كلمات على ضفاف الحدث:
تلوّث البيئة والخوف من زعل حليفنا المصيري
عبد الـله عباس
قبل فترة ليست ببعيده ‘ انتشرت تقارير واخبار وتصريحات من المتحدثين الرسميين حول خبر مثير (قديم جديد – و اثيرت لغاية في عقلي ..) والمهتمين بالنشر – اثاروا- شيء من اجل نسيان شيء اخر عندما اعلنت معلومة تقول : احتل العراق المرتبة الثانية بأكثر دول العالم تلوثا، فيما جاءت العاصمة بغداد بالمرتبة 13 من بين المدن العالمية خلال عام 2022، وذلك وفق مسح عالمي سنوي أجرته شركة سويسرية لتصنيع أجهزة تنقية الهواء.
و مقابل هذه المعلومات التي لابد انها اثرت على وضع الناس من الجانب النفسي والصحي ‘ كان الغريب بالموضوع هو انتظار الناس لسماع الرأي الرسمي للتوضيح حول الانتشار المفاجئ لهذه التقارير ‘ ومحتوى التصريحات ‘ كان تبسيط الامر كالكلام عن التقلبات الجوية والتي تحدث بحسب المواسم حيث بدأ التصريح بكلمات مبرمجة معتادة في هكذا مواقف معلنا : إنه «خلال الأيام الماضية لوحظ انتشار رائحة مشابهة لرائحة الكبريت وارتفاع في مستويات بعض الملوثات خلال فترات الليل والفجر، هذه الظاهرة قد تكون ناتجة عن تغيرات في جودة الهواء المحيط بسبب الاحتراق غير التام للوقود عالي المحتوى الكبريتي لعدد من الأنشطة وحرق النفايات في المطامر غير النظامية».مضيفا سبب اخر وهو عدم قدرة الجهات ذات العلاقة لحل ازمة الكهرباء و ابلاء العراقيين بميلاد ظاهرة معيبة بعد اكثر من عشرين عام من (تحريرنا ) وهو الاعتماد على المولدات وان وجودها هو احد اسباب تلوث البيئة في العراق عموما وعاصمة الرشيد خصوصا لتبقى وزارة الكهرباء اكثر الوزارات مثيره للجدل وكيف تخصص الدولة سنويا اقوى ميزانية على امل حل ازمة الكهرباء ومرت كما قلنا اكثر من عشرين عاما وبقية ازمة الكهرباء تتعمق لتبقى المولدات تزيد من تلوث البيئة ...!!!ذكر التقرير الذي نشرته شركة IQAir وفق جداول اطلعت عليها مصادر الاخبار الوطنية والعالمية ، بأن «العراق الذي يبلغ عدد نفوسه 43,533,592 مليون نسمة جاء بالمرتبة الثانية كأكثر دول العالم تلوثا حيث تدهورت جودة الهواء .
مصادر معلوماتية
خلال فترة اهتمام المصادر المعلوماتية (المرئية والمسموعة والمقروءه )والتي اشرنا اليها‘ لم تتطرق المعلومات حتى ولوبشكل عابرالى دور المحتل (المحرر) الامريكي في التلوث المبرمج لارض العراق وبالتالي أذية الانسان العراقي لكي يمنعه من النهوض ويؤسس بارادته الوطنية السلطة ليكون همه الاول تداوي جروح سنوات الحصار الذي عرف العالم انه اجراء عدواني ليس بنية انقاذ العراقيين من الحكم الفردي الديكتاتوري بل الهدف منه اسقاط دولة وتاريخ وبناء دولة العراق كاحد اهداف محاصرة الارادات الوطنية الاخرى في المنطقة لتبقى منطقة (فوضى و عدم استقرار ) كهدف مطلوب لضمان امن اقبح كيان عدواني لاشرعي الذي اسسته الغرب كاحد اهم مستلزمات نشر الفوضى الطويلة الامد في منطقة ثقل القوة الاسلامية و توسيع هيمنة الغرب العدوانيه .
من هنا فأن التشكيك القريب من الخوف و وجود ضعف (مع الاسف ) للجهات المسؤولة عندما شاهد وسمع العراقيين ان المصادر الرسمية تحدثت عن ظاهرة تلوث البيئة في العراق كانها (ظاهرة عالمية ..!!!) شمل من سوء الحظ بلدنا المعروف تاريخيا بايجابية وضعه البيئي ‘ في حين سمعنا بعض المصادر المعلوماتية لاتزال تتحدث عن التلوث البيئي في العراق كاحد افرازات الحروب العدوانية التي تحجج الغرب بها(بقيادة الادارة العدوانية الامريكية)
اكثر من مصدر علمي ومعلوماتي نشرت وعلى نطاق واسع بحوث ودراسات مؤكده أنه وخلال الحروبالطويلة، مثل حرب 2003 ، تم استخدام كميات هائلة من اليورانيوم المنضب في العراق، وهو ما كان له بصمة واضحة في دماء العراقيين لم تختفِ، ولا تزال تسبب إصابات بمرض السرطان، وفق الدراسة الجديدة...
