إعتراف من داخل الكيان الصهيوني العدواني:
السلطة المحتلة يقودها قطيع من الحمقى
عبد الـله عباس
في احدى تحليلاتنا حول قضية فلسطين و التوقعات المستقبلية حولها ‘والتي نشرت في جريدة (الزمان الغراء ) أن ابرز تحول في هذه القضية ممكن أن تكون قراءتها دقيقة و يظهر أنها جوهرية وهوالذي يقرر مصير (الكيان الاستيطاني العدواني بعنوان اسرائيل ويؤدي الى تحرير فلسطين ) وبدأ الشعب الفلسطيني بأختيار المقاومه لاحتلالهم واراضيهم التأريخية من الداخل والذي بدأ بانتفاضتهم الشجاعة (1987-1991) وبذلك سحبوا وبشجاعة نادرة المتاجرة الواضحة لبعض الانظمة العربية بقضيتهم دون ان يقدموا خطوه حاسمة (رغم وجود اماكنيتهم لذلك ) بالاعتماد على وحده الصف وتبني العمل القومي .
وبانطلاق الانتقاضة ‘ بتحول الفلسطينون من داخل اراضيهم المغتصبه وبشكل يومي تهديد للصهاينة بعد ان اصبحت المقاومة من الخارج الذي اعتمد في ممارسته على الالعيب السياسية في كثير من انعطافاتها وكان يدار من قبل الذين سهلوا للصهاينة الاغتصاب الكامل لارض فلسطين الى المقاومة من الداخل حتى الوصول الى هذا التحول التأريخي الذي اكد للعالم ان الفلسطيينين هم وحدهم يستطيعون وبمقاومة مباشرة من اسقاط كل رهائن قوى الهيمنة في الشرق الاوسط بدا بالاستفادة من بعض سلطات المنطقة بانفسهم من خلال دعواتهم لبدعة (التطبيع ) السخيفة .
مواجهة وحشية
فكان (طوفان الاقصى ) ‘ ورغم المواجهة وبطريقة وحشية اكدت عدوانية هولاء الاشرار وبعد مرور عام من المواجهة لم يتغير الواقع الإستراتيجي لإسرائيل ، فما فعلته لم يكن سوى مزيد من الهروب نحو الأمام، يحقق لها بعض الإنجازات التكتيكية لكنه لا يقدم أي إجابة للمجتمع داخل كيانهم العدواني عن المستقبل والأسئلة المصيرية التي استجلبها السابع من تشرين الأول. فقد دخل المحتلين الحرب على واقع الصراع الداخلي العميق حول هوية الدولة، وفقدان الثقة بين الجيش والمجتمع، وتآكل الردع. وقد أنهت عامًا من الحرب وقد أغرقها تطرفها في حرب متعددة الجبهات.
ومع الذكرى الأولى للسابع من تشرين الأول الذي اعتُبر أكبر تحدٍ لوجوديهم منذ احتلال فلسطين، اعتبر المؤرخ الصهيوني ( بيني موريس ) أنه المرة الوحيدة التي واجهت فيها الكيان الاستيطاني تهديدًا وجوديًا مماثلًا ‘ كانت الاولى في حربها عام 1948، والثانية في السابع من تشرين الأول». تجد الكيان الصهيوني نفسه غير قادر على الحسم والردع.
كذلك ( يتسحاق بريك) ، وهو واحد من أبرز جنرالات الاحتياط في جيش الاحتلال الاسرائيلي وقائد سابق للكليات العسكرية ومعروف ب(نبي الغضب لتوقعه (طوفان الاقصى ).وهو، المواظب على نشر انتقادات للمستويين السياسي والعسكري قبل الحرب الوحشية على غزة ولبنان، فهو يرى الان أن كيانهم الشرير يواجه خطر الانهيار الاقتصادي، فإذا ما استمرت هذه الحالة، فمن شأنها أن تصل، خلال وقت قصير، إلى حالة الإفلاس، وانعدام قدرتها على خوض الحرب.
وهو ينضم للمراقبين آلاخرين الذين باتوا يتنبهون لقوة المقاومة في إدارة مواجهة تتحدى لعدوانية كيانهم الشرير ويقولون حيث اختاروا نهج حرب الاستنزاف، فيقول ( إنه بسبب حرب “السيوف الحديدية”، المستمرة منذ عام، ولا يبدو أن نهايتها تلوح في الأفق، بتنا نخسر دعم دول العالم.)
ان اصرار قوة المقاومة على الصمود والتحدي ادى الى تحول واضح لنظرة بعض حلفاء الكيان العدواني بانه تجاوزت الخطوط الحمراء وارتكبت جرائم حرب و يتجلى هذا الموقف في فرض العقوبات الاقتصادية، وفرض حظر على شحنات الأسلحة ، ووصمة رهيبة وضعها “المحكمة الجنائية الدولية” في لاهاي، وبالتدريج، يتحوّل الأمر إلى اعتبار هذا الكيان دولة منبوذة لا تستحق أن تكون بين الدول المتحضرة. وطبقاً لبريك، أدت حرب الاستنزاف إلى خلق استقطاب فظيع في المجتمع الاستيطاني في ارض المحتلة ، حيث تستعر الكراهية العمياء بين القطاعات المختلفة، وانعدام الثقة التام بينها، لافتاً لوجود أحاديث عن تمرُّد مدني”. كذلك يجري نشر آلية دعائية مليئة بمعلومات زائفة، أو مضللة، وبالتحريض ونشر أخبار كاذبة ضد الخصوم، وإطلاق تسميات قاسية من طرف تجاه الطرف آلاخر، عبر ماكينة التشويه هذه التي يُطلق عليها،صهيونيا ، اسم “ماكينة نفث السم” من جهة نتنياهو وأبواقه. معتبراً أن “هذه الشروخ آخذة في الاتساع في صفوف المجتمع المحتل إلى حدّ خطِر لا عودة عنه؛ وهذه الحالة وحدها قد تؤدي إلى انهياركيانهم .
جرس الانذار
ويرى بريك أنه بسبب حرب الاستنزاف المستمرة هذه، تقف مؤسسة التربية والتعليم الآن على ساق هزيلة، وباتت على شفا الانهيار، وإلى جانبها هناك العديد من المؤسسات الأُخرى التي بات مصيرها مماثلاً
على خلفية رؤيته هذه، يرى بريك أنه يجب أن يُقرع جرس الإنذار لدى كلٍّ منا، وعلى كل عاقل أن يفهم أنه إذا ما استمرت حرب الاستنزاف، وواصلت نحو عامها الثاني، فإن كياننا على وشك الانهيار قريباً.
ويمضي في تحذيره الصريح: “مَن لديه إلمام بوضعنا الحالي في حرب الاستنزاف، يدرك أن أهداف الحكومة، المتمثلة في “القضاء التام على حماس”، و”إخضاع حزب الله”، و”تركيع إيران وقطع صلاتها بأذرعها”، ليست أهدافاً واقعية، بل ليست سوى رؤيا قدرية غيبية لبضعة أشخاص يعيشون في جنة الحمقى”. ويرى أن هذه الأهداف التي وضعتها الحكومة، بناءً على توجيهات رئيس الوزراء العدواني نتنياهوالذي ترفض أيّ عملية للتوصل إلى اتفاق سياسي
لتحقيق أهدافها غير الواقعية. ونظراً إلى أن هذه الأهداف غير قابلة للتحقيق، فإن سياسة الحكومة ستؤدي، بالضرورة، إلى استمرار حرب الاستنزاف حتى تدمير الدولة.
في نظرته لمستقبل كيانهم والمنطقة، يخلص بريك للقول: (هناك كثيرون من الجهَلة في حكم الكيان الصهيوني لا يفهمون الأمور، ولا يرون أمامهم الصورة الحقيقية للواقع، وذلك إمّا بسبب الجهل، وإمّا نتيجة تبنّي أوهام، أو رغبات لا تتماشى مع الواقع. هذه الحكومة الفاشلة وهؤلاء الجهَلة الذين يتبعونها، كأنهم “قطيع من الحمقى”، سيواصلون قيادة دولتنا نحو خطر يهدد وجودها
---------------------------------------------------------
• مقال مترجم من اللغة الكردية.