المقاومة .. الدولة
العرَب وإلتقاط اللحظة التاريخية
مزهر الخفاجي
سيذكر التاريخ ان العرب ودولة الاحتلال اسرائيلي خاضوا سبعة حروب، التي هي: حرب عام 1948، حرب السويس التي عُرِفَت بالعدوان الثلاثي في العام 1956،وحرب حزيران 1967 حرب أكتوبرعام 1973، حرب لبنان عام 1982، وحرب عام 2006، التي جرت في لبنان بين المقاومة اللبنانية ودولة الاحتلال الاسرائيلي.
وها نحنُ اليوم نعيش منذ 7 أكتوبر نتائج الحرب العربية الاسرائيلية السابعة التي اطلق عليها (طوفان الأقصى) عام 2023، التي أمتدّت على مدار عام كامل. لقد كان من نتائج هذه الحروب ان الدول العربية قد تخلّت عن مشروع المقاومة الشاملة.
لتتحوّل بعد ذلك الى مشاريع واتفاقيات سلام منفردة بين بعض الدول العربية والكيان الاسرائيلي، حيث ان هذه الحروب تمخض عنها مجموعة من اتفاقيات ومعاهدات سلام هي:
أولاً: معاهدة السلام المصرية- الاسرائيلية، التي تم وتوقيعها بعد حرب اكتوبر، وأصبحت نافذة في عام 1979، التي كانت من نتائجها:
- إنسحاب اسرائيل من سيناء.
- الغاء نظام الحكم العسكري في الضفة الغربية وقطاع غزة لصالح الادارة المدنية الاسرائيلية.
والجدير بالذكر ان من نتائج توقيع مصر لمعاهدة (كامب ديفيد) ( المصرية- الاسرائيلية) تمثلت في غياب اكبر دولة عربية وأهم جيش عربي من دول الطوق عن ادارة الصراع (العربي الاسرائيلي) وماتبعهُ بعد ذلك من ضعف وصل حدَ نسيان قضية فلسطين وبدأ العرب وكأنهم يديرون ظهرهم للقضية المركزية، حتى تركوا الصراع الفلسطيني- الاسرائيلي تضيق مساحته ويتحول من صراع العرب جميعاً والكيان المحتل ..حتى بدا وكأنهُ صراع دويلة ومنظمات مقاومة في داخل الارض المحتلة.
ووهن الموقف العربي حد أنهُ تحول زعماء العرب وقادتها الى دعاة سلام في المحافل الدولية أو مُتبرعين بالأموال للمنظمات الدولية والانسانية التي تُعنى بشؤون الفلسطينيين في ابعد الأحوال. فضاع حق المظلوم (الشعب الفلسطيني) وعَلت عقيرة وشوكة الظالم المغتصب للأرض، والذي لبس لبوس المظلوم في المحافل الدولية ومنظمات الأمم المتحدة.
ثانياً: لقد تبَعَ توقيع هذه المعاهدة، المعاهدة الاردنية- الاسرائيلية للسلام، التي عُرِفَتْ بمعاهدة ( وادي عربة) والتي كان من نتائجها إتمام قبضة العدو الصهيوني على كامل مساحة فلسطين وبسط مفهوم نظام التهويد والذي دفع عرب فلسطين الى أن يهاجروا في اصقاع العالم الذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين نسمه ، ويتوزع القسم الأخر بين الأردن وسوريا ولبنان ، والذين بلغ عددهم اكثر من سبعة ملايين نسمه..ففقدت فلسطين جزءاً كبيراً وفاعلاً من مواردها البشرية والاقتصادية والثقافية وهؤلاء سموا بفلسطين الشتات.
مساحة تاريخية
ثالثاً: ثم جاءت معاهدة ( أوسلو) في 13 سبتمبر من العام 1993، التي وُقِعَتْ من قبَل الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الكيان اسحق رابين برعاية الرئيس الامريكي بيل كلنتون ، وكان من نتائج هذه المعاهدة أن فقدنا اكثر من 70 بالمئة من مساحة فلسطين التاريخية العربية ..وقَبل الفلسطينيون بعد أن فقدت المقاومة الفلسطينية ممثلة ب (فتح) واخواتها من المنظمات الفلسطينية المقاومة الدعم العسكري من بلدان الطوق ، ونقصد مصر والأردن وسوريا ولبنان..وزاد الطين بلة إنحسار الدعم المادي والأقتصادي والسياسي من دول الخليج ..فحصر فلسطين الكبرى او ماعُرف بدولة عموم فلسطين ب مساحة الضفة الغربية وشريط قطاع غزه ..وبهذا تضاءلت مساحة المقاومة الفلسطينية العربية الى اضيق حد.
