الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
القرصة وما ادراك ما القرصة..؟

بواسطة azzaman

لمن تقرع الاجراس

القرصة وما ادراك ما القرصة..؟

هاشم حسن التميمي

 

يتعلم الانسان الحكمة من مراقبة حياة الطبيعة وعالم النبات  والحيوان وسيجد من الدروس التي سبقت دراسات علماء النفس والاجتماع ومنها نظام( القرصة) الذي يعرفه خبراء الزراعة وحتى الفلاح البسيط..

 وبتجربتي   المستمدة من مراقبة البيعة ومعايشة في حديقتي المتواضعة كنت اتامل نمو الاشجار والازهار ووجدت  تشابها  كبير ا  مع الحياة الاجتماعية للبشر لايتسع المقال لسردها وسنتوقف عند القرصة….فعند موسم الربيع تنمو الاشجار والازهار بسرعة وينتظر الفلاح   موسم التزهير تمهيدا للثمار والغريب ظهور  اغصان سريعة النمو وداكنة الخضرة توحي بانها ستكون الاكثر ثمرا من بقية اغصان الشجرة وقد يفرح الجاهل بهذا النمو غير المتوازن وبهذه السرعة غير الطبيعية فيصل ارتفاع هذه الاغصان لامتار تجلب الانتباه بنموها ولونها وتخدع صاحبها….وفي نهاية الموسم نكتشف ان هذا النمو كاذب ومخادع ادى لفقدان الشجرة لكل ثمارها بسبب هذا النمو  الوهمي الذي حرم كل الاغصان المثمرة من  الغذاء والماء وضوء الشمس. واستحوذ على عناصر الحياة لنفسه فقط.

 وهنا سالت صاحبي خبير الزراعة والفلاح المتخصص في سايكلوجية النمو عن الحل وقال   كان لابد  لمن يرعى الاشجار ان يفهم ان هذا النمو المتسارع ضار يحرم الشجرة من الثمر وقد يتسبب بموتها ولهذا اعتاد اصحاب الشان باعتماد نظام يسمونه ( القرصة) ويبدأ من اللحظة الاولى لمحاولة احد الاغصان   التسارع في الصعود للاعلى بمعدلات غريبة  وغير مالوفة وهنا يتم قرص راس الغصن النامي لايقافه لينمو مثل اقرانه ولا يتطاول عليهم ويدمر نظام حياتهم ويحرم الشجرة الام من فرص الحياة وثمرها  وحرمان البشر من فوائد وجودها….قلت له سبحان الله ما اشبه حياة الشجر بحياة البشر. وسالت وماذا نفعل  حين نرى مثل هذه الاغصان وقد ارتفعت. كثيرا وتسلقت  ولم تعط الا الثمار الكاذبة لانها لم تجد من يقرصها في الوقت المناسب وينظم نموها مثل اقرانها… قال صاحبي لايوجد حل لمعالجة هذه السيقان التي نطلق عليها علميا ( السيقان المائية) الا قطعها قبل فوات الاوان لاعادة التوازن للشجرة ومنحها فرصة للنمو الحقيقي المثمر….وماذا  حين  نجد سيقان بشرية تنمو بسرعة وفي غفلة من الزمن وتغطي على كل الاغصان وتوهم الناظرين بانها ستبشر بعطاء استثنائي وتطالب بالبقاء لتصل الى عنان السماء…قال صاحبي كان عليكم ان تطالعوا كتب علي الوردي وتتعرفوا على طبيعة المحتمع العراقي  وكيف تسيطر هذه السيقان المائية الانتهازية  لغياب من يطبق عليها  القانون و( يقرص) هذه الكائنات في الوقت المناسب…  وهذه النماذج من وعاظ واذناب السلاطين فات اوان قرصها ولابد من قطعها قبل موت الشجرة…وهنا المشكلة من يجرأ  ويتطوع لاجتثاث هذه الاغصان الفاسدة  التي تجد من يشجعها ويرعاها… لجهله لطبيعتنا او سعيه لتوظيفها..!؟

 

 


مشاهدات 126
الكاتب هاشم حسن التميمي
أضيف 2024/05/05 - 6:22 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 8:33 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 153 الشهر 7389 الكلي 9345427
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير