مقترح أمريكي لإنقاذ السليمانية من التلوّث
باسل الخطيب
كشف عميد كلية الهندسة في جامعة السليمانية عن مشروع أمريكي كردستاني مقترح لإنقاذ بيئة السليمانية من التلوث، مشيراً إلى أن المشروع يسهم أيضاً في تحويل نفايات المحافظة إلى طاقة كهربائية وسماد عضوي ومياه صالحة للزراعة وإيجاد مناطق جديدة للجذب السياحي.
وقال د. سيروان زهاوي، إن زيارته إلى جامعة تمبل (Temple University) البحثية العامة بمدينة فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا الأمريكية عام 2019 «أسهمت في اطلاعي على مشاريع رائدة لمعالجة التلوث وتدوير المياه الثقيلة»، مشيراً إلى أنه «اطلع على عدة مشاريع رائدة نفذتها شركة Anaegiq في أمريكا ودولتي قطر والإمارات العربية المتحدة لإنتاج غاز الميثان من مياه الصرف الصحي لاستعماله في توليد الكهرباء فضلاً عن إنتاج السماد العضوي ومياه للشرب أو الزراعة».
وأضاف عميد كلية الهندسة في جامعة السليمانية، أنه «بحث مع الجامعة والشركة الأميركية المرتبطة بها إمكانية تنفيذ مشاريع مماثلة لمعالجة مياه الثقيلة والنفايات الصلبة في مدينة السليمانية»، مبيناً أن جهوده «تكللت بالنجاح عندما أرسلت الجامعة والشركة وفداً يمثلهما إلى السليمانية للاطلاع على واقعها البيئي»، لافتاً إلى أن الوفد «أعد دراسة أولية عن كمية مياه الصرف الصحي ومكوناتها ومواصفاتها ومنافذ تصريفها البالغ عددها 33 منفذاً فضلاً عن كمية الأمطار الساقطة على المحافظة».
وأوضح أن الوفد «درس أيضاً كمية النفايات الصلبة التي تطرحها المحافظة وأنواعها»، منوهاً إلى أن الوفد «وجد أن ما نسبته 55 بالمئة من مكونات تلك النفايات عضوية والباقي تتوزع بين البلاستيكية والمعدنية والزجاجية والورقية».
غاز حيوي وبحيرة سياحية
وذكر الزهاوي، أن الوفد «أقترح إمكانية إنتاج غاز حيوي من النفايات العضوية الصلبة التي تخلفها محافظة السليمانية بالتعاون مع جامعة السليمانية وبلدية المحافظة وشركة ANZU الكردستانية لتخليص البيئة من مشكلة تلك النفايات وما تخلفه من مطلقات غازية ملوثة (لاسيما غاز الميثان) الذي يسهم أيضاً في ظاهرة الاحتباس الحراري»، متابعاً أن الشركتين الأمريكيتين «حولتا الدراسات والمعلومات الأولية التي تم جمعها عن الواقع البيئي لمحافظة السليمانية إلى مقترح عملي يضمن تحديد الموقع المثالي لإقامة مشروع معالجة النفيات السائلة والصلبة كما تم تقسيم المحافظة إلى خمس مناطق يتم معالجة نفايات كل واحدة منها بنحو يتناسب مع طبيعة مخلفاتها».
وذكر أن المقترح الأمريكي يتضمن أيضاً «تحويل منطقة تقع جنوبي مدينة السليمانية إلى بحيرة يتم تغذيتها بمياه معالجة غنية بالأوكسجين ناتجة عن معالجة مياه الصرف الصحي لمحافظة السليمانية تشكل بيئة مناسبة لتربية الأسماك وغيرها من الكائنات الحية وبذلك يتم منع تدفق المياه الثقيلة إلى نهر تانجرو وبحيرة دربنديخان ونهر ديالى فضلاً عن تحويل المنطقة إلى نقطة جذب سياحي بعد زراعتها بالأشجار وإقامة المنشآت اللازمة».
ومضى عميد كلية الهندسة قائلاً، إن المقترح الأمريكي يتضمن أيضاً «إجبار المعامل الموجودة في السليمانية على نصب وحدات معالجة لمنع تسرب المياه الثقيلة إلى البيئة وتحديث المواصفات المعتمدة لجودة المياه من قبل بلدية السليمانية»، مواصلاً أن مشروع معالجة النفايات الصلبة «يمكن أن يولد ما بين 450 إلى 500 ميكا واط من الكهرباء لرفد المنظومة الكردستانية والإسهام في معالجة أزمة الطاقة في الإقليم».
كهرباء وسماد عضوي
من جانبه قال د. هونر أنور، عضو الوفد الأمريكي، إن الوفد «اقترح أن يتم تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع في واحدة من المناطق الخمس التي تم تحديدها في محافظة السليمانية»، مبيناً أن شركة XYLEM «تقوم حالياً بتصميم مشروع مقترح يؤمن إنتاج كهرباء وسماد عضوي ومياه صالح للأغراض الزراعية بكلفة تخمينية قدرها 30 مليون دولار ومدة تنفيذ أمدها خمسة أعوام علماً أن المشروع يأخذ بالاعتبار النمو السكاني لمدة خمسين عاماً مقبلة».
وأكد أنور (وهو أمريكي من أصل كردي)، أن الحكومة الأمريكية «تدعم المشروع المقترح الذي نفذت دراساته وتصاميمه من دون أن تتحمل الجهات المعنية في السليمانية أو الإقليم أي نفقات مادية شريطة أن يحظى بدعم الحكومة الكردستانية»، لافتاً إلى أن هنالك «تفهماً كردستانية لأهمية المشروع المقترح لبيئة السليمانية بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة للنظر بشأنه».
إلى ذلك أكد د. سيروان زهاوي، أن كلية الهندسة في جامعة السليمانية «أسهمت في إعداد الدراسات والتصاميم للمشروع المقترح من خلال مشاركة مجموعة من منتسبيها منهم د. أكو بابان ود. زيرين جمال على سبيل المثال لا الحصر مع الخبراء الأمريكيين»، منوهاً إلى أن الجامعة والكلية على «استعداد تام للمشاركة في تنفيذ هذا المشروع الخدمي الواعد الذي يسهم في إنقاذ بيئة السليمانية إذا ما تم اعتماده والمصادقة عليه من قبل الحكومة الكردستانية».
يذكر أن حوض نهر تانجرو بات يشكل خطراً بيئياً وصحياً متفاقماً لا على السليمانية ومياه بحيرة دربنديخان ونهر ديالى حسب، إنما أيضاً على مناطق واسعة من إقليم كردستان ووسط العراق، نتيجة تصريف نفايات السليمانية الصلبة والسائلة إليه من دون معالجة.