جمعة اللامي أسطورة القصة
محمد رسن
بكل خشوع وأسى، ودّع الوسط الثقافي العراقي والعربي، الأديب الكبير جمعة اللامي، في تشييع مهيب يتقدمه الجوق الموسيقي العسكري الرسمي بحضور جمع غفير من الادباء والمثقفين، ليكون له وداع يليق بمكانته، وحجم منجزه، وعمق أثره في ذاكرة الأدب العربي الحديث. فقد ترجل فارس القصة، وغاب الجسد، لكن بقيت كلماته شاهدة على حضور لا يُمحى، وروح أودعها في السرد واللغة، وفي الوطن الذي أحبه حتى الرمق الأخير، شاء القدر وفاضت روحه في بلاد الغربة، لكنه عاد كما يعود الأوفياء، محمولًا على الأكتاف، ليدفن في تراب الوطن الذي طالما تغنى به وكتب لأجله ومن أجله.
لقد تحوّل مبنى اتحاد الأدباء، في لحظة الوداع، إلى محراب يليق بكاتب أنجبته الأرض، وربّته المعاناة، وخلّدته السطور. كان الوجوم مخيمًا على الوجوه، وكانت العيون تفيض بصمتٍ نبيل. ولم يكن المشهد مجرد جنازة، بل كان بمثابة محطة تاريخية في وداع جيلٍ من الأدباء الذين صاغوا ذائقتنا وهويتنا الثقافية على مدى عقود، غاب جمعة اللامي، لكنه ترك من ورائه إرثا لا يُنسى، وشواهد من الحروف لا تموت، وستظل مؤلفاته، ومواقفه، ومقالاته، حيّة في ضمير الأمة،الرحمة لروحك يا جمعة اللامي.