الزمان - طبعة العراق - عربية يومية دولية مستقلة
www.Azzaman-Iraq.com
مسجد جولي يوزّع الطعام بين الفقراء منذ تأسيسه في أربيل

بواسطة azzaman

غرباء من الحرب العالمية الأولى عاشوا في الجامع حتى وفاتهم

مسجد جولي يوزّع الطعام بين الفقراء منذ تأسيسه في أربيل

 

أربيل - أمجاد ناصر

منذ تأسيسه عام 1301هـ / 1883م ، قبل اكثر من 140 عاما وما زال جامع  الشيخ جولي في محلة تعجيل مركز مدينة أربيل , يقدم وجبات الافطار في شهر رمضان والفطور في ايام العيد ولم ينقطع عن تقديم الغداء في باقي ايام السنة للمحتاجين والعائلات المتعففة والمارة و المسافرين ورواده وكل من يقصد الجامع من النازحين واللاجئين .

وقال الشيخ عماد الدين فائز عبدالله , أمام وخطيب الجامع لـ جريدة الزمان :  جامع الشيخ محمد جولي (شيخ النقشبندي ) واحد من اقدم الجوامع التراثية في مركز مدينة أربيل الذي اخذ الطريقة من الشيخ عثمان الطويلي و الذي بدوره اخذها من ( مولانا خالد ) وجاء الى اربيل لتأسيس الجامع عام 1301هـ / 1883م ، للعبادة و نشر طريقة التصوف الاسلامي وخدمة المسلمـــين من الفقراء , من خلال النشاطات الخيرية ومنها تقديم طعام الفطور لصائمين في شهر رمضان والفــــــــــــطور الـــــــــصباحي في العيدين والمولد النبوي الشريف مع قراءة المنقبة النـــــــــبوية الشريفة وتــــوزيع الغداء يوميا في بقية الايام ما عدا يوم الجمعة , ويشمل الــــــــتوزيع كل من يقصد الجامع بدون استثناء للقومية والدين والمذهب لاننا نتعامل مع الانسانية بدون تفرقة , فضلا الى توزيع اللحوم في عيد الاضحى و بقيـــة الايام حسب ما يجود به المتبرعين من اهل الخير او توزيع الاموال كصدقة , وكان سابقا نقيم مجالس العزاء في الجامع لتوفر ووسائل التدفئة والتبريد وبعد توسع المدينة و الازدحامات امام وجانب الــجامع الغيت هذه المجالس .

اكمال اشراف

مضيفا : بعد تأسيس الجامع بـ 8 سنوات توفى الشيخ محمد جولي و دفن بغرفة بالجامع و مستقل عن الحرمين , وكان لدية ابن واحد وتوفى وليس له ابناء فقام المتولين للجامع بأكمال الاشراف على الجامع حتى قبل 20 سنة اصبح الاشراف من وزارة الاوقاف في الاقليم , ولم ينقطع عمل الخير بعد وفاته بالاعتماد على اوقاف الجامع او من المتبرعين الذين يقدمون الطعام و نقوم بالطهي والتوزيع او من يقدمون المبالغ المالية ونحن نقوم بشراء المواد وطهيها , وفي بداية تأسيسه كان يقدم 3 وجبات الفطور و الغداء والعشاء , ثم اصبح الفطور والعشاء و في زمن الحصار في التسعينات اصبحت وجبة واحدة تقدم بعد صلاة العصر , ويقدم من 150 الى 200 وجبة طعام في الجامع وهناك عائلات تأخذ الطعام بواسطة القدور الى بيوتهم وهذه كانت بكثرة بعد احتلال تنظيم داعش الارهابي للموصل والغربية، واغلب الوجبات هي الرز و المرق مع اللحم او الدجاج فضلا الى الفواكهة الخضروات والشاي , كما هناك متبرعين يأتون بالمشــــــويات من المــــــطاعم ونحن بدورنا نوزعها حيث تمثل هذه العادة نوعاً من التكاتف والترابط بين المسلمين في هذا الشهر الفــــــضيل و بقية الايام .

غرباء من الحرب العالمية الاولى عاشوا في الجامع حتى وفاتهم

مشيرا : كما كان الجامع يعتبر كمـــــأوى للفقراء والــــــــــــغرباء من المسافرين الذين يباتون وينامون فيه و منهم عاشوا في الجامع حتى وفاتهم من الغرباء من خارج العراق و قبورهم موجودة لحد الان  , ومنهم المواطن المغربي محمد العربي , الذي كان قاصد الديار المقدسة في السعودية للحج واندلعت الحرب العالمية الاولى  ونقطعت الطرق فذهبوا الى تركيا ثم جاء الى اربيل , ومنهم جاءوا من ايران , .

بغدادية تتفوق على الطهاة

كما تضيف ام عامر التي تقوم بطهو : منذ 13 عاما اعمل في اعداد و طبخ الطعام في الجامع , وانا من بغداد و بعد احداث داعش انتقلت الى اربيل وسكنت مع ابني في احد الفنادق الشعبية , وعن طريق الصدفة من خلال احد الخيرين قال يوجد جامع يقوم بتوزيع الطعام يوميا وهذه فرصة لاعانتنا ونحن بظروف خاصة , وقمت بالذهاب يوميا لأخذ الطعام ثم طلبوا نساء لمساعدة الطباخات وكنت من ضمنهن وكان العمل بدون اجر فقط استلم الطعام والعمل للأجر و الثواب و بعد ان شاهدوا عملي بالطبخ و تميز طعامي عن الاخريات من الطباخات واغلبهن مهجرات تم تعيني براتب و أصبح دوامي يوميا , و اشعر بسعادة عندما انتهي من اعداد الطعام وتوزيعه على المحتاجين وعندما اشاهد هناك اشد احتياج اذهب الى الشيخ لكي يقدم له الزكاة والصدقة فضلا الى تقديم اكثر من وجبة طعام له و غالبا اتبرع بالوجبة الخاص لي الى النازحين او من اخوانا اللاجئين لانهم احوج بها مني لكوني اعمل براتب وابني كذلك اصبح لديه عمل .كما يؤكد , السيد معتصم ابو ضياء من المشرفين على توزيع الطعام : منذ طفولتي انا و اشقائي ترعرعنا بالجامع واخذنا خدمة الجامع من و الدي وجدي , ونحن سعداء لاننا نقدم خدمة جليلة للفقراء والمـــــحتاجين بتـــوزيع الطعام على الصائمين بشهر رمضان و بقية الايام , وبعد صلاة العيـد نوزع بحدود 500 وجبة بالفطور , فضلا الى اللحوم و القماش و الزكاة من قبل المتبرعين وهذا العمل اتمنى من كل انسان مقتدر يقوم به بتجاه شقيقه بالانســـــــانية ومن اجل تقديم المساعدة للمحــــــتاجين ورفع العبء عن كاهلهم .


مشاهدات 202
أضيف 2024/04/17 - 7:05 PM
آخر تحديث 2024/04/28 - 8:30 AM

تابعنا على
إحصائيات الزوار
اليوم 236 الشهر 11916 الكلي 9137823
الوقت الآن
الثلاثاء 2024/4/30 توقيت بغداد
ابحث في الموقع
تصميم وتطوير