في رحيل الدرويش أبو مصعب
عادل سعد
ان تكون على مقاربة ذهنية واجتماعية مع ارشد توفيق فانك لابد ان تحظى بالمزيد من الثقة الانسانية . وقد اهداني ديوانه النجم والدرويش وهو مازال معلما في دهوك يتلمس خطواته الشعرية المبكرة بالمزيد من الثقة والتبصر والمعاندة المشروعة وحين انتقل الى بغداد توطدت علاقتي به ،كنا اغلب الاحيان لا نفترق و يرافقنا بعض الوقت الشاعر حسب الشيخ جعفر الذي كان يعمل حينها مصححاً لغويا في اذاعة بغداد .
لقد تطوعت للتفتيش عن بيت ايجار يناسب دخله الشهري وافلحت في ذلك وظلت اللقاءات تتواصل اسبوعياً .
كان ارشد يتندر في بعض الاحيان مسمياً حديقة الزوراء بالمرعى حيث ذهبنا اكثر من مرة واحدة الى هناك وتغتنم خلوها من المتنزهين لكي نستقل المراجيح خلسة ثم بدات لقاءاتنا تتباعد تدريجياً بعد سلسلة الوظائف الاعلامية التي تقلدها إذ اصبح وقته يزدحم بالمشاغل ، وانقطعنا تماما عن بعضنا . عندما سافر دبلومسيا الى العاصمة الاسبانية مدريد ثم سفيراً للعراق في هافانا ،وحين زرت العاصمة الكوبية ضمن الوفد العراقي لقمة الجنوب التي انعقدت هناك في ايار 2001 كان السفير السيد غازي العبيدي ومن معلومات تيسرت لي ان هافانا تحتفظ بذكرى طيبة واسعة عن السفير السابق ارشد
،ارشد توفيق شاعر يصنع قصائده بذاكرة العطش الى الربيع واذكر انني قلت له في احد الايام ،انت تؤسس الى محنة الانبياء الذين يكابدون المزيد من الكفر وان الدرويش الذي في داخلك يحمل الكثير من معاناة قافلة تبحث عن واحات مازالت لم تتأسس وقد أبتسم بانصاف غامض الى هذا الاجتهاد الفنتازي .
لقد نجح الشاعرارشد في تدوين هموم العصافير وانعطافات الاشجار واعلن بلغة اشتقاقية بحكمها الاطمئنان اي أية صلة قربى متوترة وتضامنية بين جميع احراش الارض في ذات الوقت ، بل واية خسارة جسيمة تنتظر النقاء اذا لم يتم التصدي للشعوذة .. رحمك الله اخي ابا مصعب لقد اورثتنا من دماثتك وهدوءك الصاخب المزيد من العناوين التي تستحق التقدير.