رابعاً: اندلعت الحرب اللبنانية- الاسرائيلية عام 1982، التي كان من نتائجها احتلال بيروت وخروج قيادة منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات منها الى تونس.
في هذا التاريخ وقعت واقعة هي واقعة عام 1982، التي تبعت هذا النزاع السياسي والعسكري العربي في لبنان وهي دخول الجيش السوري الى لبنان، والتي عدّها البعض مَلمَحاً من ملامح سيطرة دولة عربية على دولة عربية أخرى.
ويبدوا أن الواقع العربي المتردي سياسياً بعد سلسلة الاتفاقيات مع مصر موالأردن وسوريا ، لم يترك للوطنيين الفلسطينين والعرب إلا اللجوء الى المقاومة داخل فلسطين او على حدودها فظهرت ثنائية ( المقاومة والدولة ) في جسد الكيانات السياسية العربية التالية (لبنان ، سوريا ، الاردن) والتي ظهرت أنها رافضة لكل اتفاقيات السلام من كامب ديفيد الى وادي عربه الى الجولان، ويبدوا ان ضهور المنظمات وجبهات المقاومة (الوطنية القومية الاسلامية) كان اعلان من بعض القوى العربية المقاومة برفض طروحات الدول العربية ، والحكومات التي تخلّت عن مسؤولياتها التاريخية والسياسية والعسكرية في فلسطين .
ويبدوا ان شعارات هذه الحكومات والتي تمثلت بتبني هذه الحكومات العربية فكرة حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولتهم الوطنية المستقلة، التي اقرّتها قوانين الأمم المتحدة ، حتى بدت لجماهير الشعب العربي والفلسطيني بأنها عملية (تخدير) لجماهير الشعب العربي الفلسطيني وبدت وكأنها تقطع الطريق على عنصر المقاومة ..وظهر جلياً أن الدول العربية قد أبتلعت الطعم الذي وضعته الولايات المتحدة الامريكية واشتغل عليه عتاولة اللوبي الصهيوني في أمريكا (إيباك) في أمكانية السلام في المنطقة وطرحت مشروع نظام شرق أوسط جديد الذي تبناه الداهية (برنارد لويس ) وأستتبعه الرئيس الاسرائيلي (شمعون بيريز) .
هنا من المهم أن نُشير الى ان مُصطلح ( المقاومةو الدولة) كان قد بدأ يتنامى ويشكّل عُنصراً ضاغطاً على أصحاب القرار السياسي في الدول العربية.
هذا الأمر بدأ بالصيرورة في الاردن، وذلك بعد تنامي سلطة وسطوة منظمات المقاومة الفلسطينية، وحدث ما حدث في الحرب الداخلية في ايلول 1970، التي سُميّت بأيام بايلول الأسود بين القوات المسلحة الاردنية وقوى المقاومة الفلسطينية المتواجدة في الاردن.
لقد استمرّ هذه القتال مدة عام من ايلول عام 1970 حتى 17 ايلول من العام 1971، شارك في القتال من الجانب الفلسطيني، حركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين وجيش التحرير الفلسطيني.
وشارك مقاتلي هذه الفصائل في القتال وانتهت بهم مع قادتهم الى الخروج من الاردن ليتجهوا الى تونس .
نعود الى حرب تحرير لبنان 1982. لقد كان من نتائجها تحرير لبنان من براثن الاحتلال الاسرائيلي، وإن أخذ عليها بعض المراقبين السياسيين مأخذ تمدد سوريا وسيطرتها على المشهد السياسي والاقتصادي والعسكري.
كان من نتائج هذه السيطرة تضائل الاهتمام بالقضية الفلسطينية وبدا أن الاحتكاك بين الدولة الاردنية والمقاومة الفلسطينية في ايلول 1970 والاحتكاك بين الدولة الللبنانية والمقاومة الفلسطينية 1982 قد أوجد شكلاً من اشكال الضعف في علاقات الدول العربية مع منظمات التحرير الفلسطينية ..وخلق اجواءاً من التنافر بين المجتمعات العربية (الفلسطينية ، الاردنية) و(اللبنانية الفلسطينية) ثم جاء التواجد السوري في لبنان لينشئ صراعاً جديداً تمثل في رفض اللبنانيين لسوريا/الدولة ، هذا انعكس بطبيعة الحال على القضية الفلسطينية وصارت تحتل أخر سُلم اهتمامات الدول العربية وتضاءل دور المقاومة في الدول العربية وتحديداً في بلدان الطرق العربي.
