مسلسل يحصد إعجاب المشاهدين بحجم واقعية الأمور

العائلةX  .. إختلاف السلوكيات من جيل إلى آخر

بغداد -  دعاء يوسف

مسلسل العائلة أكس عرض على قناة (الشرقية) في شهر رمضان الجاري تضمن 15 حلقة من تأليف واخراج علي فاضل وتمثيل نخبة من الممثلين ابرزهم هيثم عبد الرزاق وجمانه كريم واثير كشكول ويحيى ابراهيم و أوس فاضل و جرير المولى وسارة اوس ومجموعة اخرى من الممثلين الذين اجادوا اداء كل  دور وكل شخصية نسبت اليهم .

يضم المسلسل  احداثا اجتماعية غامضـــــــــة والفارق الفكري بين الجد والاب والابن وتباين التربية واختلاف السلوكيات من جيل الى اخر .فجدو غالب الذي جسد دوره هيثـــــــــم عبدالرزاق ظهر كرســـــــام كاركاتيري قديم منذ تأسيس جريدة الزوراء رجل مثقف لديه مكتبه كبيرة لايزال يكتب ويؤرخ رغم بدايات مرض الزهايمر لديه هو اب لجمانه بدور مريم ويحيى بدور غازي تتفرع منها عائلتيهما فعائلة غازي تضم ابنة تتظاهر بالانهيار العصبي عند عدم تلبية طلباتها من قبل اهلها .وفهد الذي ظهر لاحقا انه يتعاطى الممنوعات وزوجته المريضه بالاكتئاب الحاد بسبب حب غازي لامراة اخرى في وقت لاحق.

ينضم الى فريق فهد زيد ابن مريم لكن اخته روان كانت فتاة مؤدبة جدا علما انهم ايتام منذ 15 عاما .في كروب المراهقين مهند .. هندي الوشام الذي لم يعرف له عائلة ويعيش في شقة وحده يساعده في دفع الايجار اصدقائه الذين ينضم لهم الاء وداليا, اما بيت ابو داليا فهم عائلة حديثة النعمة توفي اخاها وبقت البنت الوحيده ام داليا جيجي التي تحاول ان تظهر كلاس تلتف حولها فاشنيستا تقفز بين البرلمانيين والمسؤولين وتركب سيارة عالية باهضة الثمن وتسحب من جيجي الاموال كي تدخلها الى عالم السوشال ميديا واخذها الى المهرجانات والتجمعات الشكلية بينما زوجها يتنقل من زواج الى اخر بالسر زرع شعر وصغر اذنيه كي يرضي المراهقات .تنضم الشله مع الاء الايمو التي تحاول ان تغير جنسها وتسترجل احيانا بسبب عائلتها المفككه وطلاق الوالدين وتشتتها وظلم زوجة اباها لها وتعنيفها لاخاها الصغير. جسد اخ الاء علاء دور الطفل المظلوم موسى وكيف انه تعرض للعنف  وعوقب حتى مات ظلما لكن هنا كانت اضافة رائعة من المخرج عن (الحوبه) فمات بعد ذلك ابن القاتلة.

تكتمل الشلة بسديم المدلل الذي لايعرف ماهو هدفة يعيش مع امه المنفصله ويزور ابوه كمال بين وهله واخرى وكل زيارة يخبره انه يريد ان يصبح شخصية جديدة.جسد دور نصير الممثل اثير كشكول الذي يعاني من الفقر ويحتال على مديرته مريم .بينما يختفي زيد ابن مريم فتبحث عنه بمساعدة رجل كانت تحبه سابقا ولم يتزوجا فاكتشفا اسرارا مخيفة عن هؤلاء الشباب .

قصص جديدة

الحوارات والمشاهد كانت اقرب الى الحقيقة ولم تكن قصصا جديدة لكن هي تجسيد لواقع حالنا .وما اثار اعجابي بعض المشاهد التي سأقوم بذكرها :

-حديث جدو غالب حين قال كان الاب هو قائد البيت والاولاد ينظرون الى الحياة من نافذه السيارة اما الان فيركض خلف اولاده واحفاده كي يعلموه التطور السريع لوسائل التواصل الاجتماعي.

-جيجي وهي تدمع عيناها بسبب وضعها عدسات لاصقه مبررة ذلك انها بدات جديدا باستخدامها .

-حوار كمال نور الدين مع ابنه ومحاولة ان يكون صديقه فيقول له سديم انت تحتاج مني الالهام كي تكتب ليس لانك مهتم بي .

-الصدفه التي جعلت من نصير مشهورا ويدخل على التيك توك ويستجدي بقوله شير وتكبيس .

-حوار غازي مع فهد عن الطريق الخاطى الذي سلكه فيقول له ابنه انتم طلبتم مني درجات عاليه ولا تتدخلوا في بقية التفاصيل .

-.اهمية الطبيب النفسي في مجتمعنا والذي جسده المخرج علي فاضل دون الحاجه لعملية قص معدة وحل المشكلة بل حل المشكلة الداخلية.

-اخبار الطبيب لغازي ان ابنته تمثل عليهم وهي لديها حالة الاضطراب الهستيري التمثيلي. فور سماعنا لهذا المصطلح دخلنا نبحث عن هذا المرض لنرى كم الاشخاص الذين يمثلون علينا هذا الدور

-ذهاب رفل الى الطبيب النفسي رغم تهدئتها الا انها لم تشف من المرض مما اوصل لنا رسالة ان الطب النفسي ليس علاج سحري لجميع الحالات. 

-اهمال ابو الاء لعائلته جعل زوجته تظلم كثيرا رغم ان الله لا ينسى الظلم وعاقبها بموت ابنها وتسليم نفسها للشرطه الا انه خسر ولدين وشتت ابنته .

-.حب نور لمريم وتمسكه بها رغم مرور سنوات طويلة الا انه تزوجها ليثبت لنا ان حب جيل السبيعنات والثمانينات حقيقي .

-ورطة زيد في موضوع التهريب والخطوره والتعب الذي مر بها فقط ليعيش في اوربا موضحا سبب الاهانات التي عاشها على انه تهمه تمشي على الارض دون كرامه .

-حوار روان مع مريم حول تفضيل الولد على البنت وبالتالي هرب زيد تاركا خلفه كل الدلال والاهتمام.

-عناية غازي لزوجته وتفهمه لمرضها يوضح دور الاب المثالي للحفاظ على ماتبقى من عائلته.

-تحول سديم الى ديني بحت جعل فكره خطر على المجتمع ومن تلك الحالة يتحول الى عازف كيتار مع فرقة موسيقية مما يدل على ادراكه ان المبالغه في فكر الهداية ضلاله تامه.

من هنا لا يسعني الا ان اقول ان هذا المسلسل حاز على اعجاب المتلقي العراقي بحجم واقعية الامور التي يحاول الجميع تضليلها . هذا النوع من الدراما يجب ان يكرر ليس في مسلسلات رمضان فحسب بل في كل الاوقات الشكر كبير الشكر لملاك المسلسل امام الكواليس وخلفها .