفي الذيل في الشرغوف بينما يبقى صاحبنا بذيل طوووويل جدا, فهو لا يتمكن من الحياة بدونه !!.
عزيزي الشرغوف الأكرش: نصيحتي أن تذهب الى مدينة (ووهان) في دولة الصين الشقيقة, فهناك تجد من يقدر أطرافك القصيرة, اذ يتم طهيها وتقديمها مع حساء الصراصر والجرذان, فذلك أفضل لك من بقاءك هنا, وقضاءك الوقت في نسج قصص موهومة من خيالك المريض ونفسك الخبيثة اللئيمة.