طرد الاحتلال
بيد أننا لابد أن نذكر ان من نتائج طرد الاحتلال الاسرائيلي من لبنان عام 1982 أن ظهر بصيص امل انعكس لملمت فيها قوى المقاومة الأسلامية والعربية في لبنان واحتضان بيئتها الشعبية لهذه المقاومة فأزداد المد الشعبي اللبناني والعربي الرافض للتمدد الصهيوني والذي اعاد الاعتبار لمفهوم المقاومة ، حيث أتفقت القوى الوطنية اللبنانية الاسلامية واليسارية والناصرية منها ان تقف خلف مطالب قوى المقاومة المتمثلة بحزب الله.
وذلك من اجل اخراج القوات الاسرائيلية العسكرية المتواجدة في مزارع شبعا. فضلاً عن مسك الحدود،وقد تصاعد دور المقاومة اللبنانية وكان من نتائج اشتداد عودها انتصارها على العدو الصهيوني في حرب لبنان عام 2006 حيث اصبحت انموذجاً. وان اصاب ما اصاب لبنان من تدمير للبُنية التحتية لها.
لكنها أثبتت قدرة المقاومة بكل قواها بعد ان تخلّت عنها الدولة اللبنانية في موضوع ادارة دفة الصراع العسكري، ومذ عام 2006 ترسخ مفهوم ثنائيك (الدولة والمقاومة) ، وليأخذ الصراع العربي الاسرائيلي حول فلسطين زخماً اكبر في مشاريع المقاومة والدولة ، وأن تُعاد قضية فلسطين الى الواجهة في المشهد السياسي العربي والدولي.
وان تأخذ قرارات الأمم المتحدة المتصمنة في قبرل فلسطين كعضو مراقب وان يأخذ موضوع أنشاء الدولة والعناية بقراري ( 242) وقرار ( 338)، والذي أكد فشل الامم المتحدة ومجلس أمنها في تأسيس دولتهم المستقلة. هذا الامر هو الذي جعل العرب (الدول العربية) يطرحون مشروع ( الأرض مقابل السلام).
اي بشكل واضح يطرحون السلام مقابل ( نظام يعترف بشكل الدولة الفلسطينية الجديد ). ونقصد بها نظام دولة ليس على عموم فلسطين، بل على الضفة الغربية وقطاع غزه
وإذا جاز لنا ان نوجز النتائج التي افرزتها الحروب التي نذكرها ادناه، والتي حصلت بين العرب والكيان المحتل:
حرب 1948
حرب 1956
حرب 1967
حرب 1973
حرب 1982
وحرب 2006
عطفاً على ما سبق يمكننا ان نقول، ان كل تلك الحروب قد كرّست مفهوم حرب الدولة العربية وليس حرب المشروع العربي الذي يهدف الى تحرير فلسطين واعادة الحق العربي المسلوب بل جاءت هذه الحروب الستة كردّة فعل للأنظمة العربية وليس حرب فعل مخطط لها وتحمل طابعاً إستراتيجياً أكدتهُ كثيراً من مؤتمرات القمة العربية والرافعة لشعار (الحق العربي الفلسطيني ) وتأسيس دولته على ارضه المقدسة وكرستهُ شعارات الدول العربية (الارض مقابل السلام) . والملاحظة الثانية ان هذه الحروب كانت تأخذ طابعاً سياسياً وفردياً حتى بدت وكأنها أمراً مفروضاً على الدول العربية وليس حقاً تاريخياً وسياسياً وعقائدياً مفروغ منه.
حتى بدت حروبهم ببُعدها السياسي العاطفي من دون تحديد أهداف ونتائجها كانت قد عطلت من واجب التمسك بالحق العربي وسرعت من فكرة عقد معاهدات (الإذعان) والتطبيع العربي الاسرائيلي .
وقد بدت هذه الحروب وكأنها حروب فردية او حروباً محلية بعيدة عن ستراتيجية التنسيق وغياب حضور القيادة العربية الموحدة للحرب مع الكيان المحتل.
حاصل في حرب ( قناة السويس) في العام 1956 بين مصر واسرائيل، التي لم تستطع فيها الدول العربية من أن تقدم الدعم المطلوب لمصر ، واستمرار الزخم العسكري والمادي والسياسي ليمكن الزعيم جمال عبد الناصر في الاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية في قطاع غزه والضفة الغربية .
