الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
التّشرذم العربيّ

بواسطة azzaman

التّشرذم العربيّ

مشتاق الجليحاويّ الميّاحيّ

 

في أي حدث أو حادثة أو حتى حديث ينقسم العرب إلى أقسام فيتنوعون في ذلك ويختلفون إلى قسم مؤيد وقسم رافض أو معارض وثالث لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، مما يرجع الإنقسام إليه إن بعضهم ينظر إلى الأمور بنظرة جدية ويحسب ما يترتب عليها من آثار ونتائج يمكن أن تؤثر على بلده أو إقليمه العربي أو ربما مجتمعه، البعض الآخر موقفه مبني على مصالح شخصية أو منافع إقتصادية ومالية فيكون معارضاً للمصلحة العربية العامة أو حتى الإسلامية فتراه يقف في صف العدو ويشجعه أيما تشجيع ويقف بالضد من أخيه العربي بل يسعى جاهداً إلى صناعة أية معرقلات يمكنها أن تعيق تقدم أخيه، والطرف الثالث الذي ظل على التل لا يعنيه أمر هؤلاء ولا أمر أولئك فقد يحسب أنه في مأمن من أي شر ينتج عن ذلك الخلاف أو الصراع،  من جانب آخر لو تحدثنا بإنسانية فإن على الإنسان أن يكون له موقف تجاه كل ما يحدث وأن يشخص الأمور ويعطي رأيه الصحيح بل ويسعى إلى إتخاذ إجراءات تمكنه من تقليل الخطر أو الأثر المتوقع على المستهدف.

كما وعليه أن يسخر ما متوفر لديه من إمكانيات في مساعدة أخيه العربي وأخيه المسلم لأن ذلك من الواجب الاخلاقي والديني والقومي وحتى المجتمعي،

العدو نجح بطريقته التقليدية «فرق سد» فقد قسم العرب إلى أشلاء ومدن صغيرة كل مدينة لا يعنيها ما يحصل في أختها فشغلها الشاغل هو تجنب القدر الممكن من أذى الأعداء وخطرهم.

كيان غاضب

للأسف أفرزت لنا الفترة المتاخرة كمية كبيرة من التناحر والتضاد والتعارض العربي وخير دليل على ذلك الحرب التي يشنها الكيان الغاصب المحتل على فلسطـ ـين لأكثر من عام استهدف فيها المدنيين العزل من النساء والأطفال الأبرياء، فقتل وأصاب مئات الآلاف وتسبب في نزوح الملايين وحول البنى التحتية الى ركام وتراب تذروه الرياح وعيش الناس في حالة من الجوع والعطش والخوف والثكل.

العدو الذي لم يترك أية طريقة إلا واستخدمها أي تعذيب وحشي إلا واستخدمه أية صواريخ إلا وقصف بها أية متفجرات إلا وهدم بها الأبنية، العدو الذي وصل به الحد الى استهداف المخيمات، مخيمات اللاجئين التي هي عبارة عن ألم وحزن وجراح وجزع، العدو الذي قصف المستشفيات والمراكز الصحية ودور العبادة الإسلامية وغير الاسلامية.

 هذا العدو الوحشي وكمية الأذى والقتل والدماء ولا زلنا متفرقين متشرذمين لم نتفق على أن هذا العدو قاتل وحشي طائش لم تحكمه قوانين أخلاقية ولا قيم إنسانية ولا عهود ومواثيق دولية لا يعرف سوى لغة القتل والتهجير وحرق الأراضي،

نعم لازلنا متفرقين بين مطبعين وبين من لا يعنيه الأمر وبين معارض،

أقول معارض ولا أريد أن أقول مقاوم أريد أن يجاهد بالعربي بموقفه قبل سلاحه أن يجاهد بوحدته قبل معسكراته أريد العربي أن يعي معنى النخوة العربية ومعنى الاخلاق العربية وأنه اليوم بعيد كل البعد عن ذلك،بعد المشرقين وأبعد من ذلك،

للأسف نرى اليوم وبشكل واضح وجلي أن الكثير من العرب يفرح ويشمت حين يقتل العدو الغاصب أخيه العربي المسلم على قضية عربية، نأمل بأن يعي العـ ـرب حجم الخطر المحدق بهم جميعاً وأنه لا مناص من ذلك، ولات حين مندم.


مشاهدات 143
الكاتب مشتاق الجليحاويّ الميّاحيّ
أضيف 2024/10/26 - 3:25 PM
آخر تحديث 2024/10/28 - 11:14 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 280 الشهر 11903 الكلي 10041626
الوقت الآن
الإثنين 2024/10/28 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير