منبر حر ورمز عراقي
زهير كاظم عبود
واكبت جريدة ( الزمان ) منذ بداية خطواتها الأولى٬ وفتحت لنا صفحاتها في الزمن الصعب٬ وكانت نافذة جريئة مكنت المعارض العراقي لسلطة الدكتاتور أن يطل بكتاباته من خلال صفحاتها٬ لم يسألنا رئيس التحرير عن قومياتنا٬ ولا عن مذاهبنا وأدياننا٬ ولاعن توجهاتنا السياسية٬ ما يقيدنا في الكتابة فقط الالتزام الأخلاقي والشرف العراقي في قيمة الكلمة٬ وتشكل لـ(الزمان) صفا طويلا من أصحاب الكلمة الحرة والمدافعة عن الحقيقة تعاضدوا معها وساندوها وشكلوا لها فيلقا عراقيا تحسب له سلطة الدكتاتور حسابا٬ وتفردت جريدة (الزمان) بهذه الخصوصية حتى صدرت بعد ذلك عدد من صحف المعارضة التي ساهمت معها في المسار٬ وبالإضافة لتلك الفسحة من الحرية التي وجدناها في صفحات الرأي٬ تلقينا الدعم المادي والمعنوي في تلك الظروف الصعبة التي مر بها العراقي في الأردن.
صحفي مخضرم
وبعد نهاية الدكتاتورية بقيت (الزمان) متمسكة بمنهجها الذي خطه السيد سعد البزاز٬ وتوسع عدد القراء وتنوعت الموضوعات٬ وتمددت الانيقة لتصبح طبعتين٬ الأولى الطبعة الدولية من لندن والتي حرص على تحريرها السيد فاتح عبدالسلام البزاز٬ والثانية الطبعة العراقية من بغداد والتي يشرف عليها الصحفي المخضرم والاديب الشهم أحمد عبد المجيد٬ وكلتاهما تؤكدان على الالتزام والتنوع والثبات على الموضوع الجاد والموضوع المفيد والخبر الدقيق. عديدة هي الأسماء التي نقشت حروفها في صفحات (الزمان) منذ بدء صدورها بتاريخ 10 نيسان 1997 ٬ كانت طيلة فترة صدورها عونا للباحثين والمتابعين للأدب والفنون٬ واضحت منبرا حرا اتسم بالاستقلالية٬ والدفاع عن حقوق الانسان٬ وبقيت كتابات عدد كبير من المفكرين والادباء والفنانين والشخصيات العراقية محفوظا ضمن أرشيف جريدة (الزمان) وهي تعبر بخطى ثابتة عددها الذي يحمل الرقم 8000 ٬ لتبقى منبرا عراقيا اصيلا وتستمر مع ثباتها على منهجها.