الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
ذاكرةٌ‭ ‬أثقلت‭ ‬كاهل‭ ‬شاعر

بواسطة azzaman

ذاكرةٌ‭ ‬أثقلت‭ ‬كاهل‭ ‬شاعر

بدل رفو

 

من‭ ‬بطونِ‭ ‬تراب‭ ‬الغربة‭ ..‬

صقيعٌ‭ ‬ولهيبٌ‭ ‬،‭ ‬رحيقٌ‭ ‬وجحيمٌ‭ ‬

وبواباتُ‭ ‬عبور‭ ..‬

فيضُ‭ ‬خيالاتٍ‭..‬

إحتفاءُ‭ ‬عشقٍ‭ ‬صوبَ‭ ‬المجهول،

تغمرهُ‭ ‬بساتينٌ‭ ‬من‭ ‬سحر‭ ‬الروح،

مدنٌ‭ ‬عتيقةُ‭ ‬في‭ (‬توسكانا‭)*.. ‬

اغانيَ‭ ‬عشقٍ‭ ‬في‭ ‬باريس،‭ ‬

وعلى‭ ‬ضفاف‭ ‬بحيرات‭ ‬النمسا‭.. ‬

تلاحقك‭ ‬كوابيس‭ ‬بلادك‭ ‬الاولى‭ ‬

والبنادق‭ ‬العمياء‭ ‬تهرع‭ ‬صوبك‭ ..‬

وقتها‭ ..‬تذبل‭ ‬الشمس‭ ‬في‭ ‬عينيك‭ ..‬

تغدو‭ ‬دمعاً‭ ‬في‭ ‬ساعات‭ ‬مبللةٍ

في‭ ‬مواجهة‭ ‬ريح‭ ‬الذكريات‭ !!‬

‭***     ***‬

رحلتك‭ ‬أيها‭ ‬الشاعر‭ ‬صوب‭ ‬قارورة‭ ‬المجهول‭ ..‬

لتتذوق‭ ‬شَهدَ‭ ‬النوافذ‭ ‬المفتوحة‭ ‬،

قصائدُ‭ ‬حرية‭ ‬تتمخض‭ ‬نرجساً‭ ‬

في‭ ‬مروج‭ ‬كوردستان‭.. ‬

أشعاراً‭ ‬واسفاراً‭ ‬،‭ ‬اقماراً‭ ‬وافراحاً

ملائكةً‭..  ‬كلما‭ ‬طالت‭ ‬دروبك‭ ‬وعمر‭ ‬جرحك،

وإذا‭ ‬بالحلم‭ ‬يتثاءب‭ ‬إرهاقاً‭ ‬وعناءً‭ ‬

من‭ ‬تعاويذ‭ ‬الشعراء‭ ‬الانتهازيين‭.. ‬

يُروضون‭ ‬حكايات‭ ‬النضال‭ ‬زيفاً‭ ‬

فلم‭ ‬تعد‭ ‬تهزُ‭ ‬عرش‭ ‬مشاعر‭ ‬الفقراء‭.. ‬

ولا‭ ‬تجد‭ ‬لها‭ ‬درباً‭  ‬لشغاف‭ ‬الروح‭ ..!!‬

‭***     ***‬

أحياناً‭.. ‬في‭ ‬وحدتي‭ ‬أجلس‭ ‬القرفصاء

يُوَلوِلُ‭ ‬الزمنُ‭ ‬شاكياً‭.. ‬

يجيئني‭ ‬ذابلاً‭  ‬وبالحزن‭ ‬شاحباً،

يعانقني‭ ‬كي‭ ‬لا‭ ‬أسقط‭ ‬في‭ ‬كمين‭ ‬الاشتياق

‭ ‬لبلادي‭ ‬الاولى‭ ..‬

كي‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬قدري‭ ‬رصاصةٌ‭ ‬طائشة‭ ‬

كالتي‭ ‬أصابت‭ ‬أبي‭ ‬وأنا‭ ‬في‭ ‬رحم‭ ‬أمي‭.‬

آه‭ ‬يا‭ ‬أمي‭ ..‬آه‭ ‬يا‭ ‬سيدة‭ ‬التراب‭ ‬

يا‭ ‬دمي‭ ‬المتبعثر‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬الدنيا‭ ‬

