كيف نرد على أعدائنا ؟
عبدالهادي البابي
إذا أردنا أن نواجه أعدائنا بشكل جدي وحقيقي ونتصدى لعدوانهم المستمرعلى شعوبنا وأنتهاك مقدساتنا ونجاري تفوقهم العلمي والتكنلوجي يجب علينا أن نبدأ - وعلى الفور- بالعمل على تطوير أنفسنا علمياً وتكنلوجياً وصناعياً ..وأن نجعل في كل مدرسة أبتدائية وفي كل متوسطة وإعدادية (ورشة علمية وبحثية متطورة ) نزّج فيها أبنائنا من ذوي العقول المتفتحة والقابليات الذهنية والفكرية الراجحة التي لها رغبة في الأبتكار والتطور والأبداع فنحتظنهم وندعمهم بكل مايحتاجونه لتطويرإمكاناتهم العلمية ونشجعهم ونغرس فيهم ملكات القدرة والتفوق ونحثهم على التنافس العلمي المبهر ..
كما ويجب إنشاء بحوث علمية في جامعاتنا ومعاهدنا تكون متخصصة بكافة المجالات الصناعية والتكنلوجية والبرمجيات وتزويدها بكل وسائل التطور الحديثة والعمل عليها نظرياً وعملياً ثم نطبقها صناعياً وأنتاجياً ..
إننا نتعرض إلى أبادة جماعية بشكل غير مسبوق ..فها هو عدونا راح يتفنن بقتلنا وتدميرنا بأنواع الأسلحة ..فتارة بطائرات الأف 16 التي لم يُسقط العرب منها طائرة واحدة منذ 30 عاماً..وتارة باالصواريخ البعيدة الموجهة التي تصيب أهداف في كل مرة ..وتارة بالعمليات الخاصة بواسطة الطائرات المسيرة وهي تخترق أجوائنا وتجول وتصول فوق مدننا ...وآخر فصول هذه الإبادة هو تفجير الهواتف ووسائل الإتصال المدنية بطريقة دموية لامثيل لها كما حصل في لبنان وسوريا..وربما يحصل هذا العدوان قريباً في العراق وإيران ومصر واليمن وفي كل مكان يجد العدو فرصته ليضرب ضربته الإستباقية هناك ..فهذا العدو لارادع له ولامانع لديه ولايخشى أي رد فعل منا أو من غيرنا ..لإنه يستند إلى ترسانة عسكرية تكنلوجية متطورة جداً على أرضه ، كما وأن كل مخازن سلاح دول الغرب ساندة له وفي خدمته مهما أراد ذلك !!
فعلينا أن نضع خلافاتنا جانباً وأن نغادر منطقة الخوض بالماضي وصراعاته وأجترار حكاياته والإنشغال بخرافاته وأساطيره التي لم تقدم لنا سوى الفرقة والتجهيل والتخلف والتراجع الشنيع عن كل أسباب التقدم والتطور حتى عوقتنا عن اللحاق بالأمم التي حولنا ، وسببت لنا آفات الضعف والهوان والتشرذم والإنحدار ..فواجب علينا أن نلحق بركب العالم وأن ندرك عجلة التطور قبل فوات الأوان حتى نحافظ على وجودنا ونحمي بقيتنا من الإذلال والفناء والتلاشي وذلك عن طريق العلم ثم العلم ثم العلم ..
فعندما نمتلك أسباب العلم ونتسلح به ..حينها نستطيع بكل ثقة مواجهة العدو بنفس سلاحه ونمتلك قانون (الردع الستراتيجي) كما أمتلكتها الأمم الأخرى قبلنا ..وعندها سنرى طائراته مهما كانت متطورة تسقط كالغربان قبل أن تجتاز حدودنا وسنرى صواريخه تدمرها قببنا الحديدية ودفاعاتنا الجوية المتطورة قبل أن تصل إلى أجوائنا ..وسنرى كذلك مسيراتنا تخترق أجوائه وتضرب منشآته في كل مكان ..كما ونرى جنودنا يقاتلون بأسباب العلم والتكنلوجياً كما يقاتلنا العدو اليوم بجنوده المدججين بأنواع التكنلوجيا الحربية المتطورة .. وبغيرهذا ...فلاتنفعنا الأمنيات ولا الشعارات ولاالعنتريات الفارغة التي تغرق البحر...وتفلق الصخر !