واكتفت هذه الحروب بحل قضايا الدول العربية منفردة مستقلة عن بعضها البعض. هذا الامر ينطبق على معاهدة ( كامب ديفيد 1979) ومعاهدة ( وادي عربة 1980) ومعاهدة ( أوسلو عام 1970).
ممّا ترك الحبل لاسرائيل على الغارب في ان تعمل ما تستطيع من اجل سلب الحق العربي الفلسطيني التاريخي في حصوله على دولته المستقلة على ارضه المذكورة في القرارات الدولية. فضلاً عن تعامل العرب كحكومات بدت وكأنها مكونات مستقلة عن بعضها البعض ممّا مكنّ الكيان الصهيوني وفق نظرية (الترغيب والترهيب ) وبعد تمكنه من التفوق العسكري والاقتصادي :
ان يعمل على طرح مشاريع التسوية والتطبيع، فطرح مشروع اسرائيل الكبرى، مُغلفاً بمشاريع ( الشرق الاوسط الصغير)، أو نظام ( الشرق الاوسط الكبير)، وبذلك استمر هذا الصراع حت عام 2000، وهو حق مسلوب تجاوز أمده 75 عاماً.
الأمر الثالث، الذي اصبح نتيجة من نتائج هذا الصراع في حروب العرب الستة (دول ومقاومة) وإذا دققنا في الحرب السادسة ونقصد حرب ( حزب الله مع الكيان عام 2006). نجد ان الصراع قد ترك آثاره السلبية على طبيعة العلاقة بين المواطن العربي المعاصر وحُلُمه.
هذا الحلم أكدته مدونته التاريخية والدينية والثقافية وفرض منطق تغاضي حكوماته العربية خلال مئة عام منصرفة عن حق الفلسطيني في اقامة دولتهم التي يجب ان تكون عاصمتها القدس.
وقد تناسى الزعماء العرب مشروع ( الارض مقابل السلام). فضلاً عن تخليهم عن الفلسطينيين الذين حلموا بعد ان كانت الفكرة يتبناها العرب من المشرق الى المغرب في الستينيات من القرن العشرين.
لكنهم دخلوا مُجبرين على ( مشروع نظام الدولَتين). هذا الضعف وهذا الهَوان والتخاذل الحكومي العربي عن الدفاع عن حق الفلسطينيين يضاف له اعتماد بعض الحكومات العربية على قاعدة حل مشاكلهم منفردين مع الكيان الغاصب.
وذلك كما حدث في المعاهدة التي عقدها المصريين في العام 1979، ( معاهدة كامب ديفيد) والمعاهدة الاردنية الاسرائيلية ( وادي عربة). فضلا عن تعميق عمليات التطبيع العربية الاسرائيلية…و لا احد يعرف ما ستكون نتائجها.
كل هذه المقدمات هي التي ساعدت بعض قوى المقاومة الى اخذ زمام المبادرة وتحولها الى مرجعية شعبية وطنية عربية والعمل على رفع شعار الحق العربي. والايمان من ان القضية الفلسطينية هي قضية العرب امد يقينيتها قيم الأسلام والعروبة الوجود والتاريخ.
لقد ظهر هذا المشروع في طروحات حركة ( حزب الله) و حركة ( حماس) و ( حركة الجهاد). وقد أفرز موضوع تمسك المنظمات المقاومة الى وجود تلاحم شعبي ووطني انعكس بشكل ايجابي وادى الى استيعاب هذه التشكيلات والمنظمات وان تتحوّل الى مرجعيات سياسية ووطنية وعسكرية.
هذا الأمر هو الذي اوجد قطيعة سياسية مجتمعية بين السلطات في الدول ومجتمعاتها- وتحول هذه المنظمات سواءاً الاسلامية او الوطنية او العربية الى ايقونات في التاريخ العرب يالمعاصر . بعد ان تخلت النظم الرسمية عن فلسطين (الوجود والحق والشعب) مقابل استقتال القيادات الصهيونية ابتداءاً من (بن غوريون، كولدا مائير ، اسحق شاميير ، اسحق رابين ..الى المجرم نتنياهو ) بترسيخ مفهوم عقائدي ديني ، تاريخي ، يكرس الحق الاسرائيلي في الوجود !!!.
مثالنا على ذلك ( قطاع غزة وعلاقتها غير السوية مع الحكومة المحلية في الضفة الغربية) و ( والضاحية الجنوبية في بيروت وعلاقتها مع الحكومة المركزية في لبنان) و هكذا في اليمن ( الحوثيون والسلطات في جنوب اليمن، حيث بدت صنعاء حوثية مقاومة، وعدن سعودية مهادنة).
