ذات الأجواء
سامر الياس سعيد
مثلما هو الحال كل اربعة اعوام وما ان تنتهي كل دورة اولمبية حتى نلمس في اعلامنا تصريحات متكررة تعيدنا لذات الاجواء بعد اربعة اعوام لا ندري ما كنا نحسن الفعل خلالها لنصطدم بواقع رياضتنا والتردي الذي اصابها ليحتل رياضينا وسط علامات السخرية والاستهزاء من حجاب مواقع التواصل المراكز الاخيرة في مختلف المسابقات التي شاركوا بها لنقلب معهم واقع رياضتنا ومقارنتها بالدول الاخرى التي بات رياضيوها يرتقون منصات التتويج مع الاخذ بنظر لاعتبار عدم امتلاك مثل تلك الدول الامكانيات والمقدرات التي تمكن رياضييها من الاستئثار بميدالية اولمبية بقي رياضيونا عاجزين عن نيلها فيما بقيت نفس الاسطوانة تتكرر على السنة المسؤولين في قطاع الرياضة من ان الرياضات الفردية لاتحتل الاهتمام المطلوب من الحكومة مقارنة بفريق كرة القدم الى جانب غياب القاعات التي تمكن رياضيي الرياضات الفردية من الاستعداد والاعداد الامثل للمشاركة بهكذا محفل ينتظره الجميع فيما نحن ننتظر انتهائه لتصفية الحسابات والقاء التهم هنا وهناك بعيدا عن تردي واقع الرياضة المؤسف وعجز رياضيينا مجاراة اقرانهم .
في مستهل اي بطولة اولمبية تجد تصريحات الرياضيين عامرة بالتفاؤل وتجهز النفس لاستقبال خبر احراز العراق لميدالية اولمبية لكن ما ان تنطلق الدورة الاولمبية حتى تصطدم بالمعطيات فتجد اول رياضي وقد خرج من مسابقته دون التمكن من المنافسة بسبب حاجز المنشطات فيما تمنح النفس بعض الامال باجتياز الرياضيين الاخرين لمسابقاتهم فحينها تصطدم بالنتائج الكارثية التي تجعلك تتيقن من ان الرياضة العراقية لاتعيش ازهى ايامها بسبب فارق الامكانيات وعجز الرياضيين العراقيين من المنافسة بسبب غياب فترة الاعداد المناسبة ويعيدني مشهد الملاكمة الجزائرية ايمان خليف الى حجم الضغوطات التي نالت من الرياضية المذكورة خلال منافسات المسابقة لاسيما الجدال المتصاعد بالطعن بانوثتها بعد نزالها مع منافستها الملاكمة الايطالية لتتجدد الحرب الهائلة التي قادها اتحاد الملاكمة الدولي حتى تجاوزت خليف كل تلك المحاولات بثنيها عن مسعاها في المنافسة على النزال النهائي لوزن دون الوسط وحتما سيكون النزال من نصيبها بعد سلسلة من الجدالات والحروب النفسية التي عانت منها تلك الرياضية وحتى لو واجه ريضي عراقي مثل تلك المؤشرات فكيف سيكون رد فعله وهل الضغوطات من شانها ان ترفع سقف الطموحات لدى الرياضي ليتجاوزها من اجل تحقيق حلمه . لقد مثلت دورة اولمبياد باريس الكثير من المتغيرات الرياضية بشان استقبالها لجدالات المتحولين والاثارة التي عنيت بتلك المنافسات في فارق القوى التي تجمع بين الرياضيين اضافة لتأشيرها الى طموحات المجنسين وهم يعودون لمنتخبات منحتهم الجنسية بالفائدة بان يكونوا على قدر المسؤولية التي انيطت لهم ليثمروا عن فترة اعداد مثالية منحت لهم ليكونوا اهلين في الارتقاء على منصات التتويج مثلما هو الحال مع بعض رياضيي قطر والبحرين ممن تمكنوا من توظيف حصولهم على جنسيات البلدين الخليجيين في ان يسهموا بادخال تلك الدول لقائمة ترتيب الدول الحاصلة على الميداليات الاولمبية الا ان الفارق الوحيد هو بقاء الرياضيين العراقيين عاجزين تماما من ان يسهموا بإضافة ميدالية اولمبية ثانية لرصيد البلد بعد ميدالية يتيمة حققها الرباع عبد الواحد عزيز قبل نحو خمس عقود ولم تحسن اجيال الرياضة العراقية المتعاقبة من ان تعيد مثل ذلك الانجاز الى الواقع بعد ان اضحى تاريخا حتى باتت قاعاتنا وملاعبنا عاجزة عن تأهيل رياضي قادر بحق وحقيقة من ان يسهم بالمجد الاولمبي ويمنحنا الميدالية الثانية التي باتت حلم صعب المنال بعد نهاية كل اولمبياد .