.
(.. فَقَدَ الموت طرافته
مذ صار خلوا من التواقيع ) !!
1-
في الصباح ذاته ..
في الساعة ذاتها ..
يروح لساحة النصر
.. يجمع اطرافه التعويضية
ويؤدّي التحيّة – بإنفعال – للتمثال
منصتا، بشكل دؤوب
لخطاب جنراله المنتحر ..
( .. يراقبه الشحاذون بإرتياب
ويفكّر صبّاغ الأحذية الصغير
: ما شكل الفردة الأخرى ؟!!
.. ولنفسه ، يتمتمُ المسرحي :
يصلح – هذا الكاركتر- لتسلية الأطفال ..)
2-
في الليلة ذاتها ..
في الفراش ذاته ..
يرزم أحلامه ، تحت رأسه، بأكياس معتمة
وينام على الجرائد أسفل الجسر
..
يتذكّر بإنكسار
كيف أخفت حبيبته بين سوتيانها
وسامه الحربي، الذي لم يعجب تاجر الانتيكات .
3-
في البلدان، التي تشبه ساحاتها، ساحة نصره
ربما محاربون مثله ،
جنرالات منتحرون مثل تمثاله
…..
يتسلّلون من دون موتوسيكلات حراسة
ومن الخراطيش الفارغة ..
من أزقّة السبطانات
يتوالدون بذاتهم
ويندلقون، طبولا، نحو سنتر المدينة
فيمتلئ الليل بايقاعات أطرافهم الخشبية
في هذا الزمن المتخلف عن الإنسان ..