اما الحرب السابعة ونقصدُ بها ، حرب طوفان الأقصى في 7 اكتوبر من العام 2023 ، بين حركة حماس المقاومة والكيان المحتل وحركات المقاومة المساندة لها ونقصد كل من (المقاومة اللبنانية حزب الله ، الحوثيون في اليمن ، المقاومة الاسلامية في العراق والداعم الأقليمي الكبير إيران ) ،حيت بدى الصراع العربي الاسرائيلي يأخذ منحىً اكثر غرابة يمكن ان نوجزها بالملامح التالية:
1- عجز الدولة الوطنية العربية وحكوماتها من القيام بواجباتها العربية سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، التي أقرّتها الكثير من دساتيرهذه الدول ومعاهدات الدفاع العربي المشترك التي وقعت عليها عند انضمامها الى جامعة الدول العربية ، والغريب ان بعض هذه الدول التي تصرح في بياناتها ان الكيان الصهيوني المحتل او الكيان الغاصب قد تحول الى وسيط بين الظالم والمظلوم .
2- وقد أثبتت حرب طوفان الاقصى عجز المؤسسات العربية مثل الجامعة العربية. فضلاً عن فشل العرب في استقطاب واستغلال علاقاتها من اجل انعقاد اجتماع للمؤتمر الاسلامي والاتحاد الافريقي والطلب من الامم المتحدة بوقف اطلاق النار وادخال المساعدات ، وبد ان نصفق للامم المتحدة لسرعتها في التصويت لوقف اطلاق النار صفقوا على (خيبتهم ) وهم يستمعون لتقسيم (النتن ياهو ) لالى عالم خير وعالم شر في الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك.
3- كما بدت مجموعة الدول العربية عاجزة رغم عمق علاقاتها مع الامريكان ومع اوربا ورغم ان إيداعاتها الاقتصادية بلغت مستوى كبير في هذه الدول وازداد حجم مصالحها العظيم مع اوربا الغربية والشرقية ، عجزت هذه الدول العربية من ان تشكل (لوبي) عربي مع (الصين ، روسيا ، الهند ، البرازيل ) ضاغط على المجموعة الأوربية المنحازة للكيان الغاصب ، فبدى ظهر المجموعة العربية مكشوف والغريب ان ضمير المجموعة العربية بدى صامتاً امام الاجرام والقتل والتهجير في غزة والضفة الغربية وفي الضاحية الجنوبية في لبنان …
في حين أنبرت دولة جنوب افريقيا وتشيلي والبرازيل كوبا لإقامة دعاوى في محكمة العدل الدولية لتجريم هذا الكيان في حين ذهب بعض العرب للتوسط.
4-كما أظهرت حرب طوفان الاقصى عجز الحكومات العربية في القيام بواجباتها ( الانسانية) على اقل تقدير. في
حين نجحت اجنحة المقاومة في غزة والجنوب اللبناني وفي صنعاء- اليمن والعراق (دولة والشعب) على انها قادرة على ادارة امورها الانسانية والعسكرية والاقتصادية على افضل وجه.
ان هذا النجاح النسبي للـ ( لجبهات المقاومة) الوطنية وهي تخوض حرب ( يوم القيامة- يوم الحساب -حرب الوجود ) يجعلها مستقبلاً هي الأقرب للحاضنة المجتمعية.
وبمعنى آخر هي الأقرب للتمثيل الشعبي، وبالتالي ليس من المستبعد ان الصراع الخارجي، ونقصد به ( الصراع العربي- الاسرائيلي) ان يتحول الو صراعاً داخلياً محلياً بين القوى المقاومة للوجود الصهيوني ، وقوى المطبعة ولتعود القضية الفلسطينية الى الشارع العربي عنصراً مؤثراً في الجماعة الوطنية حاضراً ومستقبلا.
ونقصد تنامي الصراع بين قوى المقاومة وقوى الدولة. أي ان سلاح المقاومة وسلاح الدولة.......سيتعكس بالتالي على الأمن والسلم الأهلي اللذان باتا مُهددين اكثر من اي وقتٍ مضى.
والعاقل سواءاً صاحب القرار السياسي او حامل البندقية المقاومة عليه ان يعمل على حشد سلاح الدولة مع سلاح المقاومة المؤمن بحق الفلسطينين في العيش داخل وطنهم وتأسيس دولتهم وان يتفقوا على يقين ثابت ان الحق التأريخي والشرعي سينتصر لامحال .