ابتكار نقدي أم نقد مبتكر؟

شلال عنوز

أطل علينا الصديق الناقد ناظم ناصر القريشي بكتابه الجديد ( بيانو أبيض بمفاتيح خضر) الصادر عن دار أمل الجديدة والذي تناول فيه نصوصا شعرية لتسعة وعشرين شاعرا  وشاعرة وقد خصني فيه  تحت عنوان ( ما بعد كلكامش تأملات في قصيدة « صمت المقابر « للشاعر شلال عنوز ) الملفت للنظر  في هذا الكتاب هي تأملاته النقدية التي ابتدأها بعبارة ( الشعر ليس درسا أكاديميا ) باسلوب جديد لم يألفه الدرس النقدي الأكاديمي وذلك  بمقاربة الشعر موسيقيا ومطابقة النصوص والتأمل فيها وفق السلم والتناغم الموسيقي بعيدا عن النهج النقدي المعتاد  وبرأيي المتواضع  أنه لا يقدم على هذا العمل إلا من لديه ثقافة موسوعية كبيرة وإطلاع واسع في الموسيقى العالمية واستيعاب ثر  لسمفونيات الموسيقيين العالميين الكبار.

و ليس هذا الكتاب النقدي الأول لناظم ناصر  الذي يتناول فيه بعضا من نصوصي الشعرية  فقد سبق أن ذكرني في كتابيه (العين الثالثة) و( الاتجاه المفقود)

تمتد معرفتي بالصديق الشاعر والناقد ناظم ناصر منذ فترة ليست بالقصيرة وقد عرفته ناقدا مجددا وشاعرا جيدا ومثقفا متميزا وإنسانا كريما..

المدهش في كتابات ناظم ناصر النقدية هو تحليله النقدي للنص الشعري  بنكهة الشعر وبهذا تكون كتاباته لوحة شعرية موازية للنص الشعري المنقود..