الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
في بيت الشاعرة فدوة طوقان 

بواسطة azzaman

في بيت الشاعرة فدوة طوقان 

عبدالهادي البابي

 

حدثني المؤرخ والشاعر السيد سلمان هادي آل طعمة عن رحلته إلى فلسطين عام 1966 ومنها إلى مدينة نابلس وكيفية لقائه بالشاعرة الفلسطينية الراحلة فدوى طوقان . قال : أنه سافر من بغداد إلى إلى العاصمة الأردنية عمان ثم إلى مدينة نابلس التي تبعد حوالي أقل من ساعتين في السيارة .. كانت الطريق تمر وسط السهول وعلى جانبيها بساتين الكروم والبرتقال والليمون ، وكنت أشاهد بعض القناطر والجسور وسط تلك المروج والحدائق الفسيحة التي تحيط بها الأسوارالعالية .. وقال عن نابلس بإنها مدينة جميلة وأرضها منبسطة تحفها البساتين النضرة وفيها مساجد قديمة وأسواق عامرة مكتضة بالغادين والرائحين من المتبضعين والمتسوقين ..

وبعد وصولي سألت أحد المارة عن سكن الشاعرة فدوى طوقان ..فأرشدني إلى بناية مصبغة عبدالفتاح طوقان والد الشاعرة ..دخلت البناية وسألت أحد الموظفين فقال أنها كانت هنا قبل قليل وغادرت إلى منزلها ..ثم أشار إلى مكان المنزل الذي كان يطل على الجبل من هناك . وصلت الدار وطرقت الباب ، ففتحت الباب وإذا أمامي الشاعرة فدوة طوقان بقامتها الفارعة ووجهها البشوش الذي يغمره الفرح...وبعد سلامي عليها عرّفتها بنفسي (شاعر من العراق سلمان هادي آل طعمة) ..فرحبت بي أشد ترحاب وعبرّت عن سعادتها ، وبعد أن أستقر بي الجلوس وشربت الشاي عرّفتها بقريبي الشاعر الدكتور صالح آل طعمة فأهتمت بأمري ..ثم قرأتُ لها ما كتبته في ديوانه (الربيع المحتضر) المطبوع سنة 1942 : [ رأيتك من خلالها كالعهد بك شاعراً بكل مافي هذه الكلمة من شعر وشعور وهزتني بصورة خاصة قصيدتك (أغنية زنجية) ..الخ ]... يقول : بعدها راحت تدور بيننا أحاديث متشعبة عن شؤون الأدب والشعر طيلة ساعة واحدة مرّت كما يمّر السحاب..وأغتنمت فرصة وجودي عندها فأهديتها نسخة من ديواني : (الأشواق الحائرة )..وكان جزء من الحوار الذي أجريته معها ينصب عن سيرة شقيقها الراحل الشاعر إبراهيم طوقان حيث طلبت منها ملخصاً عن سمات وملامح من شعره ..ثم تحدثنا عن الشعر الحر وماقيل فيه وأبرز من نبغ فيه من شعراء العراق آنذاك أمثال الدكتور خليل حاوي وبدر شاكر السياب ونازك الملائكة وغيرهم .

لقد كنت أود إطالة الحديث معها لولا ضيق الوقت الذي جعلني أختصر..فشكرتها على المقابلة ودعوت لها بالتوفيق وودعتها على عجل ..فبارحت نابلس وماقضت النفس منها لبانة ..ورحت أتلفت نحوها متذكراً قول الشريف الرضي :

وتلفتت عيني فمُذ خفيت......... عنى الطلولُ تَلفّتَ القلبُ..!

رحم الله الشاعرة فدوى طوقان وحفظ الله الشاعر سلمان هادي آل طعمة .

 

 


مشاهدات 78
الكاتب عبدالهادي البابي
أضيف 2024/12/28 - 1:16 AM
آخر تحديث 2024/12/29 - 3:34 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 102 الشهر 12566 الكلي 10068661
الوقت الآن
الأحد 2024/12/29 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير