الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الرشوة الجسدية - تشوه نسجة العلاقات الزوجية

بواسطة azzaman

الرشوة الجسدية - تشوه نسجة العلاقات الزوجية

مروه العميدي 

 

الرشوة الجسدية نوع من أنواع الرشوة والفساد الغاية منها تحقيق مصلحة غير قانونية وغير مشروعة وقد تكون إجبارية أو إختيارية، لكن في طبيعة الحال قد تتم بموافقة الطرف المُتعرض للرشوة، ولها آثارًا كبيرة على مستوى العلاقات الشخصية والمهنية بشكل كبير.

يقوم هذا النوع من الرشوة على أساس تقديم منافع معنوية غير قانونية وغير مقبولة تختلف عن عملية دفع الأموال إلى الشخص المرتشي وفي مثير من الأحيان قد تكون ممارسات جنسية لا شرعية أو تلامس جسدي، ولهذا النوع من الرشوة آثارًا تنعكس على الشخص المقبل على الرشوة بالدرجة الأساس، إذ تجعله يعيش شعور تأنيب الضمير وعدم تقبل الذات هذا فضلًا عن شعوره بالقرف من نفسه ومأساته في ممارسة دوره مع شريك حياته، ولا تقتصر على هذا فحسب فهي تولد شعور فقدان الثقة بين الأشخاص وترفع وتيرة الشك والشبهات، أي تجعل من الفرد فاقدًا تمامًا لشعور الأمان، إضافة إلى أنها تعمل على تدمير العلاقات الزوجية بفعل الخيانة والغدر والعلاقات في العمل بسبب نفور الزملاء أصحاب المبادئ واليم السامية من الراشي والمرتشي، ولا ننسى تمتد آثار الرشوة الجسدية على الشخص المرتشي أيضًا، إذ تعزز لديه الغريزة وتجعل منه شخصًا مهووسًا بالسلوكيات الجنسية مع أقرانه في العمل من الأناث، مما يخلق عنده شعور الجشع دائمًا،  فضلًا عن الأمراض الجنسية والنفسية هذا من غير إنخفاض تقدير ذاته وقبولها ورفض زملاءه له داخل نطاق العمل فهي تؤثر على العلاقات الاجتماعية للأشخاص.

ومن الدوافع التي تقود بعض الأفراد نحو  طريق الرشوة الجسدية هي الضعف النفسي في الأساس، فالفرد يتجه صوب السلوكيات الخادشة للحياء حينما يفقد السيطرة في التحكم بذاته والخنوع لشهواته وميوله فضلًا عن ضعف إيمانه وإفتقاره للقيم والمبادئ وأخلاقيات إدارة الذات وأيضًا يلعب الضعف العاطفي المتولد عن رتابة علاقته الزوجية والمضي وفق روتين واحد ممل والجشع دورًا في رفع وتيرة دافعية المرتشي الجسدي من أجب تحقيق منفعة ذاتية مجانية.

ومن أجل وضع معالجات قطعية لمثل هذا النوع من الرشوة ينبغي أن تكون هناك خطوة جادة بمثابة الضرب بيد من حديد كون هذا النوع من الرشوة منافي للشريعة ومنتهك للأعراض، فالتعاون مع الذوات المتعرضة للرشوة قد يساهم بحل المشكلة وبالإمكان أن تكون طريقة التعاون على أساس التواصل المنفرج أو المفتوح القائم على أساس الصدق بقول الحقيقة، هذا فضلًا عن تعزيز الذات عن طريق المراجعات النفسية والإستشارات الإجتماعية والتعلم والذي أعني به تعلم أخلاقيات وقيم ومثل إجتماعية التي تتجسد على أساسها تغييرات طارئة في السلوك والعادات، بالإضافة إلى تفعيل القانون لمواجه السلوكيات الشاذة التي تنافي الشريعة والدين والأخلاق.


مشاهدات 58
الكاتب مروه العميدي 
أضيف 2025/02/11 - 2:10 PM
آخر تحديث 2025/02/11 - 6:32 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 449 الشهر 5960 الكلي 10401331
الوقت الآن
الثلاثاء 2025/2/11 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير