الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
جواز يمشي على عكاز

بواسطة azzaman

جواز يمشي على عكاز

هاشم ذياب الجنابي

 

في خضم التطورات المتسارعة في العالم وتطور العلاقات الدبلوماسية بين الدول أصبح جواز السفر السلاح المهم للمسافر ويقاس بمقاييس ودرجات يتم من خلالها احترام المسافر وتقديم الخدمات والحماية له  ودخول أراضي دولة ما بأعتماده اولآ على قوة جواز سفره وتمثل هذه القوة قوة الدولة في العلاقات الخارجية والتمثيل الدبلوماسي المميز والناجح الذي يمثله السفير في تلك الدول. ولكن للأسف أصبح جواز السفر العراقي مجرد تذكرة عبور نحو الاستجواب والتحقيق المذل وأصبح وفقًا لأحدث تصنيفات مؤشر “هينلي” لجوازات السفر لعام 2025، حيث احتل جواز السفر العراقي المرتبة 104 عالميًا، ما يجعله ثالث أسوأ جواز بعد أفغانستان وسوريا. ويمكن لحاملي الجواز العراقي السفر إلى 31 وجهة فقط من أصل 227 وجهة حول العالم دون الحاجة إلى تأشيرة، وهو ما يعكس مدى محدودية حرية التنقل لحامليه مقارنة بالدول الأخرى. فأذا وضعنا مقارنة بين دخول العراقي مثلآ لدولة مثل ماليزيا فيعطى شهر واحد فقط أما الشقيق الأردني شهران والخليجي ستة أشهر. هناك فرق واضح في التعامل. ومن المؤسف أن المواطن العراقي يستجوب ويتعرض للمسائلة على أتفه الأسباب حتى في المطارات العربية وفي بعض الدول يتم سحب جوازه واعطائه ورقة مؤقتة لحين الخروج من الدولة المضيفة كل هذه إهانات بطريقة غير مباشرة وعدم إحترام رعايا العراق .لماذا هذا التمييز ولماذا هذا التعامل المسيء. والجواب الأمثل  هو أن المشكلة ليس بالمواطن وإنما بضعف العلاقات الدبلوماسية الخارجية  وأنها لاتعكس الصورة الايجابية للوطن .إنه دور وزارة الخارجية يجب ان يكون هناك تحرك كبير وفعال في تحقيق أعلى مستويات التمثيل الدبلوماسي الممثلة بوزير الخارجية ووكلائه والسفراء المعتمدين لدى الدول العربية والعالمية والعمل على تحسين العلاقات الخارجية وتطويرها من خلال عمل ورش ثقافية واقتصادية وإعطاء دور للسفير أكبر في متابعة أمور الرعايا العراقيين. ليس للمواطن ذنب في فشل السياسة الخارجية  للدولة..لقد أصبح تمثيل العراق الدبلوماسي ضعيفا جدا في كل دول العالم ولايمتلك من السفراء المتميزين إلا ماندر والذين يتمون اعمالهم على أحسن وجه .لقد كان العذر في ضعف الجواز العراقي هو النظام السابق ماقبل عام ٢٠٠٣ حيث كان يعتبر نظاما عدائيا ومحورا للشر بنظر الدول الأوربية والولايات المتحدة الأمريكية وحتى الدول الخليجية.أما الآن فقد زال هذا النظام ولم نجد اي تحسن في قوة جواز السفر أو الوثيقة الأهم بالنسبة للعراقي أين ملايين الدولارات التي تصرف للسفارات في الخارج أين الفعاليات التي يقوم بها السفراء أين وزير الخارجية من هذا الكسل والعجز الواضح .هناك إهمال حكومي واضح بخصوص هذا الشأن المهم ..إن الدول المتقدمة تسعى إلى كسب ود رعاياها من خلال فخرهم بجوازهم الذي يضمن له الأمان عند تواجدهم على أرض دولة اخرى. فعلى وزارة الخارجية التحرك لضمان حرية التنقل للمواطن واحترام حقوقة في الخارج من خلال تعيين سفراء حقيقيين تكون مصلحة العراق العليا هي الأهم.

 


مشاهدات 57
الكاتب هاشم ذياب الجنابي
أضيف 2025/03/22 - 1:01 AM
آخر تحديث 2025/03/23 - 3:04 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 291 الشهر 13185 الكلي 10574134
الوقت الآن
الأحد 2025/3/23 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير