قراءة في رواية سبعة أيام في دار سيد لعدنان النجم
واقع المواطن في ظل نظام حكم الشيخ وحكم الديكتاتور
حميد الحريزي
باسلوب سردي رائع ومفردة محملة بشعرية جذابة ، يحكي لنا الاديب عدنان النجم في روايته بعنوان ( سبعة ايام في بيت سيدة ) من اصدارات دار السرد نموذج من نماذج واقع المواطن العراق تحت ظل الحكم الديكتاتوري المتسلط وحكم شيخ وتقاليد القرية والعشيرة ....
شاب من اصول قروية من ريف الناصرية يدرس في معهد المعلمين في العمارة ، اعتاد على قيم النزاهة والحيدية وعدم التدخل بالسياسة ولا بشؤوو ن الاخرين (يروح بدربه ويرد بدربه )، تقده الصدفة للتعرف على ارملة ضابط عراقي ، وشقيقة معرض للسلطة حكم بالاعدام ، فكانت فريسة تتكالب على اصطيادها زبانية السلطة من الامن والحزب وكذلك طمع بقية الباحثين عن المتعة واللذة .
الشاب يبحث عن سكن فتؤيه الارملة ، تتناهبه مختلف الاحساسات ، سكن مريح وامراة جميلة وجذابة مما يمكن ان يعيش فردوس لايحلم به ...
الشاب يعيش احلامه ولكنهاخذ يستشعر بالتفاف شبكة امخاوف حوله كون اممثنى معرضة للمراقبة السلطة ، وتردد عناصرها الى دارها ، يعيش حالة من الحيرة وصعوبة اتخاذ القرار بين البقاء في دار الارملة المطاردة من السلطة او العودة الى الفندق مع زملائه ، بين حب الارملة وحب زميلته نادرد النادرة حقا بنت مدير الامن في المحافظة ...
الارملة تخطط للهرب من براثن السلطة والطالب يفكر في الخلاص ،
الارملة تنفذ مخططها مع مرتضى وسيطها مع اهلها الذين يعيشون في السويد كلاجئيين ومطلوبينمن قبل السلطة ، الطالب يلقى القبض علية من قل الحزبي جاسم بعد ان وصلته اخبارية من صاحبة دكانالبقالة الكلفة بمراقبتها ، الارملة تتمكن من الفرار والطالب يقع بقبضة السلطة ويتعرض للضرب والاهانة ، مدير الامن تصله اخبار الطالب من خلال ابنته التي كانت مياله للطالب ...في الوقت لذي يقدم لنا الروائي هذه الصورة من الهيمنة البوليسية على حياة الناس ، يلقي الضوء على حالة التفسخ والانحلال داخل بيوت رموز السلطة فمدير الامن يعشق خادمته ام عباس ، وزوجته تخونه مع احد ضباط الامن ، الوحيدة البيضاء هي ابنتهم نادرة التي تعيش هذه المأساة داخل العائلة ، فتقرر في نهاية الامر الانتحار بطلق ناري يصيب رأسها ، تلفق عملية هجوم لمخربين اعداء السلطة والحزب لتغطية فضيحة انتحار نادرة ابنت مدير الامن بدوعوى مقتلها من قبل المهاجمين.
اطلاق سراح
مدير الامن يستضيف الطالب في داره ويؤمن اطلاق سراحه ، فيقرر ترك كل شيء ويعود الى الناصرية ، وبعد 15 عام يزور العمارة في ظل النظام الجديد فيللاحظ رخاء عائلة اممثنى حيث تبنى دار فارهة باشراف ولدها المهندس مثنى ، في حين باقية في بلاد المهجر لاصابتها بالسكر ، وموت مرتضى غرقا عند هروبهم
لوحةوماساوية لحياة شعب يعيش االرعب والخوف والحرمان والقهر السلطوي والاجتماعي
حيث يعرض لنا الروائي من خلال السرد حالة الحرمان العاطفي والحب المحرم في القرية التي تعيشها النساء من الارامل ضحايايا الحروب تحت هيمنة التقاليد العشائرية واحكام الشيوخ القاسية .