الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
نظرة على بطء مجتمعنا  في البناء

بواسطة azzaman

نظرة على بطء مجتمعنا  في البناء

ماهر نصرت

 

.....لقد مرت أكثر دول العالم بمأساة الحروب وما صاحبها من دمار وموت وتهجير طائفي و فوضى احدثها القتال وما خلفه من حطام ..... فأينما دارت الحرب وجدت الدمار كما يقول المثل وتكاد ان تكون تلك الحروب شريعة الحياة وقانونها منذ الأمد البعيد فهو قائم على قاعدة الصراع من اجل البقاء ويبدو أنه لايمكن لأي شعب من الشعوب التي تعيش فوق هذه الارض أن تؤسس دولة وتضع لها الحدود بدون ان تدخل في حرب مع الاخر وتُسفك الدماء وهذا ما أكدته الملائكة عندما قالت إلى الله سبحانه وتعالى في الآية الحكيمة ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فأطلعوا على تاريخ الكثير من الدول قبل نشأتها لتتأكدوا من صحة هذا الادعاء ، ولو نأخذ مثالنا هذا ونتفحص الشعوب التي تحررت هي الأخرى فسنجد أن الثورات والانتفاضات والانقلابات وما صاحبها من سيول للدماء هي العامل الوحيد الذي أوصل تلك الشعوب الى  وقسوة والتأريخ القديم والحديث مليء بقصص هولاء السفاحين القتلة  ، نحن نرى ان الذي جرى علينا من حروب وتهجير لايساوي 30 %  من الأحداث التي جرت على أوربا ايام الحربين العالميتين فقد دمرت مدن بالكامل وتحولت الى حطام وركام وقد رأينا ما حصل في لندن وباريس وروسيا والمقاطعات الألمانية وغيرها من سحق ٍ ودمار فقد طمرت المعارك انجازات اجيال كاملة تحت التراب وهربت شعوب بأكملها نحو ارض المجهول خوفاً من الموت الزاحف مع القوات الالمانية الغازية التي اكتسحت 80% من دول أوربا  بوحشية بأنياب ومخالب تقطر الدماء وعلى الرغم من كل هذا الحطام عادت الحياة بعد انتهاء الحروب الى تلك المدن بزمن قياسي وراحت مجتمعاتها  تصلح ما خربته المعارك  وأخذت تزرع وتصنع وتبني وتتعلم حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه اليوم من مجد ٍ وكبرياء وعظمة في التنظيم الصناعي والحضاري بشكلٍ عام .... الا تستحق تلك الشعوب ان تكون لنا مثالاً في تطوير مدننا وحضارتنا .. لقد سبقتنا الأمم كثيراً وصرنا في مؤخرة قوافلها فلا داعي للتباكي على ماضينا الذي طواه الزمن وولى مدبراً ، أن بناء دولة  متقدمة يتطلب منا ان نهيئ لأنفسنا  عقل  آخر عقل لايتباكى على ذكريات الماضي والحضارة المطمورة فهذا دليل على عجزنا من صنع الجديد حتى رحنا نتفاخر بالماضي العتيق الغير نافع  بل نحتاج اليوم إلى علوم جديدة تخرجنا من وحل تخلفنا وتقاليدنا المتأخرة... نحن في خطر دائم ،  خطر الرضوخ لإقوام أكثر تقدماً ورقياً منا بمئات السنين .. فقد اعتمدت حياتنا على صناعاتهم بالكامل ، حتى قدح الماء رحنا نستورده منهم بلا تفكير ولمجرد اشباع احتياجاتنا ورغباتنا .... ستستدير القاذفات  الابرية لأقمارهم  الصناعية  نحو بلداننا في يوم قريب قادم  وسيدمرون ما طاب لهم من الأهداف والمواقع برشقات أشعة الليزر من أعالي الفضاء ونحن نتوسل بهم ان يكفوا عنا سلاحهم الفتاك هذا ونرضخ صاغرين  لمطالبهم التي ستجردنا من ديننا وارضنا وثرواتنا  ... فهل فات الأوآن أم مازال هناك بصيص أمل لنا بالنجاة على المدى القادم  ؟ .

 


مشاهدات 229
الكاتب ماهر نصرت
أضيف 2024/04/19 - 4:31 PM
آخر تحديث 2024/05/19 - 4:04 PM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 320 الشهر 7556 الكلي 9345594
الوقت الآن
الأحد 2024/5/19 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير