رميات الشرع إلى السلّة
فاتح عبدالسلام
ظهر الرئيس السوري أحمد الشرع في لقطات مختارة بعناية فائقة، مع وزير خارجيته في ملعب كرة سلة وحدهما يسددان رميات مصيبة الهدف في السلة.
الشرع لم يظهر في هذا الفيديو ليمارس الرياضة التي يحبها، وبالملابس الرياضية المعتادة، بل بالزي الرسمي المدني وربطة العنق، ممارساً تسديد الرسائل السياسية ذات الإصابات المحددة.
الرميات التي أرسلها الى شبكة السلة جميعها اصابت الهدف، ومن مناطق رمي لا يجيد التسديد منها غير المحترفين، ولم تخب رمية واحدة، او لعل اللقطات المصورة لم تظهر رمية خائبة، وتلك رسالة اخرى.
الرئيس لم يصطحب معه الى هذا الملعب وزير الدفاع أو رئيس الاستخبارات، وانّما وزير الخارجية، الذراع الدبلوماسية الممدودة الى العالم كله في أوقات عصيبة تتعرض فيها سوريا الى مؤامرات تستهدف استقرارها وسيادتها بمعونة إسرائيلية.
سدّد الرئيس السوري رمياته الى الهدف وغادر في أول زيارة الى أوربا ليلتقي الرئيس الفرنسي ماكرون، فالرجل يحافظ على هدوء نادر لم تعتده أي من الزعامات التي حكمت سوريا في خلال قرن من الزمان، قرن اشتهر بكثرة انقلاباته واغتيالاته ومجازره.
المعركة الجارية لن يتم كسبها بالضربة القاضية، التي الغاها الشرع من القاموس السياسي الوطني ووضع الحوار بديلاً عنها لجمع المكونات على ميثاق سوري داخلي لا غالب ولا مغلوب فيه، وهو يمنح أصحاب الحقوق من الأقليات فرصة البناء والاشتراك بالمهمة الوطنية لجمع نقاط المكاسب منفعة للبلد والمكون الاصغر ، بالرغم من الضغوط الشعبية التي تطالب بإنصاف ضحايا الأكثرية عبر أكثر من خمسين سنة من مخاض الدماء قبل الالتفات الى مظلومية الدلال المصنع من الذين كانوا متمسكين بخيارات النظام السابق الدموية الاضطهادية حتى اخر نفس برغم التململ والتذمر تحت السقف الذي كان مسموحا به.
نقاط الرئيـــــــس السوري في الســــــلة، تؤكد في رمزيتها المكتنزة انّ هناك تسديداً دقيقاً وكسباً للخطوات بالنقاط المُتجمعـــة، وليس لأحد يهدد سوريا الجديدة قادراً على ان ينفذ ضربة حاسمة قاضية خارجية او داخلية.
متلقو الرسائل، لا يمكن أن يفوتهم انّ الملعب ساعة تسديد الأهداف كان خالياً إلا من لاعب وحيد لا يخطئ الهدف ولو مرة واحدة، وهو بثياب البروتوكول الرسمي والمدني والدبلوماسي ، فكيف سيكون الحال لو نزل ذات يوم بملابس اللعب؟