فاتح عبد السلام
نرى خلافات في مجلس محافظة كذا، ثم عرض مبادرات لحلها. ونلتفت الى اليمين او اليسار فنرى خلافات أخرى وربما مقاطعات في مجلسي محافظتين هنا او ثلاث مجالس هناك. وجميع الخلافات لا علاقة لها بهموم الملايين واحوالهم المعيشية وعالم الفساد والابتزاز المطبق على رقابهم أينما ولّوا وجوههم، كما ليس للخلافات علاقة بتحسين قطاع التربية والمدارس التي لا تصلح مطلقا لدوام الأطفال من دون شروط صحية مستحقة. والخلافات لا ترتبط برؤى لتوسيع مداخيل الاقتصاد من اجل إطلاق مشاريع تنموية تعود بالنفع على جيل كامل. ولا صلة للخلافات بين أعضاء مجالس المحافظات بتدهور قطاع الصحة وتدهور وضع المستشفيات الحكومية وسيادة هيمنة القطاع الطبي الخاص الذي تتحكم فيه استثمارات سياسيين ونواب، وربّما نائبات تحديداً، فضلا عن وزراء.
الخلافات محصورة في مجال الحصص من عمولات الاستثمارات للشركات التي بات همها نيل المقاولات الرخيصة ودفع الاتاوات وتقديم أدنى الإنتاج والخدمة والبناء كون المقاولين قد أمنوا الحساب بعد ان دفعوا المقسوم.
أحيانا تحدث خلافات، كما هو حال اية خلافات بين لصوص العصابات في الأفلام السينمائية، وتحدث تصفيات واقصاءات سياسية.
واللافت في بلدنا هو انّ هناك أطرافاً تبدي “حيادية معينة” في دور مرسوم، وسط ضجيج الخلافات والصراعات لكي تقوم تلك الأطراف بدور مكمل للمسلسل عبر لعبة «الوساطات” التي تكون مقبوضة الثمن والعمولة أيضا، لكي تعود المياه الى مجاريها بين القوى التي تحمل “هموم” الشعب العراقي.
هذه هي كل الحكاية، والبقية رتوش تضعها بعض الأحزاب والقوى والمليشيات والشخصيات من اجل التسويق الشرعي والدستوري.
رئيس التحرير-الطبعة الدولية