على مأدبة الروبيان والنبق حديث لم ينشر لكوكب: الساهر أذهلني بألحانه ولقبوني بحمزة لاشين
أربيل – أمجاد ناصر
عندما التقيت للمرة الاولى مع الملحن كوكب حمزة في اربيل عن طريق الشاعر توفيق جبرين الذي طلب مني ان نتجول معا لكونه جديد في المدينة ولا يعرف جميع الطرق فضلا على دعوتي على العشاء على وجبة الروبيان الذي جاء به من مدينتنا البصرة مع فاكهة (النبق)، وبدون تردد وافقت وانا في بالي ساحظى بلقاء خاص مع الملحن الكبير كوكب حمزة وليس لتناول الروبيان و النبق من مدينتي الحبيبة البصرة.وما هي الا دقائق وعاود الشاعر توفيق جبرين بالاتصل بانه امام باب منزلي و معه الملحن كوكب حمزة الذي كان مقيما في احد فنادق عنكاوا القريبة على سكني، و بعد السلام قال اين نذهب فطلبت التوجه الى النادي الاجتماعي الاكاديمي في عنكاوا حيث توجد امسية لشاعرة جنان المظفر ومن محاسن الصدف هي قادمة من البصرة لتكتمل الاغلبية البصرية وبالرغم من ان كوكب حمزة مواليد محافظة بابل لكنه يقول روحي و كياني (بصراوي) لكونه عاش و عمل فيها و تعرف على نجومها من الادباء و الفنانيين والاكاديميين وشرب من مياه شط العرب عندما كانت مياهه تضاهي المياه المعدنية المعبئة.وفي النادي الاكاديمي جلس في النهاية فذهبت الى المدير الاداري للنادي المهندس عماد توما فأخبرته جاء معي كوكب حمزة فهرع اليه طالبا منه الجلوس في المقدمة و احضر كرسي له فأجابه حمزة: أجلس في المقدمة او بالاخير انا نفسي كوكب، و رد عليه عماد (انه للتقدير والاحترام لك رغم تواضعك).
وطلبت منه اقامة جلسة خاصة له فامتنع وبلقاء حواري ونفس الاجابة امتنع قائلا : (كلشي موجود بالانترنت عني، من مواليدي و دراستي و تنقلاتي و مطاردة نظام الدولة ومنعي وحتى ما اثير بخلافي مع الفنان سعدون جابر موجود بالنت)، وبعد انتهاء الجلسة الثقافية توجهنا لبيت الشاعر توفيق جبرين العائد من البصرة الى اربيل قبل يوم لتناول الروبيان والنبق، ومن خلال الطعام بدأ الحوار المخفي له او الاستجواب الصحفي غير المباشر و الاسئلة كانت بالعامية وليس بالصيغة الصحفية التي اكتبها.
قصص واقعية
□ كيف تجد الغناء و التلحين مختلف عن ايامكم؟
- أكيد اختلاف جذري بين الزمنيين لاننا كنا نلحن كلمات ذات مشاعر و احاسيس و اغلبها مستوحاة من قصص واقعية و مفارقات و حب و شجن و على هذا الاساس الاعمال خالدة باقية في اذهان من عاصروها ومن جاء بعدهم حتى لو تم توزيعها و اداؤها باصوات غير مطربيها لكن الاصالة فيها لا تموت، و لا اقول هناك اصوات و ملحنيين لم يثبتوا جدارتهم و تقديم فن جميل لكن الاغلبية نشاز و بمثابة (القيء) لا تخدش الحياء فقط بل تخدش الاذن بأصوات بعيدة كل البعد ان تطلق عليها مطربين و الحان بعيدة عن الذوق ، ولا توجد هناك مقارنه مع الشعراء زهير الدجيلي و مظفر النواب و ابو سرحان.
□ كيف نستطيع اعادة الفن الاصيل الى الجمهور و اغلبه من الشباب او الجيل الذي جاء مع هذه الموجة من الاغاني؟
- نربيه من جديد، الجمهور يستمع للجميع وهو يختار فأذا كانت هذه الاصوات هي الطاغية في الساحة بالمقابل هناك اصوات جميلة و كلمات والحان رائعة ايضا يستمع اليها، وهذا دور الجهات المعنية بالفن بمحاسبة المحتوى الهابط و دعم الفن الاصيل وبهذه الطريقة نحافظ على الفن و نقدم فن راقي يليق بتاريخ و أسم العراق بلد الفن الاصيل.
