مدرسة عالمية تقدّم تجربة (تمكين الأطفال لممارسة التجارة)

بغداد - حمدي العطار

تعد تنمية قابليات الاطفال على الثقافة المالية وممارسة عمليتي البيع والشراء من التجارب المهمة التي تمارس في المدارس الاجنبية الخاصة(مدرسة بهلول  العالمية) انموذجا، ونتمنى ان تمارس هذه التجربة  في المدراس الحكومية لتحقيق فوائد عديدة منها:-

1-مساعدة الاهالي على تربية اطفالهم من خلال الممارسة العملية في التعاملات المالية والتعرف على النقود والعملة الوطنية

2-تعزيز العلاقة بين اولياء الامور والمدرسة والاطفال في عمل مشترك ممتع من غير النشاطات الصفية ، وهذا يدفع الاهالي على تعليم اطفالهم صناعة الاشياء البسيطة وتنمية قابلياتهم الذهنية على الحرف اليدوية والشعور بالسعادة عندما يبيع الطفل هذا العمل بصفته سلعة لها ثمن وتدر عليه المال.

3-تعليم الاطفال اهمية المال وصعوبة الحصول عليه من قبل الاهل وبذلك يتخلصون من بعض رغباتهم التي تدخل في مجال التبذير والاسراف.

4- تعليم الاطفال على المفاضلة بين السلع واسعارها والابتعاد عن عملية الشراء من دون  التفاوض  والمفاصلة ومحاولة خفض السعر .

5- التعامل الجيد والصحيح مع المال

6-تعلم مهارة التغليف والحزم للسلع

وعند جولتنا في هذا البازار الفريد والمهم ،لاحظنا مدى حماس الاطفال لبيع سلعهم واقناع الزبون بجمال واهمية ما يعرضون من سلع تذكرت مقولة للنبي محمد (ص) يقول فيها (ثلثين الرزق في التجارة) ولا ننسى ان مهنة التجارة هي مهنة الانبياء. ونحن قمنا بشراء بعض السلع من البازار الذي يشترك فيه احفادي!

تجربة البازار ناجحة

التقينا مسؤولة البازار في مدرســــــة بهلول الست اللبنانية ( دانه الحاج) وسالناها عن اهمية هذا البازار فقالت:- «كل سنة نعلم الاولاد على معرفة عملتهم الوطنية (الدينار العراقي) وفئاته المختلفة وقيمتها ، ونعلمهم كيف يخططون من الان ليكون لهم مصدر دخل من هذه المهنة (التجارة) وهي تجربة توفر المتعة ولكن هدفها اكبر من التسلية فهي تهدف الى جعل الاولاد يحترمون اصحاب هذه المهن الشريفة ، ونشجعهم ان يصنعوا بعض السلع البسيطة لكي تباع في هذا البازار، وكانت الفكرة في البداية ان تكون مدخولات المبيعات لغرض التبرع بها ولكننا فضلنا ان يحتفظ الاولاد بالنقود التي يحصلون عليها ليتعلموا التوفير مما تم كسبه من  البيع! كذلك افهام الاولاد ان المصاري (النقود) لا يحصل عليها الاهل بسهولة، ولاحظنا ان بعض الاطفال تباع كل سلعهم بينما القلة لا تباع سلعهم وكنا ننصحهم بعمل (خصم) لخفض السعر حتى يبيعون سلعهم بسرعة!.

ونحن ننهي زيارتنا لهذا البازار شعرنا بإهمية هذه التجربة الميدانية في تمكين الاطفال من عملية البيع والشراء ونشـــــر الثقافة المالية على الاخص نحن نعــد جيلا سوف يواجه كافة الاحتمالات ومن الضروري ان يتعلم التكيف مع بعض المهن المربحة مثل (البيع والشراء) ويستوعبون مقدار ما يبذله الاهل من جهد في توفير المال لتحقيق رغباتهم وتربيتهم!.