دعوات إلى تفادي المسبّبات والتحرّك لمنع حدوث خسائر
الحرائق خطر يومي يتفاقم وسط غياب الإجراءات الوقائية
بغداد - ابتهال العربي
تتكرر الحرائق في مختلف مدن العراق بين الحين والأخر٬ لاسيما في فصل الصيف٬ المشهد الذي وصفه خبراء بمأساة شبه يومية تؤدي الى خسائر بشرية واضرار مالية كبيرة، نتيجة اندلاع تلك الحرائق في مستشفى أو سوق أو مبنى حكومي أو مخزن غذائي أو أرض زراعية. ومع تكرار هذه الحوادث، يبرز التماس الكهربائي كأكثر الأسباب شيوعاً، وسط غياب ملحوظ لمنظومات السلامة والإطفاء، أو ضعف في تفعيلها.
وقال المهندس الكهربائي٬ احسان الطائي٬ لـ (الزمان) امس انه (في الوقت الذي شهد فيه العام الماضي كوارث مؤلمة مثل حريق مستشفى ابن الخطيب في بغداد٬ والحسين في ذي قار، اللذين أوديا بحياة العشرات، واخرها حريق مطعم في النجف امس٬ لا تزال الجهات المعنية عاجزة عن فرض معايير السلامة الأساسية)٬ بحسب تعبيره٬ مبيناً انه (رغم التحذيرات المستمرة من المختصين، تستمر الخسائر المادية الهائلة التي تُقدّر بمليارات الدولارات، لتكون شاهداً على تقصير واضح في الجوانب الوقائية، سواء في البنية التحتية أو في السياسات المعتمدة)٬ وأضاف الطائي ان (حوادث الحرائق تتكرر بالعراق٬ جراء عدة أسباب٬ وابرزها التماس الكهربائي، لاسيما حوادث البنايات التجارية والمؤسسات الحكومية٬ وعلوات لبيع الخضار ومساحات زراعية واسعة٬ نتيجة غياب شروط السلامة اللازمة)،
وبشأن كيفية التحصين من الحرائق ووسائل الأمان، أوضح الطائي ان (مديرية الدفاع المدني هي المسؤولة في الدرجة الأساس عن التحصين والحماية من الحرائق٬ ليس على مستوى إصدار التوصيات والإرشادات٬ بل متابعة شروط السلامة قبل منح الموافقة على البناء٬ والتأكد من استيفاء متطلبات السلامة والأمان)٬ على حد قوله. من جانبه قال مختص بمنظومات الوقاية من الحرائق، حيدر الموسوي٬ ان (توفير منظومة السلامة يغني عن خسائر أرواح المواطنين ورجال الدفاع المدني٬ وضمان عدم تلف أدوات ومعدات الدفاع المدني التي تستخدم في عمليات الاطفاء والتي تعد مكلفة جداً، فضلاً عن تجنب الخسائر المادية للموقع المحترق والتي تعد خسائر عامة سواء كان الموقع تابعاً للقطاع العام أو الخاص)٬ لافتاً الى ان (أغلب الحرائق تحدث في المخازن بسبب آلية الخزن وتخصيص بنايات غير مخصصة لذلك٬ مثل البيوت وغيرها، من دون الالتزام بالوقاية والإرشادات الموصى بها عالمياً ومن قبل الدفاع المدني العراقي٬ والتي تشمل ايضاً مواد البناء المستخدمة)٬
وشدد الموسوي على (ضرورة استخدام منظومات الإطفاء الذاتية وليست اليدوية فقط، والعمل بقانون يفرض استعمال هذه المنظومات٬ وتوفير المرشات الذاتية في كل مكان)٬ بدورهم اكد خبراء اقتصاد٬ لـ (الزمان) امس ان (خزن التجار لبضائع بملايين الدولارات وبكميات كبيرة في مخازن غير نظامية٬ ولا تحتوي على منظومات الإطفاء ومنظومات الإنذار المبكرة وحتى المنظومات الأمنية، ووضعها بمخازن في عمارات منهكة في طوابق ثانية وثالثة تحت الأرض٬ احد اكبر الظواهر او المشكلات المجتمعية والتجارية خصوصاً٬ واصفين هذا النوع من الخزن بشديد الخطر٬ لكونه يؤدي الى خسارة كميات كبيرة من المواد او البضائع التي تكلف ملايين الدولارات)٬ وفقاً لما ذكر٬ داعين الى (تنظيم الخزن، بدعم وزارة التجارة).
وحذرت مديرية الدفاع المدني العراقي٬ من اهمال المواطنين لتلافي الحرائق٬ مؤكدة ان ارتفاع درجات الحرارة والتماس الكهربائي، احد اهم أسباب٬ نتيجة تذبذب الطاقة بين المولدات الأهلية والكهرباء الوطنية٬ والمولدات الصغيرة المستخدمة في البيوت، فضلاً عن تحميل الأجهزة الكهربائية أكثر من الأحمال المقررة لها. وأشار مدير المديرية٬ جودت عبد الرحمن٬ في تصريح امس الى ان (كثيراً من النقاط الكهربائية التي يتم اقتنائها، للأسف الشديد، ذات مناشئ غير رصينة وغير جيدة لذلك يتكرر التماس الكهربائي٬ وهو السبب الأبرز في حصول حوادث الحريق)٬ بحسب قوله٬ وأضاف ان (المديرية تعمل على برنامج توعية شامل للحد من الحرائق)٬ مبيناً ان (التماس الكهربائي يعد أحد اسباب الحرائق العالمية وليس في العراق)٬ ونوه عبد الرحمن الى انه (من بين الأسباب الاخرى عبث الأطفال وكثرة النزاعات العشائرية والحرائق البترولية٬ الناجمة عن الاهمال ومصادر النيران الخارجية٬ والخزن العشوائي في المخازن التجارية المنتشرة في بغداد والمحافظات). واوصت قيادة عمليات بغداد، بحزمة من الإرشادات لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة ومنع حدوث الحرائق.
وقال بيان للقيادة، تلقته (الزمان) امس انه (تأكيداً لتعليمات مديرية الدفاع المدني، والتي حثت فيها المواطنين على الالتزام بها لمواجهة تزايد درجات الحرارة، يتوجب إخلاء السيارات من المواد الغازية القابلة للانفجار والقداحات بأنواعها المختلفة، وقناني المشروبات الغازية والعطور وبطاريات الأجهزة بشكل عام، كما يجب فتح نوافذ السيارة بشكل بسيط وتعبئة وقود السيارة في المساء إن أمكن ذلك، وعدم السفر بالسيارة في أوقات ذروة الحرارة العالية، وكذلك عدم تعبئة إطارات السيارات أكثر من اللازم لاسيما في السفر)٬
وشدد البيان على (ضرورة تلافي وضع أسطوانات الغاز في الأماكن المشمسة٬ وعدم حفظ المواد التي تساعد على الاحتراق مثل البنزين والمواد الأخرى في البيوت، وتوفير مواد لحفظ وخزن الماء تساعد على إطفاء الحرائق)٬ داعياً الى (التأكد من عدم زيادة الأحمال على مفاتيح الكهرباء وعدم تشغيل المكيفات إلا في أماكن تواجد العائلة٬ خصوصاً في أوقات ذروة الحرارة، فضلاً عن تجنب ترك أجهزة التبريد تعمل في حال مغادرة المكان٬ والانتباه من أجهزة الحماية المستخدمة وأسلاك الكهرباء في أجهزة التكييف وغيرها)٬
واكد البيان ان (الانتباه ومحاولة منع افتعال أي حريق ضمن ما مذكور اهم طرق الوقاية من الحرائق)٬ واهابت عمليلت بغداد (بالقطعات الأمنية تقديم الدعم والإسناد لفرق ومفارز مديرية الدفاع المدني في تنفيذ واجباتهم المكلفين بها٬ وتنفيذ بحملات التوعية والإرشاد للمواطنين٬ الى جانب تعزيز سرعة الاتصال على هاتف سيطرة الدفاع المدني 911 المجاني عند حصول أي طارئ).