□ ما رأيك بكاظم الساهر كمطرب او ملحن؟
- أول ما استمعت اليه في بداية ظهوره (عبرت الشط، التلدغة الحية) أذهلني التلحين، وجدت موسيقى حديثة مع الاحتفاظ بالفن الاصيل، و هذا ذكاء الفنان الشاطر استطاع ان ينفرد عن جيله و يصنع له اسم على مستوى الوطن العربي في زمن العمالقة في مصر و الشام و الخليج ومن سبقه في العراق، خاصة في ذلك الوقت كان تسويق الاغاني و الفنان عبر (شريط الكاسيت) و ليس مثل الان بأستطاعة اي شخص يسوق لنفسه عبر التواصل الاجتماعي.
□ عند ظهور الفنانيين الشباب سعدون جابر و رياض احمد وحسين نعمة، و انت مكتشفهم، الاعمار ليست كبيرة بينكم و شبه متقاربة بينما هناك من يحارب المواهب لكي لا تتغلب عليهم؟
-الفنان سعدون جابر تحدثت عنه كثيرا، وعن من قال هناك ازمة بيننا لكونه لم يذكر اسمي كملحن اغنية هوا الناس، التي اداها بافتتاح المسرح الوطني عام 1976 لكوني ممنوع من الحكومة، و كذلك الفنان حسين نعمة، اما الفنان رياض احمد مظلوم اعلاميا مثلما ظلم من اللجنة لاختيار المواهب في الاشرف التربوي في البصرة عندما كنت معلما و عضو باللجنة، حيث تشاجرت معهم لكونهم لم يقدروا هذا الصوت ربما منفرد من نوعه و وقفت معه حتى اثبت لهم بأنه فنان يستحق الدعم، وهذا تكرر ايضا مع سعدون جابر عندما رفضته اللجنة في التلفزيون فذهبته به الى مدير التلفزيون بوقتها محمد سعيد الصحاف و استمع اليه و قام بفصل اللجنة لكونهم لم يقيمون الفنانين بشكل صحيح.
□ و كيف تجد ابنته رحمة رياض؟
- تنبأت لها بالنجاح ليس لكونها ابنة قامة فنية عملاقة انا مكتشفها بل انها تمتلك جميع مواصفات الفنانة الناجحة وخاصة نحن نفتقد الاصوات النسائية، علما اول تلحيني أغنية للفنانة غادة سالم بعنوان (مر بيه و نساني كل شوكي) في البصرة و على طاري البصرة دائما انسب نفسي للبصرة التي تعلمت و تعينت وعملت فيها وليس لمدينتي ناحية القاسم في محافظة بابل بالعكس كنت جدا مشاغبا فيها واغلب سكانها كانوا يشكوني لوالدي لاني كنت مشاكسا لرجال الدين و والدي رجل يحترمه الجميع و له علاقات و طيدة مع الجميع.
□ اكتشفت اصوات عراقية، وعندما غادرت العراق اكتشفت اصوات عربية؟
- اذا تقصد الفنانة المغربية اسماء لمنور، هي جاءت لي و استضفتها في بيتي في الدنمارك وقدمت لها لحن دموع ايزيس كلمات احمد فؤاد نجم، وانطلقت كفنانة، وعندما شاركت باغنية مع الفنان كاظم الساهر سطع نجمها اكثر.
و بعد الانتهاء من تناول الطعام دارت عجلة الذكريات و تحدث بأمور عديدة ربما اطرفها اقامة مباراة بين الفنانيين و المنتخب العراقي او احد الاندية لا اذكر بالتفصيل لكن قال انه لعب كحارس مرمى، و في اليوم الثاني و جد صورته في الجريدة و بعنوان حمزة لاشين نسبة للحارس السوفيتي الاشهر في سبعينات القرن الماضي (ليف ياشين)، و عند المغادرة ابتسم لي وقال نبقى على تواصل وهذه المعلومات تكفي للصحافة، اي انه كان يعلم هذا الحديث صحفي لكنه لم يجبر بخاطري، رحمه الله.