حرفيون: العود العراقي الأغلى عالمياً

صناعة يدوية تعتمد الصندقجة والأخشاب القديمة مادة أولية

بغداد -  صبــــاح الخزعلي

لايختلف اثنان حول الإبداع الذي يمتلكه العراقيين في مجالات شتى ومنها الصناعات والحرف اليدوية على مر الأزمان والعصور وصناعة آلة العود اختص بها العراقيين منذ القدم فبرز منهم الكثير من الحرفين وصناع العود ومنهم محمد فاضل ووحيد علوان ونجم عبود وإبراهيم الجوادي وآخرون. ويمتــاز العود العراقي بالشجن والعمل الفني المتقــن لأنه يصنــــع من أخشـــاب خاصة كالجوز والسيــــــــــسم والصنـــــــــــــدل وأحيانا يتـــــــم البحث في أخشــاب الأثاث القديم ويكون إنتاج العود الة واحدة في الشهر على العكس من المعامل الانتاجية التي تنتج آلات كثيرة لكن جودتها لاتصل إلى الالة العراقية.

(الزمان) تجولت  في عدد من محال صناعة العود في بغداد. وفي البدء كان اللقاء مع صانع العود علي العبدلي حيث تحدث عن بداية عمله في صناعة العود وماهي  أنواعه قائلا: نحن متوارثين في صناعة العود وعملت في تلك الصناعة منذ نعومة أظافري على يد والدي رحمه الله .وهناك أنواع من العود هي الشرقي عزف وأغاني وتلحين والسحب عزف تكنيك منفرد على الاله.

□ ماهي أنواع الأخشاب التي تستخدم في صنع آلة العود؟

- هناك أنواع متعددة من الأخشاب الخاصة بصناعة العود منها السيسم وهو من أغلى الأنواع حيث يصل سعره مابين 2000 الى 1000دولار والجوز يصل إلى 800 دولار والصندل ونحصل على الخشب الخاص بالعود من خلال الخشب القديم والصندقجة الأثرية كذلك.

□ ماذا يميز العود العراقي عن بقية الأعواد؟ وهل يشترط في صانع العود ان يكون عازفا؟

- العود العراقي يصنع يدويا ويبدأ من مرحلة شراء الخشب وتشريحه وعمل بقية التفاصيل الطاسه وتركيب أجزاءه شيئا فشيئا إلى أن يكون في يد العازف جاهزا للعمل وهو يتحمل كثيرا ويكون عمره طويلا قياسا بالأعواد الأخرى في بقية الدول كسوريا ومصر وتركيا  ولا يشترط بصانع العود أن يكون عازفا ويتميز العود العراقي بوجود اسم الحرفي الذي صنعه.

□ هل انتم منتمين إلى جمعية أو اتحاد معين ومع من تعاملتم من الفنانين؟

- نحن منتمين إلى اتحاد الموسيقيين وتعاملنا مع العديد من الفنانين منهم كاظم الساهر ووديع الصافي وبليغ حمدي وحسين نعمة وآخرون.

□ هل لديكم معاناة ومتى كان انتعاش تجارة العود؟ وما ابرز أعطاله؟

فترة انتعاش

- المعاناة متعددة من قبيل الاستيراد وهيمنة البعض من التجار على هذه المهنة واختيار صناع للعود في المهرجانات وهم اقل خبرة من أصحاب الشأن ونتأمل من وزارة الثقافة التكفل بهذا الموضوع وإبعاد غير المهنين في هذا المجال وكانت فترة السبعينيات ونهاية فترة الثمانينات هي فترة انتعاش تجارة العود وقليلة هي أعطال العود قد تكون في علو الدوسة أو الكسر أو الأعواد ويتم تصليحها بوقت قياسي وحسب مامتوفر من الأخشاب وبقية الملحقات. فيما قال صانع العود حسين الكناني (تعلمت فن صناعة العود من صانع العود وحيد علوان وبعدها انتقلت إلى الحرفي الكبير محمد فاضل ومع الحرفي نجم عبود ومن ثم عملت بما تعلمته  من الخبراء في  هذا المجال). مضيفا (تعاملت مع فنانين كثيرين في مجال صناعة العود ومنهم حاتم العراقي وضياء الدين وحسن بريسم وآخرين. والعود العراقي يعد من أجود وأفضل أنواع العود في العالم لأنه صناعة يدوية وتستخدم فيه أخشاب بنوعيات متميزة جدا ونادرة وننتج عود واحد في الشهر) موضحا (هناك منافسه لصناعة العود من حرفيين بمحافظة البصرة وتجارة العود حاله حال اية تجارة تتعرض للظروف الاقتصادية وارتفاع سعر صرف الدولار او انخفاضه ولعل ابرز المعاناة في عدم توفر الأخشاب ونعتمد على الأخشاب من الأثاث القديم ولدينا العديد من الاساتذه والكفاءات الفنية في مجال صناعة العود والعزف عليه). وفي كلمتهم الأخيرة لنا قال الحرفيان العبدلي والكناني (الصناعات الحديثة ذات الجودة الرديئة بمجال العمل أثقلت كاهلنا  وأصبحنا مهددين بالتوقف عن الإنتاج حتى وان كان ضئيلا).