يا‭ ‬وجعي‭ ‬على‭ ‬أوشام‭ ‬مكابدات‭ ‬البسطاء‭ !!‬

‭***     ***‬

في‭ ‬الهند‭ ..‬

شوقٌ‭ ‬لكوردستان‭ ‬حرث‭ ‬حقول‭ ‬ذاكرتي‭ ..‬

حينها‭ ..‬تمنيت‭ ‬لو‭ ‬صُلِبَت‭ ‬ذاكرتي

‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬النسيان‭ ..‬

وأن‭ ‬لا‭ ‬يبقى‭ ‬منها‭ ‬سوى‭ ‬وجهُ‭ ‬اُمي

‭ ‬وملامحها‭ ‬السمحاء‭.. ‬

لتمتطي‭ ‬جواد‭ ‬أحلامي‭ ‬وحياتي‭ ‬

لترافقني‭ ‬بركاتها‭ ‬للنيل‭ ‬من‭ ‬هزائم‭ ‬تاريخ‭ ‬الغربة‭.. ‬

ومن‭ ‬طعناتٍ‭ ‬وخيباتٍ‭ ‬تلاحقتني‭ ..‬

لأعيش‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬طفولتي‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬أعشها،

وشبابي‭ ‬الذي‭ ‬انتحر‭ ‬في‭ ‬قلب‭ ‬الضجيج‭ ‬

والمعارك‭ ‬والهروب‭ ‬وتكدس‭ ‬الخوف

‭ ‬من‭ ‬المجهول‭ !!‬

‭***     ***‬

في‭ ‬خريف‭ ‬العمر‭ ..‬

لم‭ ‬اعد‭ ‬أكترث‭ ‬بالنهايات،‭ ‬

مادامت‭ ‬البدايات‭ ‬كانت‭ ‬سراجاً

‭ ‬اطفأه‭ ‬ريح‭ ‬الغدر،‭ ‬

رغم‭ ‬الاوجاع‭ ‬كانت‭ ‬الموصل‭ ‬

الغيمة‭ ‬البيضاء‭ ..‬

منارة‭ ‬إمتزجت‭ ‬بخيالات‭ ‬الفقراء‭ ..‬

وتبغ‭ ‬جدتي‭ ‬يحتفي‭ ‬به‭ ‬حي‭ (‬المشاهدة‭)**‬

حكاياتها‭ ‬رحيقٌ‭ ‬لتاريخ‭ ‬الكورد‭ ‬

والجبل‭ ‬اسطورة‭ ‬نضالٍ‭ ‬للكوردايتي‭ ‬

شعب‭ ..‬لا‭ ‬زال‭ ‬يغني‭ ‬ويكتب‭ ‬قصائد‭ ‬الحرية

رغم‭ ‬اُنوف‭ ‬اللصوص‭ ‬والانتهازيين‭ ‬

في‭ ‬ظل‭ ‬ناطحات‭ ‬السحاب‭ !! ‬

توسكانا‭ ..‬اقليم‭ ‬ساحر‭ ‬في‭ ‬ايطاليا‭ ‬ومشهور‭ ‬بأشجار‭ ‬السرو‭ ‬والمدن‭ ‬العتيقة‭ ‬مثل‭ ‬جيرتالدو‭ ‬وسانيجيمينيانو‭  ‬وفلورنسا‭ ‬وسيينا‭. ‬

محلة‭ ‬المشاهدة‭ ..‬من‭ ‬أحياء‭ ‬مدينة‭ ‬الموصل‭ ‬العراقية‭ ‬القديمة‭ ‬والتي‭ ‬عاش‭ ‬فيها‭ ‬الشاعر‭ ‬طفولته‭ ‬وشبابه‭.‬


مشاهدات 65
الكاتب بدل رفو
أضيف 2024/09/14 - 12:48 AM
آخر تحديث 2024/09/14 - 1:45 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 281 الشهر 5545 الكلي 9994167
الوقت الآن
السبت 2024/9/14 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير