الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ما لا يعرفه الشعراء

بواسطة azzaman

ما لا يعرفه الشعراء

عبد الكريم احمد الزيدي

 

لا يعرف الكثير من الكتّاب والمدونين وأصحاب الأقلام اليافعة والمحدِّثة ما يعنيه الشعر ومفهومه ، وهذه مشكلة حقيقية تقضُّ مضاجع لغتنا ولفظ مفرداتها وتَعاف بسببها نفوس الكثير من متذوقي الشعر ومحبيه .وربما أختلف كثيرا في معنى الشعر الذي عرَّفه الكثير من الفلاسفة والأدباء بإختصاره على إنه كلام أو قول مرتب موزون ومقفّى ، أو إنه خيال يطيش في بالٍ أو هوى الشاعر أو القائل على حدٍ سواء ليدوِّنه في صيغة طربية موزونة وبهيئة توحي إلى الغير على إنه شعر .

وهذا المسمّى لطالما نجده في العديد من الكتب والمقالات وحتى نسمعه في المقالات والخطب ومحال الترويج والتشهير به ، وما يوجع الكاتب بحق أن يظل هذا الفهم مخطوءًا بلا تصحيح أو تنوير .ولو افترضنا إن هذا التعريف هو الدلالة الصحيحة للشعر ، لما استعصى كتابته على الكثير ولأصبح  كل القراء والمتذوقين من هذا الفصيل وقبالته ، وما تحول لون وصياغة كتابته إلى صور من النثر أو جنساً أدبياً حرًا لا يتقمص قالب الأصل وقواعده .ولأهمية موضوعنا هذا ، كانت هذه المقدمة التي تحاشيت فيها ذكر من عرَّف الشعر وسمّاه وقدم معناه بهذا التوصيف ، فالشعر بمعناه أرقى وأبهى وأسمى من هذا التعريف والدلالة حين نتمحص وندقق ونتدبر مفردات جمله وعناوين مفرداته وأسلوب صياغته ولون صبغته ومساحة خياله ومديات نوره .

فالشعر في معناه كما أفهمه ، حس وافر في مكنونِ وضمير باطنِ شعور الكاتب يتولّد حين يفيض هذا الحس الكامن فيتحول إلى مفردة الجملة ليتكيّف في معنىً يعكس حال ونبض الشاعر وكأنه مرآة تفضح مكامن وبحور دواخله ، ولكن هذا الفهم يبقى منقوصاً إذا ما فقد المخيلة والتصوير ويبقى جامدًا في قالبه إذا لم تكمِّله الإشارة والتشبيه وانتقاء اللفظ ومدلوله .ولربّما يسأل سائل عن الموهبة والفطرة والدراية ، وهذه أراها لا تأتي الشاعر إلا من خلال وجعٍ أو واعزٍ يثور في داخله ويهيّج معاني إدراكه لتحوله الفطرة والدراية إلى شكل ظاهر وجلي فتصيغه الموهبة والحنكة لتعبير حركي تشترك في خلقه جميع الحواس.

توصيف الحواس

ومما لا يعرفه الكثير من الشعراء إن الشعر ليس مهنة أو توصيف للكاتب ولا مادة للكسب والشهرة ، ولعلنا نرى ونقرأ عن الكثير من الشعراء الذين خلدهم الأدب بما كتبوا ، لم يكونوا من هذا النوع ولا عنواناً له ، والشعر يبقى أدبا شفافًا يماز عما سواه لما يمتلكه هذا العنوان من شخصية وتأثير وحضور وجمال .وقبل أن أختم هذه المقالة عن الشعر وأهله ، فإني أضيف لمعنى تعريفه بأنه رسالة ومسؤولية كبيرة تناط بصاحبه وتعلق في أذيال قواميس وجدانه لما له من أثر وتأثير وفعل في عقول وألباب وفكر متلقيه وقرّاءه .أتمنى ان اكون قد أضفت لكل المتابعين معلومة تفيد أهل الشعر وعنوانه ، ومن الله التوفيق .


مشاهدات 96
الكاتب عبد الكريم احمد الزيدي
أضيف 2024/04/27 - 12:35 AM
آخر تحديث 2024/05/07 - 8:37 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 379 الشهر 2802 الكلي 9140840
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/5/7 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير