القرعة
عبدالمطلب ملا أسد
بين القرعة التي لم يشرعها أي قانون وبين معايير التفضيل بون شاسع فالقرعة عمل عشوائي واختيار غير منضبط يفضل فئة على أخرى لا لشيء غير الصدفة المحضة .
هل ضاقت سبل تحقيق العدالة على المسؤول العراقي الذي لا يسأله أحد عن أخطائه والتي سيُسأل حتما عنها يوم يقوم الناس لرب العالمين كي يلجأ لمثل هذه الحيلة التافهة ليميز بين من يستحق ومن لا يستحق ضاربا كل المعايير العقلائية عرض الجدار .
الكفاءة والتحصيل العلمي والمستوى المعاشي وسنة التخرج وحاجة المؤسسات لاختصاصات معينة وحاجة المناطق النائية هي معايير ضرورية في اختيار الدولة لشغل درجاتها الوظيفية الشاغرة بيد إن الذي حصل في محافظة البصرة كان مخيبا لآمال الكثير من الشباب الطموح والذي عقد الآمال على عدالة حكومته المحلية حتى قرعت القرعة أسماعه فأخذ يفتش في تشابه أسماء الأباء والأجداد والألقاب ممن شاءت (الصدفة) أن تضعهم في قوائم المحظوظين ،لقد كان لمحافظة البصرة في هيئة الحج والعمرة أسوة حسنة لمن كان يرجو ضرب عصفورين بحجر واحد فالقرعة تمكن المسؤول من ترشيح الذين يرغب بفوزهم من الأهل والأقارب والأحباب والإفلات من تهم الفساد والمحاباة .كتب أحد الولاة إلى الخليفة عمر بن عبد العزيز يطلب منه مالاً كثيرًا ليبني سورًا حول عاصمة الولاية، فقال له عمر: ماذا تنفع الأسوار؟ حصنها بالعدل، ونَقِّ طرقها من الظلم. أقول المسؤولية أمانة وإعطاء الحقوق لمستحقيها أساس النجاح والتوفيق ولقد قالوا بأن العدل أساس الملك .