المستوصف
مازن الحيدري
مفردة ماعادت تستخدم وحلت تسمية المركز الصحي بديلا عنها، ومع تغير التسمية تغيرت ملامح المستوصف ايضا، وهذه محاولة لتوثيق واستذكار بعض ملامح صورة المستوصف!! لم تكن حادثة استبدال قنينة الشراب المسهل بقنينة شراب العرق التي وقع فيها عبوسي حالة نادرة او فريدة فقد كان الكثير من الادوية وخصوصا السائلة منها تعطى للمريض بطريقة التعبئة الآنية حيث يطلب من المريض جلب قنينة لاستلام مايصفه الدكتور من شراب بطريقة الفَّل!! وكان من الطبيعي ان تجد من يبيع القناني الزجاجية الفارغة امام المستوصف والمستشفيات الحكومية، واغلب هذه القناني تعود في الأصل إلى شراب العرق ذائع الصيت في العراق من شماله إلى جنوبه!!
وبالنسبة للأدوية الجافة او الحبوب فقد كانت توضع في مخروط ورقي يعرف باسم لف العطار يصنع من ورق الدفاتر او المجلات والكتب المستعملة وهو يشابه تماما المخروط الورقي الذي يستخدمه بائع فستق العبيد!! ولم تكن السرنجة البلاستيكية ذات الاستخدام لمرة واحدة قد دخلت الخدمة انذاك بل كانت الأبرة الزجاجية تقبع في حاويتها المعدنية ويتم تعقيمها باستخدام الماء المغلي!!
ارتباط قناني مشروب العرق لم يكن مقتصرا على الأدوية فقط بل تعداه إلى عبوات النفط والبنزين الخاص بتنظيف بقع الملابس وصولا إلى السكنجبيل وشربت النارنج المنزلي!!
قد تغيب عن ذاكرتنا ملامح صورة المستوصف وغيره من الأمكنة لكن صورة حجي راضي وهو يتجرع العرق ستبقى عالقة في ذاكرتنا كواحدة من افضل الأعمال التلفزيونية التي وثقت لحقبة زمنية بطريقة وأسلوب بسيط رائع..