الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
الرواية حكاية والقصيدة وطن

بواسطة azzaman

الرواية حكاية والقصيدة وطن

عبدالواحد محمد

 

بين الرواية العربية والقصيدة  النثرية    لمحات من  زمن  مضي  وحاضر  ومستقبل فيهما  السرد  العربي  يضعنا في امتحان طاريء  احيانا بدون مقدمات  عندما يتحول الروائي إلي  شاعر   والشاعر إلي روائي لكنها  يقينا  فلسفة الأدب  والأدباء في محطات العمر    ومضات  العمر 

لا ريب   الحياة   تكتب   محطات  ثقافية ممتدة بلا حدود مع الآخر !

وهبط  علي خاطري  فجأة  وبدون مقدمات  مسبقة  لو دعيت إلي أمسية شعرية  طارئة  ماهي المعايير التي اتبعها  بكل  رهبة اللحظة والظرف القدري

بصفتي روائي  عربي  كاتب  تلك السطور المتواضعة  فلو  اخترت قصيدة  لشاعر ما  كي  القيها  في مناسبة  ما  وخاصة لو كانت وطنية  او رومانسية  الخ

  وهي  لابد حتما  ان  اضع  في الحسبان  قوة النص من حيث التأثير علي الحضور وطبقات  ودرجات  الصوت التي سوف القي بها القصيدة  نيابه عن شاعر ما  لم يأتي فجأة  او شاعر  راحل كبير

 ومدي الظروف  عامة  والتاريخ  الزمني التي منحت الشاعر  صاحب القصيدة   تلك الحالة التي سوف  نقلها للقاريء  في حينه سواء كان ذلك  في فعالية ثقافية او كتاب او عبر الأثير والتلفزة   او زوم   علي سبيل المثال الخ  .

مؤكد لدي العديد من التساؤلات الداخلية كروائي عربي   حول القصيدة قبل القاءها   وسط محفل ثقافي عربي  ويقينا  سوف  يدور في ذهني دوما  بعض من شعراء القصيدة العربية العميقة  مثل محمود درويش  في رائعته خبز امي   ونزار قباني في قالت لي السمراء و شيخ القصيدة   الجواهري  والمبدع   كريم العراقي   لكونهما   من وجهة نظر خاصة   هما الرواية العربية بمشاعر القصيدة   بل بكل  مشاعر  وطن

المدهش والمثير من  حيث تعديل النص الشعري  احيانا  بدون  إذن مكتوب من الشاعر  الموجود علي قيد الحياة   حكاية اخري 

شكل القصيدة

     مؤكد  للتساؤل  حالة  موقف  والحالة   التي سوف القي فيها القصيدة  ممكن تبديل كلمة   او اضافة بعض الكلمات التي تناسب  شكل  القصيدة حتي لا يكون ذلك اعتداء  علي قصيدة الشاعر الكبير   مع الاعتذار لو لزم الاعتذار لخطا غير مقصود وهذا وارد  وايضا الخطأ.  لان شاعر القصيدة  الأصلي

 هو  يقينا ادري بالنص  لكنها بالطبع الظروف   وثقافة  من يلقي قصيدة  نثرية  لغيره من شعراء العربية  الكبار في ظرف استثنائي  وملح  وغير وارد في ذهنه من قبل لكنها الظروف القدرية ظروف الرواية العربية  

واتذكر أنني استدعيت بالفعل لإلقاء  قصيدة لشاعر العراق الكبير  عبدالواحد  عبدالرازق  في ندوة للجنة العربية في نقابة الكتاب المصرية منذ عام تقريبا  بصفتي روائي و نائب رئيس اللجنة العربية  والقيتها في حضور عراقي   عربي وكانت القصيدة هي

 

كبير على بغداد أنّي أعافُها

وأني على أمني لديها أخافُها

كبيرٌ عليها  بعدما شابَ مفرقي

وجفَّتْ عروقُ القلبِ حتى شغافُها

تَتبَّعثُ للسَّبعين شطآنَ نهرِها

وأمواجَهُ في الليلِ كيف ارتجافُها

وآخَيتُ فيها النَّخلَ طَلعاً، فَمُبسِراً

إلى التمر  والأعذاقُ زاهٍ قطافُها

تَتبَّعتُ أولادي وهم يملأونها

صغاراً إلى أن شَيَّبتهُم ضفافُها!

تتبَّعتُ أوجاعي، ومسرى قصائدي

وأيامَ يُغني كلَّ نفسٍ كفافُها

وأيامَ أهلي يملأُ الغيثُ دارهَم

حياءً  ويُرويهم حياءً جفافُها!

فلم أرَ في بغداد، مهما تلبَّدتْ

مَواجعُها، عيناً يهونُ انذرافُها

ولم أرَ فيها فضلَ نفسٍ، وإن ذوَتْ

ينازعُها في الضائقات انحرافُها

وكنّا إذا أخَنَتْ على الناس غُمّةٌُ

نقولُ بعون الله يأتي انكشافُها

ونغفو، وتغفو دورُنا مطمئنّةً

وسائُدها طُهرٌ، وطهرٌ لحافُها

فماذا جرى للأرض حتى تبدَّلتْ

بحيث استوَتْ وديانُها وشِعافُها

وماذا جرى للأرض حتى تلوَّثت

إلى حدّ في الأرحام ضجَّتْ نِطافُها

وماذا جرى للأرض.. كانت عزيزةً

فهانتْ غَواليها، ودانت طِرافُها

سلامٌ على بغداد.. شاخَتْ من الأسى

شناشيلُها.. أبلامُها.. وقِفافُها

وشاخت شواطيها  وشاخت قبابُها

وشاخت لفرط الهمِّ حتى سُلافُها

فلا اكتُنِفَتْ بالخمر شطآنُ نهرِها

ولا عاد في وسعِ النَّدامى اكتنافُها!

سلامٌ على بغداد.. لستُ بعاتبٍ

عليها  وأنَّى لي وروحي غلافُها

فلو نسمةٌ طافتْ عليها بغيرِ ما

تُراحُ بها أدمى فؤادي طوافُها

وها أنا في السَّبعين أُزمِعُ عَوفَها

كبيرٌ على بغداد أنّي أعافُها!

 

ويقينا  لم القي القصيدة كصاحبها  المبدع  الكبير  ذو الموهبة الفذة  مع الاعتذار مهما كانت مجاملة الحضور الكريم لروائي وضعته الظروف في موقف لا يحسد عليه

وبالطبع لابد أن يكون  لدي  الروائي  غير   الشاعر  استعداد مسبق  بالندوة او الأمسية  او  المهرجانات الشعرية ذات الطابع الثفافي لأن  الشعر والقصيدة حضور مباشر من الشاعر   وعلاقة مع جمهور الشعر العربي  مباشرة بعكس الروائي  والرواية تقرأ في كتاب عبر وسائط الإنترنت  أو الورق   الخ

لاريب في  الغالب  اعتمد  كروائي علي  تدوين مسبق  لما سوف اقدم عليه  من  قص الحكاية  طرح الحكاية  اه طرح  القصيدة 

  لكن  حالة الروائي  الذي يحفظ    القصيدة   بوعي

وبدون أن   يقرأ من ورق  لكون  العفوية اقرب للاديب للوصول إلي الجمهور  جمهور الشعر العربي  من خلال تدوين القصيدة في ذهنه وليس الورق او الهاتف أو اي وسيلة اخري غير الذاكرة  اعتقد امتع   مهما  كانت بعض الأخطاء الواردة  حتمية  لانه من المعروف أن  الشعراء افضل وأعمق في إلقاء القصائد اكثر من الروائيين  وغيرهما من المثقفين

محطة ثقافية

لتبقي الرواية والقصيدة  محطة من محطات ثقافتنا العربية التي لا تعرف   زمن وتاريخ

هما كل زمن وتاريخ الرواية والقصيدة في عناق وطن

وشكر لصاحبة تلك  الرؤية الشاعرة الاردنية جمانة الطراونة ومجلة القوافي الإماراتية التي  كانت  المتصفح  لفلسفة  تلك الحالة بين القصيدة والرواية العربية   وكل الامنيات الطيبة   دوما للقصيدة العربية من المحيط إلي الخليج   والرواية  العربية هي الأخري  دائما هي   سرد بناء ووئام وسلام ووطن .


مشاهدات 368
الكاتب عبدالواحد محمد
أضيف 2024/07/27 - 12:47 AM
آخر تحديث 2024/12/20 - 9:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 150 الشهر 9332 الكلي 10065427
الوقت الآن
الأحد 2024/12/22 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير