الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
السرد والرمزية يتشابكان في أسلوب العطّار

بواسطة azzaman

السرد والرمزية يتشابكان في أسلوب العطّار

بغداد -  جواد الرميثي

ولدت الرسامة سعاد الحاج علي صادق العطار في بغداد في 23 تموز عام 1942 ، وهي الثانية من بين الاولاد الثلاثة والأخت الكبرى  للرسامة الراحلة ليلى العطار .والدها ينحدر من عائلة بغدادية ويعمل ( مُحاسب) ، ووالدتها ( أنيسة عبد الرحيم عبد النبي ) من عائلة ميسورة ومعروفة في البصرة ، تزوجوا عام 1935 واستقروا في بغداد .

في العام 1955وفي عمر الثالثة عشر ، بدأت موهبة سعاد  بالرسم تظهر ، وكانت والدتها محبة للفن ، وعندها موهبة الرسم ، ودرست الفنون الجميلة في مدرسة (ست كساب للفنون الجميلة) في بيروت قبل زواجها من والد سعاد .في العام 1957 اشتركت سعاد في المعرض الفني العراقي الثاني الذي اقامته جمعية الفنون التشكيلية .في العام 1959 تخرجت في الدراسة الثانوية في بغداد ، وقررت عائلتها ان ترسلها لإكمال دراسة الفنون التشكيلية ، إلى أفضل مكان يمكنها من صقل موهبتها  .درست في كلية البنات ببغداد عام 1964 وحصلت على بكالوريوس في الرسم  .عملت مدرسة للرسم في معهد الفنون البيتية في المنصور ومدرسة للرسم في كلية العلوم بجامعة بغداد ( بعد ان تقاعد الفنان حافظ الدروبي بداية السبعينات ) .حاصلة على دبلوم فنون من جامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1960  . لها أعمال في مجموعات خاصة وعامة في جميع أنحاء العالم ، بما في ذلك المتحف البريطاني و مجموعة كولبينكيان . اقامت أكثر من عشرين معرضا منفردآ ، بما في ذلك واحدآ في بغداد  ، والذي أصبح أول معرض منفرد في تاريخ البلاد لسيدة فنانة .  أول جائزة حصلت عليها في مهرجان بينالي الدولي  بالقاهرة في عام 1984 ، وجائزة التميّز في مهرجان بينالي الذي عقد في مالطا عام 1995.تداولت الاخبار بأن الملك الراحل فيصل الثاني آخر ملوك العراق قد اعجب بها واراد ان يتقدم لخطبتها ، لكن ضوابط القصر الملكي منعت من أن تتم تلك الخطبة ، حيث لا يجوز أن يتزوج الملك من عامة الشعب ، بل يجب أن يتزوج من ملكة او أميرة بنفس مستواه العائلي .غادرت سعاد العطار بغداد مع زوجها واولادها في عام 1976، واستقرت في لندن  .  كان الشعور الدائم بالحنين لـ (الوطن) يتم تعويضة بالحرية التي تنتج عن البعد ، جعلها تتبين علاقتها بوطنها وتطوير لغة بصرية شخصية لتعبر بها عن هذة الحرية .يتضح أسلوبها الفني من خلال تقاليد فن الشرق الأوسط المعروف بالفن الاسلامي . كان للمخلوقات المجنحة من النقوش الآشورية والمنحوتات السومرية والمخطوطات المزخرفة للمدرسة البغدادية دور فعال ، ومع ذلك فإن هذا الوعي بتراثها العربي لا يؤدي الي التقليد الأعمى ، ولكن كانت مصوغة بخيالها الرومانسي الخاص وتقدير التقاليد التصويرية الغربية لخلق صورآ مبهمة ، حيث يتشابك السرد والرمزية .نُشِرت دراسة كبيرة لتوثيق مسيرتها في لندن عام 2004 ، فالكثير من لوحاتها تتميز بالخيال الشديد والإحساس الشاعري الذي يعتمد على الزخارف والرموز ضمن تقاليد الفن في الشرق الأوسط .الصحة الدائمة والعمر المديد للفنانة الكبيرة سعاد العطار  .


مشاهدات 255
أضيف 2025/02/26 - 3:53 PM
آخر تحديث 2025/03/05 - 9:24 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 506 الشهر 2636 الكلي 10463585
الوقت الآن
الأربعاء 2025/3/5 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير