فم مفتوح .. فم مغلق
قلادة الإبداع على صدر شعبان
زيد الحلي
من حقي ان افرح بتقليد المفكر الدكتور عبد الحسين شعبان قلادة الابداع التي خصصها رئيس مجموعة الاعلام المستقل الاستاذ سعد البزاز للمبدعين العراقيين ، فهو استحقاق وتكريم للفكر التنويري الذي انتهجه د. شعبان طوال اكثر من نصف قرن وعبر ما يزيد عن 80 كتابا في الفكر والادب والشعر والتاريخ والسياسة، فمرحى للمكرم وللمُكرم.
لعل في وصف الاستاذ البزاز، المفكر شعبان بالقول أنه : (يستحق التكريم والاشادة لأنه صبور وعراقي مخلص ومبدع جدير بالتقدير) الكثير من المعاني، ابرزها إن تكريم المبدعين الأحياء يعد نبراساً ودافعا قويا لمزيد من الانتاج و العطاء ليكون قدوة لغيره، كما ان تسليط ضوء التكريم للمبدع وهو على قيد الحياة يعد مسلكاً حضارياً راقياً، ووقفة نبل ووفاء.
كان حفل التكريم الذي جرى الخميس المنصرم في اربيل، وسط جو من الفرح والالق وبحضور عربي وعراقي كبير، حيث زينت قلادة الابداع صدر د. شعبان، التي وضعها نيابة عن الاستاذ البزاز، الدكتور احمد عبد المجيد رئيس تحرير صحيفة ( الزمان) طبعة العراق.
من خلال متابعاتي للعطاء الفكري الذي فاض به د. شعبان لمستُ بأن تأكيده المستمر في كتاباته، وكتبه على ان الثقافة الوطنية التنويرية ؛ تعني الانخراط في زمن الحداثة وعدم التخلي عن النقد لكل ما يسلب الانسان حريته وكرامته، ومعنى هذا أن كل ما انتجه من كتابات فكرية وبحثية كانت هي الاكثر تعبيراً عن التحرر والتطور الرامي الى ترسيخ المعرفة النيرة، وتعزيز قيم المواطنة والديمقراطية، والدفاع عن العقل، ومواجهة العنف والارهاب، والغلو الديني، والتوظيف السياسي للدين.
ان دول العالم المتحضر تعتز بأصحاب الإسهامات الأدبية والثقافية والفكرية والإعلامية والعلمية، وترعاها وتحتويها وتحتضنها، لأنها ثروة ثمينة ربما لا تتكرر؛ ووجودها يغني ويثري ويعطي سمعةً للبلد الذي تنتمي إليه أو تعيش على أرضه ، فليس غريباً ولا مفاجئاً أن يجد أهلُ الفكر والإبداع الرعايةَ والتكريم في بلاد الخير والإنسانية والعطاء، والتي راكمت رصيدَها الإنساني ووصل عطاؤها إلى أقصى بقاع المعمورة، ما جعلها تحظى بتقدير واحترام كل شعوب العالَم.
انا مع فكرة التكريم، والاحتفاء بالمبدعين، فهم منارة لصوت العقل وللثقافة الإنسانية..
Z_alhilly@yahoo.com