في الوحدة الإنتصار وفي التشرذم الإندحار
حسين الصدر
-1-
يكثر الاستشهاد بقول الشاعر :
تابى العِصِيُّ اذا اجتمعنَ تَكَسُراً
واذا افترقنَ تكسّرتْ آحادا
والجذر التاريخي لهذه الحكمة هو قصة (المهلب بن أبي صفرة ) مع أولاده حين أحس بدنوّ أَجَلِهِ .
جاء في التاريخ انه :
( جمع مَنْ حضر مِنْ وُلْدِه ، ودعا بسهام فَحُزمَتْ ،
فقال :
أترونكم كاسريها مجتمعةً ؟
قالوا :
لا
قال :
أفترونكم كاسريها متفرقةً ؟
قالوا
نعم .
قال :
فهكذا الجماعة «
-2-
وما أحوجنا الى الموقف الوطني الموحد إزاء ما نواجهه من تحديات كبرى وغارات يشنها علينا اعداؤنا بشتى الطرق والأساليب .
-3 –
حين حرّم المرجع الديني الأعلى للامامية الامام السيد محمد حسن الشيرازي استعمال (التنباك) لأحباط التغلغل الاستعماري في ايران .
ذهب جماعة من التجار يحملون معهم الأموال لفقيه معاصر للسيد الشيرازي هو الشيخ (الاشتياني) وقالوا له :
انك في نظرنا الأعلم ، واذا كان هناك من حرّم التنباك فكن أنتَ مَنْ يُحَلِلُهُ رعاية لأوضاع الناس كي لا يقعوا في حرج ..!!
وكان هؤلاء التجار مدفوعين مِنْ قِبَل الإنكليز .
وهنا فاجاهم الشيخ الاشتياني بقوله :
قد أرى نفسي أعلم من السيد الشيرازي ولكنْ حيث أفتى بالحرمة فقد أصبح (القائد) وأنا اليوم ( جندي ) من جنوده،
وبوحدة الموقف والكلمة باءت مخططات المستكبر البريطاني .
وهذا مثال واحد من أمثلة التلاحم والتضامن التي شهدتها أُمــــتْنا وعادت عليها بالفوز والظفر .