تداخل وتكامل في المعرض السادس للنحات أمير النقاش
خامات الخشب والخزف المزجّج في 30 عملاً فنياً
بغداد - علي إبراهـيم الدليمي
على قاعة برونز في بغداد، أقام النحات أمير حنون النقاش، معرضه الشخصي السادس، تحت عنوان «تداخل وتكامل»، الذي ضم 30 عملاً فنياً، زاوج فيها ما بين خامات الخشب، ومادة الخزف المزجج.
لقد نجح النقاش في إبتداع قطع فنية شاخصة ملفتة للنظر، وهو يوظف من خامات عنصرين منفصلين، وبلورتها في إخراج كتلة واحدة بميزان معتدل من حيث الإتزان التركيبي الفني، وذروة الفكرة المستلهمة، في رمزيات واقعية مختزلة، متعاشقة مع بعضها البعض في الملمس والشكل والإخراج الفني، وكأن لا تتكون هذه الصور إلا من خلال هاتان الخامتان: (الطين – الخشب)، بنسب طوعية ومقبولة.
إذن هذا التداخل «الفيزيائي» مع مكنونات العقل الباطني الذي يستلهم من موجودات الواقع البيئوي، مفرداته ورمزياته، تتكامل الصور أو المخرجات الفنية بأشكال تجذب أو لربما تسحر أعين المتلقين عموماً بكل ثقافاتهم.. لأنها أصلاً من واقعهم اليومي.
الفنان النقاش، أراد أن يوصل رسالته الفنية والفكرية، من خلال تجربته السادسة هذه، على أن جميع ما موجود من خامات أولية هي قابلة بشكل جيد جداً في مزاوجتها مع بعضها الأخر، لولادة مخرجات جديدة ومتميزة.. مثلما هو الحال ما بين النماذج المتزاوجة الحية في الناس والحيوانات والحشرات عموماً.
الفنان أمير حنون محمد النقاش، مواليد بغداد 1962، بكالوريوس خزف/ كلية الفنون الجميلة العام 1989، أقام معرضه الشخصي الأول: (همسات طائر الخشب 2014، والثاني روح من خشب 2015، والثالث رهانات الطين 2017، والرابع إلتفاتة الطين 2022، ومعرضه الخامس أبجدية الطين)، له مشاركات عديدة في جميع معارض وزارة الثقافة، وجمعية الفنانين التشكيليين، ونقابة الفنانين، وجهات أخرى. لديه نصب فني في ساحة بناية القشلة بشارع المتنبي. عضو في كل من: جمعية الفنانين التشكيليين العراقيين، ونقابة الفنانين العراقيين.
القراءة الخلدونية
عشق، النقاش، الرسم منذ طفولته كطفل مبتدء كان يطبع ويستنسخ رسومات القراءة الخلدونية، للصف الأول الإبتدائي، حتى أخذت أنامله على رسم بعض المناظر الطبيعية وغيرها من الصور الموجودة تحت يده، وكان يشارك في مهرجانات مدرسية لدرس الفنية. حتى إذا وصل إلى مرحلتي المتوسطة والاعدادية. أصبح يقتني الالوان الزيتية والفرش ليرسم لوحات بالوان غير مدروسة اكاديميا، لكن «الاوت لاين»، والنسب الفنية، كان بارع بها، وكانت بدايات مبكرة تبشر بولادة فنان قادم، وكان يهدي أعماله لكل من يراها من الاقارب والاصدقاء.دخل كلية الفنون الجميلة، و حصل في الإختبار على درجة 98 بالمئة من دقة التخطيط والظل والضوء للموديل، فكان طالباً متميزاً بتقديم أعمال فنيه بامتياز. من قسم الفنون التشكيلية فرع الخزف، علما انه كان يعشق النحت كثيراً، لذلك نرى جميع أعماله الخزفية عبارة عن نحت مزجج، والذي يطلق عليه «بالنحت الفخاري».بعد التخرج في الكلية عمل كثيراً من الاعمال الخاصة لظروف عائلية وقت سنوات الحصار المقيت على العراق، لتوفير لقمة العيش، وإيصالهم إلى المستوى الثقافي الذي يستحقونه. فقد عمل في تصميم واجهات المباني وتغليف السيراميك والمرمر والعمل على الخشب والنقش عليه لذلك أطلق عليه منذ ذلك الحين بـ «أمير النقاش» وأصبح بصمة له حتى اليوم. هذا العمل اليومي، والسنين الطوال، رغم من أنه من صميم عمله الفني، لكنه أبعده عن الفن، كتجارب وبحث، ولكنه يعيش في وجدانه وخياله وقلبه، وهو يحلم بالعودة إليه في يوم ما، حتى عاد فعلاً في العام 2014، ليقيم معرضه الشخصي الأول على قاعة حوار باسم «همسات طائر الخشب» لان الخشب كان سهل الحصول عليه، وهو خامة جميلة، لكن صعب العمل عليه ولكنه كانت لديه القدرة والاحتراف للعمل به.وبعدها أقام معرضه الشخصي الثاني روح من خشب العام 2015 في قاعة دائرة الفنون التشكيلية في وزارة الثقافة والسياحة والأثار، وبعدها قام بأعمال فنية من المواد المستهلكة كالحديد والبليت وما شابه.. ذلك بما يسمى بإعادة التدوير.
نفذ عمل السجين المقيد بالحجم الطبيعي المقام حاليا على حدائق القشلة في المتنبي العام 2015 وأعمال اخرى موجودة حاليا في المتحف المتجول في القشلة الذي أسسه هاشم طراد.وشارك بكثير من الاعمال الخشبية والخزف بالمعارض التي أقيمت داخل العراق وخارجه.ومنها بدأت رحلته الجديدة والناجحة مع فن الخزف، وصنع الفرن الخاص بالفخار وشراء الزجاج والاكاسيد وتهيئة الطينة. واليوم يعمل «النقاش» بمشغله الخاص الذي يعطي فيه أيضا دورات تعليمية لفن النحت والخزف، للراغبين في ذلك، ولديه مشاريع فنية شخصية قادمة.