الأمير محمد بن سلمان والحداثة في السياسة

عبد الكاظم محمد حسون

الأمير  محمد ابن سلمان شاب من مواليد 1985 وهو في هذا العمر اليافع تقلد مهام الحكم بعد ابيه  سلمان ابن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية ، حيث الأمير محمد هو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء إضافة إلى كونه يترأس مجلس الشؤون السياسية والامنية ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وحال استلامه لمقاليد الحكم بعد تنصيب والده ملك للمملكة بعد  رحيل ملكها السادس الشيخ عبد الله بن عبد العزيز   اتخذ خط سياسي واقتصادي مختلف وواضح يختلف جذريا عن حكومات الملوك  السابقين ، فعلى الصعيد السياسة الخارجة نفتحت المملكة على القوى العالمية الاقتصادية والعسكرية الكبرى على اكثر من محور بعد التحرر من الاهيمنة الأمريكية والغربية بشكل نسبي  بالتوجه نحو الصين وبناء علاقات تنموية واقتصادية معها وتمت زيارات متبادل على صعيد القيادات العليا للبلدين  وكذلك نحو موسكو من خلال زيارات على صعيد القيادات من الخط الأول ايضا ،  بمعنى ان الرياض تتجه نحو تعدد المحاور في العالم بعيد عن المحور الغربي الامريكي  المهيمن .. مما جعل الولايات الأمريكية تشعر بهذه السياسة وتبدو تخوف نحو اتجاه السعودية للمحاور المنافس  للولايات المتحدة وهي روسيا والصيني،  حيث هذه السياسة الغربية الغير متزنه قد دفعت السعودية بعيدا عنها بالاتجاه الاخر مما جعلها اي امريكا والغرب تفتح أفق التعاون مجدد مع المملكه من خلال السماع إلى رأي المملكة السعودية بما يتعلق بالقضايا العربية وخاصة مسألة المشكلة الفلسطينة وغزة ومن خلال سماع لشروط الخاصة بالتطبيع مع إسرائيل وتزويد المملكة بسلاح نوعي متطور بعد ان قامت الولايات المتحدة.

سياسة خارجية

بسحب منظومة باتريوت منها كذلك هذا  جعل الغرب وامريكا تعير اهتمام لسياسة المملكة العربية السعودية الجديدة  و عدم رضوخ المملكة لطلبات   رفع حصتها من تصدير النفط  ضمن حصتها المحددة في منظمة أوبك   . كما أن السياسة السعودية الخارجية بوجود الشيخ محمد تطورت كثيرا اتجاه جيرانها التي لها علاقات غير اعتيادية يسودها الشد والاضطراب وعدم الاستقرار  بعض الأحيان كأيران من  خلال الانفتاح على علاقات جديدة مع إيران على اساس الاحترام والمصالح المشتركة وانتهاج سياسة جديدة معتدلة إزاء اليمن وتطوير العلاقات مع جارتها العراق والحد من نشاط المنظمات الإسلامية المتطرفة وتجفيف مصادر نشاطها والحد من دعوات رجال الدين ذات الاتجاه المتطرف خاصة في مكة حيث تجد الخطاب المعتدل بعيد  عن الكراهية والميل نحو الإسلام المعتدل ..مما كسب المملكة ثقل عالمي وسمعة طيبة في المحافل الدولية ، اما  على الصعيد الداخلي فأحدث الشيخ ابن سلمان طفرة في النمو الاقتصادي ومحاربة الفساد وتحديد نشاط الشخصيات خاصة القريبة من العائلة الحاكمة  والتي تستغل اسم العائلة للثراء حيث تم تجريد الكثير منهم من الأموال الكبير التي يُشك في مصدرها وتوظيفها إلى مصلحة الشعب السعودي  ، كما أن السياسة الداخلية ركزت على مشاريع البنى التحتية ومشاريع الطاقة والبناء والنقل الجوي..والانفتاح الثقافي والرياضي من خلال تنشيط الفعاليات الثقافية وتنشيط الجانب السياحي مع احترام ثقافات السياح واحترام رغباتهم وفتح مهرجانات الغناء والأدب حيث اصبحت الرياض  قبلة لاصحاب الاهتمامات الفنية والأدبية والرياضية على الصعيد العربي والعالمي وتغير هوية الإعلام واعطاه مساحة اوسع ، فلا غرابة ان تصبح المملكة مركز سياحي وقد خططت المملكة لانشاء بنية تحية لاستقطاب ملايين السواح للسنوات القليلة القادمة اغلبهم من جنسيات اجنبية غربية  . كما أن المملكة اهتمت بالأماكن المقدسة والتاربخية والانفتاح على الطوائف الاخرى في المملكة ومنحهم بعض الحريات الخاصة ..ان تطور المملكة تحت قيادة الشيخ محمد سوف يمنحها فرص كبيرة في التطور ويعزز مكانتها العربية والعالمية ويساهم في ازدهار الشعب السعودي وزيادة الدخل القومي باعتبارها بلد عرب واسلامي له ثقله على كافة الاصعدة . كما لا ننسى تنصل المملكة عن دعم حركات الإسلام السياسي المتطرف بعد أن اثبتت فشلها في تحقيق حلم الناس في تحقيق حياة رغيدة وتعالج مشاكل المواطن العربي بتحقيق حلمه بحياة كريمة خاصة أن بعض تلك الحركات دخلت ضمن دائرة الإرهاب وسببت الكثير من القتل والتدمير لشعوبها وحكوماتها  وليس عندها حلول واضحة لمشاكل الشعوب العربية والاسلامية .ان السعودية أعادت شبابها وديناميكيتها بما يتناسب مع تطور العصر والانفتاح بشكل إيجابي مما يعزز موقف المملكة ويكسبها كثير من الاحترام خاصة من قبل الدول الكبرى في العالم .