أمسية ملتقى بحر العلوم.. صناعة الثقافة وتساؤلات الواقع
بغداد – الزمان
في أمسية إتسمت بالسجال واثارة الاسئلة، كشف الشاعر عارف الساعدي عن تحديات صناعة الثقافة وادارتها في العراق، واستعرض خلال استضافته في ملتقى بحر العلوم للحوار، الثلاثاء الماضي، مفهوم الثقافة والاسئلة الاشكالية المرتبطة بوجودها، ثم عرج على تحديد مفاعيل الثقافة في الدول، مؤكداً غياب معظم أو كل مقوماتها المهمة في العراق ومنها البنى التحتية، كالقاعات ودور العرض وشركات التوزيع والمستلزمات التقنية، وألقى الساعدي باللائمة على غياب القانون الذي ينظم حركة الثقافة في العراق، متهماً لجنة الثقافة والاعلام البرلمانية بتعطيل وعدم ادراك ضرورة اصدار قوانين من شأنها ان تسد الثغرات القانونية والادارية وتتيح للجهات التنفيذية الانتقال بالثقافة الى واقع أفضل.
وشدد الساعدي في الأمسية التي أدارها الدكتور محمد القريشي، على أهمية ما أسماه (الأمن الثقافي) الذي يبدأ بالطفل ومؤسساته وينتهي عند الأسس العامة للانتاج الثقافي. وقدم الساعدي شواهد حية على جهل المحافظين في تشجيع حركة الثقافة ومد المثقف بأدوات الانتاج وتشجيع حركة الفن والأدب، ولم يستثن احداً من محافظي 18 وحدة ادارية، من زاوية الجهل بأهمية الثقافة وإهمال المشاريع التي تقدمها الحكومة ولا سيما حكومة محمد شياع السوداني، في مجال حماية المكتبات العامة من الاندثار وتشجيع مبادرات الشباب الفنية والابداعية.
وكان الساعدي قد قدم جرداً بالمشروعات التي تعتزم الحكومة القيام بها في مجال حماية الارث الثقافي والحفاظ على معالم بغداد القديمة. وقد شاركه في توسيع الرؤية في هذا العرض ممثل منظمة اليونسكو في العراق الذي تحدث عن مشاريع الاحياء في الموصل والبصرة،مؤكداً مواصلة جهد المنظمة في مواقع مستحدثة اخرى. وأختتم راعي الملتقى الوزير والبرلماني الأسبق ابراهيم بحر العلوم الأمسية بالحديث عن أهمية الثقافة في بناء تجارب بناء الدولة، والضمانات التي يجب تقديمها لصناع الثقافة من أجل المضي بتجاربهم ونجاح منافستهم لاقرانهم في الدول الاخرى.