جار السوء
رسالة الحسن
هي فتاة صاحبه خلق واخلاق رفيعة يشهد لها بذلك القاصي والداني تعيش مع إخوتها الثلاثة واختها الصغيرة في بيت والدها الذي تركه لهم بعد وفاته ليسكنوا فيه وكان والدهم ذو سمعة طيبة حيث كان أحد وجهاء المدينة ومضت الأيام وهم محافظين على ماتركه لهم والدهم من سمعة طيبة واخلاق حميدة وذات يوم أصيب شقيقها الأكبر بمرض خطير وكان كلما عاد من رحلة العلاج عاد منهك القوى ويحتاج إلى عناية خاصة وهذا مالم يبخل عليه الجميع حيث كانوا يتناوبون السهر على رعايته ، وجميع الجيران يدعون له بالشفاء ويحرصون على سلامته وتأمين الهدوء والراحة له من جانب العشرة والجورة كما يقال بالعامية ، وذات يوم سكنت إحدى الفتيات الدار المقابلة لدارهم وكانت قد طلبت الطلاق من زوجها وعندما رفض قامت بخلعه والسبب انها لم تعد بحاجة له ماديا ...فقد تم تعينها في إحدى الدوائر ، وهو الذي وقف بجانبها حتى حصلت على الشهادة الجامعية فقد نكرت الجميل و المعروف .وهي نموذج سيء للمرأة والزوجه ، ولديها أطفال ليس لديها وقت لتربيتهم فكانوا يزعجون الجيران بتصرفاتهم مثل طرق الأبواب والهرب ورمي الكرة بقوة على الابواب والشبابيك وكسرها والصراخ بأصوات عالية ، ولا يوجد لديهم حرمة أو احترام للجار المريض الذي يحتاج إلى الراحة ، وذات يوم وبينما كان الاخ عائدا من جلسة العلاج وبحاجة للراحة واذا بالأطفال يشاغبون لدرجة الازعاج فخرج لهم أحد الجيران ولكن لم يسمعوا له وتجاهلوا كلامه ورموه بالحجارة ..، فطلب أحد الإخوة من اختهم أن تذهب لتكلم ام الاطفال من أجل تهدئة اطفالها ، وبالفعل ذهبت الفتاة لتكلم الجارة بكل هدوء لتبين لها وضع شقيقها الصحي وحاجته للراحة إلا أنها تفاجأت برد غير مؤدب وصراخ وكأنما تريد أن يتجمع الناس حولها فخرج عدد من الجيران لمعرفة أسباب الصراخ وتفاجأوا بما يحدث فقد قامت الجارة السيئة بلصق التهم بالفتاة والفتاة متبسمرة بمكانها لاتعرف ماتفعل وغير مصدقه لما تسمعه من كلمات بذيئة بحقها فخرج إخوتها وادخلوا اختهم المسكينة المنزل وهي تتصبب عرق من الخجل الشديد من كلام الجارة السيئة
وكل الجيران في دهشة من الأمر ...
الحكمة من القصة على الإنسان أن لا ينزل بمستوى من لا اخلاق له ، فبعض البشر السيئين يحاولون أن يسيئوا لمن هم افضل لأنهم لا يستطيعون التعامل بأسلوب محترم مع الآخرين ...والحل الوحيد هو الابتعاد عنهم قدر الإمكان
ويحضرني قول مأثور عن العلاقة بين الجيران يقول
(أحب جارك، ولكن لا تهدم الجدار الفاصل بينكما.)·
فلجار السيئ كالثوب الممزق، إن لم تستطع إصلاحه، فاتركه
اي على الإنسان أن لا ينزل بمستوى من لا اخلاق له.