من يتصدّى للطائفيين؟
جواد العطار
من عجائب السياسة في العراق ان الكل ينادي بنبذ الطائفية ومحاربة الطائفيين ووحدة المكونات والعبور فوق الخلافات والبحث عن المشتركات وشعارات الوطن ومصلحة المواطن ، تعلو في خطاباتهم فوق اي مصالح اخرى ... وهذه الاسطوانة شرخت آذان الجميع واصبحت معروفة ومحفوظة من الصغار والكبار حتى انها دخلت في بعض المناهج الدراسية.
لكن ما ان تقترب الانتخابات وندخل في حيز المنافسة حتى تختفي كل معالم الشعارات الطنانة والرنانة من الساسة حول الوحدة الوطنية وضرورة تجاوز الخلافات والبحث في المشتركات ، ويبدأ كل طرف يجيش مكونه لصالحه متناسي ما كان ينادي به خلال عمر الدورة الانتخابية ، بل يحشد بصورة تبعث الكراهية والحقد على الطرف الاخر ولا نبرئ احد كردا وعربا شيعة وسنة ، الكل يعمل لمصلحته وما يمكن ان يدر عليه الخطاب الطائفي من اصوات في صناديق الاقتراع ، وبعد النتائج لكل حادث حديث نعود وطنيين وننبذ الطائفية والطائفيين.
لا نجافي الحقيقة ، ان هذا الخطاب مجرب وفعال وناجح حاليا ويؤتي اكله مع اغلب الجمهور ، والسبب في ذلك انه من مخلفات مرحلة زمنية قريبة اولا؛ بدأت قبل عام 2006. وقلة الوعي بين اغلب فئات المجتمع ثانيا؛. واحتراف الساسة لهذه العملية ثالثا؛. وحداثة التجربة الديمقراطية في العراق رابعا؛. والتدخلات الخارجية خامسا؛ التي تزيد من النار تحت الرماد.
والسؤال متى نكشف الوطني المحق صاحب المشروع عن الطائفي الفارغ الذي لا يحمل سوى الشعارات؟.
قد يتحقق هذا في المستقبل القريب ويفاجيء الجميع ساسة ومراقبين بنتائج لم تكن في الحسبان ، لان الشعب قد اكتوى في الفترات الماضية من هذه العملية المكررة نقصا في الخدمات وضيقا في العيش ، ولم يجني ثمرة مشاركته. لكن من الصعب تحقيقه في الانتخابات القادمة لان المؤشرات والحراك الطائفي يعمل على قدم وساق وقد ينجح هذه المرة ، لكن نبشره بان هذا النجاح مؤقت والمستقبل للمرشح صاحب العمل الحقيقي والمشروع الانتخابي الناجح والطائفيين سيعفو عليهم الزمن مثل البعثيين في العراق وسوريا والشيوعيين في روسيا.