إرتفاع حالات النفوق بسبّب الحمى القلاعية يثير قلق المواطنين
تحّذيرات من ضعف الرقابة على إستيراد المواشي
المحافظات - مراسلو (الزمان)
تشهد بغداد وعدد من المحافظات، تفشياً ملحوظاً للحمى القلاعية بين قطعان الماشية، واثار انتشار السريع للمرض قلقاً لدى المربين والمواطنين، في وقت حذر خبراء من عدم احتواء المشكلة والسيطرة على الوباء الذي بات يعريعرض البلاد للخسائر الاقتصادية المحتملة فضلاً عن تأثيره على الأمن الغذائي. وشدد رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، على ضرورة الإسراع بتشكيل لجنة تحقيقية لمتابعة حالات الإصابة والنفوق بين الحيوانات، بالتعاون مع وزارة الزراعة ومنظمة الأغذية والزراعة الدولية فاو، بهدف تحديد أسباب التفشي ووضع خطط لكبح المرض.
دعم حكومي
وأكدت وزارة الصحة، عدم تسجيل أي إصابات بشرية بالحمى القلاعية، مطمئنة المواطنين بأن استهلاك المنتجات الحيوانية لا يشكل خطراً على صحتهم، ومع ذلك، يظل المربون في حالة ترقب، مطالبين بتعويضات ودعم حكومي لمواجهة هذه الأزمة التي تهدد مصدر رزقهم ومعيشته، من جانبهم دعا مختصون الى اتخاذ إجراءات صارمة بشأن استيراد المواشي. وذكر الخبراء في تصريحات امس ان (انتشار مرض الحمى القلاعية في العراق يرتبط بعدة عوامل، أبرزها استيراد اللحوم بفعل الحاجة المتزايدة لهذه المادة الغذائية، وعدم كفاية الإنتاج المحلي، فضلاً عن ارتفاع معدل الاستهلاك)، مؤكدين ان (استيراد الحيوانات يجب أن يخضع لشروط ومقاييس محددة، مع ضرورة وجود أطباء بيطريين لفحص المواشي قبل دخولها إلى العراق)، وشددوا على (ضرورة منع استغلال بعض التجار ضعاف النفوس لتحقيق الأرباح، في وقت مربي المواشي يتكبدون خسائر فادحة بسبب تفشي المرض)، داعين المواطنين الى (تجنب شراء اللحوم من مصادر غير موثوقة أو غير صحية). وأكدت وزارة الصحة، عدم تسجيلها أي إصابة بشرية بالحمى القلاعية. وقال المتحدث باسم الوزارة، سيف البدر في تصريح تابعته (الزمان) امس امس ان (المؤسسات الصحية التابعة للوزارة لم تسجل أي إصابة بشرية بالحمى القلاعية حتى الان). من جهتها شكلت وزارة الزراعة، غرفة عمليات، لمكافحة الحالات المرضية التي أُصيب بها حيوانات الجاموس في مناطق الفضيلية، جرف النداف، النهروان، حي الوحدة ببغداد. وكان مصدر مطلع، قد أفاد بأن (باخرة أفريقية تحمل نحو 2400 عجلاً مصاباً بالحمى القلاعية وصلت مؤخراً الى العراق، ودخلت بعد تزوير أوراقها بأنها منشأ يمني خالية من أي مرض)، ولفت الى ان (هذه العجول ممنوعة من دخول مصر وتركيا والأردن، متساءلاً عن كيفية دخولها الى العراق)، وتابع ان (العجول اختلطت مع اخرى سليمة، ما أدى الى انتقال المرض وتسجيل الكثير من الاصابات ونفوق أعداد كبيرة من العجول).
تهديد للمواطنين
على صعيد متصل، وصفت وزارة الزراعة الحمى القلاعية بالمرض غير الخطر٫ مشيرة الى انه لا يشكل تهديداً للمواطنين. وأوضح بيان تلقته (الزمان) امس ان (الإصابات أدت إلى وفيات بنسبة 5 بالمئة من الجاموس، وذلك ضمن الحدود الطبيعية)، وأضاف انه (منذ بداية انتشار المرض، تم استنفار الفرق البيطرية، وتقديم العلاجات اللازمة للحيوانات)، منوهاً الى (انخفاض معدلات الإصابات). وفي ديالى، أعلن مجلس المحافظة، المضي باجراءات لمنع انتقال وباء يفتك بالثروة الحيوانية من بغداد. وقال رئيس مجلس ديالى، عمر الكروي، في تصريح امس ان (تسجيل إصابات في بغداد بالحمى القلاعية دق ناقوس الخطر بالنسبة لديالى، باعتبارها محافظة مجاورة للعاصمة، الى جانب احتوائها على أعداد كبيرة من قطعان الماشية والجاموس)، مبيناً انه (تم التنسيق مع المستشفى البيطري الذي يملك أكثر من 20 موقعاً على مستوى الأقضية والنواحي عبر المراكز البيطرية، بهدف الاستنفار الكامل، مع منع دخول الماشية والجاموس من المناطق المصابة الى المحافظة)، وأكد الكروي ان (الثروة الحيوانية في ديالى تمثل مصدر رزق لآلاف العوائل، وبالتالي الحفاظ عليها يعد أولوية)، بحسب تعبيره. اما في كربلاء، فقد طمأنت ادارة المستشفى البيطري بالمحافظة، المواطنين بأن لا مخاطر على حياة الناس من مرض الحمى القلاعية، مؤكدة ان المرض مستوطن في العراق منذ 88 عاماً، واخر مرة ظهرت الاصابات كانت خلال 2019 ،وتمت السيطرة عليه. ودعا مدير المستشفى البيطري في كربلاء، وسام عبد الرسول الجابري، الاهالي بالمدينة وعموم العراق الى (عدم الخوف والاطمئنان بشأن هذا المرض، كونه يصيب الحيوان، ولا يمكن ان ينتقل الى الانسان)، وفقاً لما ذكر، ومضى الى القول ان (كربلاء وضعت خطة احترازية وقائية، بالتعاون مع وزارة الزراعة ودائرة البيطرة لاحتواء المشكلة)، وبين الجابري ان (الحمى القلاعية ظهر في العراق منذ 88 عاماً، وكانت الكثير من الفورات المرضية قد ظهرت سابقاً لهذا المرض على مدى التاريخ في العراق، وآخرها كان عام 2019).