هناك مئات المواقع العراقية التي تعد شديدة التلوّث بالإشعاعات النووية نتيجة الأسلحة التي استخدمتها أميركا في حربي 1991 و2003.
ويعرف العالم ‘ أنه شهد العراق حربين مدمّرتين في عامي 1991 و2003، استخدمت خلالهما القوات الأميركية والبريطانية مع حلفائهما كميات هائلة من الأسلحة الجديدة والأسلحة النووية التكتيكية (المحرّمة دولياً) مثل اليورانيوم المستنفد ومادة الفوسفور الأبيض.
وإضافة إلى ذلك، نقلت الرياح الغبار المشع الناتج عن انفجار الذخائر إلى جميع أنحاء العراق، وكذلك إلى البلدان المجاورة.
والسؤال هنا ‘ عندما تظهر الاثار السلبية بين فترة واخرى والمتعلقه بالتلوث البيئي اتضح ان للحرب العدوانيه التي شنتها الادارة الامريكية وبشكل منظم وساعدتها الدول العدوانية الاخرى المتحالفة معها وجميعهم لصالح ضمان امن الكيان الصهيوني العدواني لماذا لاتتطرق الجهات المسؤولة للاسباب الحقيقيه لتلك الظاهرة المدمره والخطيره والتي تؤدي عدم معالجتها بطريقة علمية واعلام الناس بذلك ليفهموا كحد ادنى ما مطلوب منهم للحفاظ على انفسهم والاجيال القادمة .
ظاهرة التلوث
حيث يعلم العالم ان خطة العدوان على العراقيين جرت ولا زالت مستمره لمدة طويلة الامد وذلك لهلاك الناس و السلطة ايضا من خلال العمل للمعالجة المطلوبة لخطورة ظاهرة استمرارية التلوث
ووفقاً لدراسة أجراها احد خبراء عام 2003 لـ»مجلة البيئة والتنمية» اللبنانية، استخدمت الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية نحو 4000 قذيفة دبابة، تحتوي كل منها على 45 كيلوغراماً من اليورانيوم المستنفد(المنضب)، وأكثر من 800 ألف طلقة من عيار 30 ميليمتراً، تم إطلاق 300 غرام من اليورانيوم المستنفد بطائرة من طراز «A-10» المعروفة باسم «ذبابة الصيد». وبناء على ذلك، بلغت الكمية الإجمالية المستخدمة لليورانيوم المستنفد نحو 300 طن، مما جعل بعض أجزاء المنطقة تجارب ميدانية لأسلحة جديدة.
وبحسب تقارير موثوقة فإن الجيش الأميركي أكد أنه تم استخدام أكثر من 13 طناً من النفايات المشعة على أهداف عسكرية في البصرة في منتصف عام 2010. ونتيجة لذلك، تم تدمير أكثر من 10 آلاف طن من الخردة الحديد وبقايا المركبات العسكرية بصواريخ تحتوي على اليورانيوم المستنفد.
وأشارت تسريبات من موقع ويكيلكس إلى أن نصف عمر مادة اليورانيوم المنضب في العراق يصل إلى 4.1 مليارات سنة، وجزيئاته لا تتفكك كلياً إلا بعد 25 مليار سنة، أي من عمر الأرض.
إلى يومنا هذا، لا تزال وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) تتستر على كمية الأسلحة التي أطلقت على العراق خلال حربي 1991 و2003. قد تكون كمية الأسلحة غير معلومة، ولكن المؤكد أن نتائج تلوّث الماء والهواء والتربة الذي تسبّبت به دول تدّعي الإنسانية والديمقراطية، واضحة إلى العيان من خلال أمراض العراقيين.
هذه الحقائق علميه وبارقام و وثائق متعلقة بتلوث البيئة بالعراق ليس كلام سياسي مؤثر انما صحوت ضمير من بعض المؤسسات العلمية و الانسانية والتي تدق ناقوس الخطر على حياة الشعب العراقي ليس من ايجابية في شيء ‘ وبسبب التغيرات البيئية تظهر هذه الحقائق للناس والعالم والتي تاتي من المصادر المسؤولة .
والتي تبسط هذا الخطر القاتل للانسان العراقي ويربطونه بتغيرات المواسم الطبيعة و(الظاهرة الحضارية: مولدات مابعد التحرير) ..والحقيقة عجيب امور غريب قضية .