البكاء لا يعيد ميتاً
صلاح الدين الجنابي
قالها أجدادُنا ويقولونَها على كلَّ حدثٍ يقعُ حيثُ لا ينفعُ البكاءُ أو اللومُ أو غيرُها من الكلامِ غيرِ المُجدي أو غيرِ الهادفِ والذي لا يعملُ على حلِّ المشكلةِ أو إصلاحِ الآثارِ السِّلبيةِ التي تَسببَ بها الحدثُ، اليومُ كثيراً ما نرى ونسمعُ ونقرأُ لأشخاصٍ يتغنونَ بالماضي أو بعباراتٍ أو أحداثٍ لفلاسفةٍ أو علماءٍ أو مفكرينَ عربٍ أو أجانبٍ ومن خلالِ مُختلَفِ وسائلِ الإعلامِ، قراءةُ التَّاريخِ ومراجعةُ الأحداثِ لا تخلو من فائدةٍ وأحياناً تحددُ مساراتِ الحلِّ ولكنَّ الاكتفاءَ بها دونَ إبرازِ المشاكلِ الحقيقيةِ ومحاولةِ طرحِ حلولٍ واقعيةٍ وملائمةٍ للحالةِ وللحدثِ كالبكاءِ المغيِّبِ للوعي، والغريبُ إنَّ المفكرينَ والعلماءَ والمهتمينَ أخذوا يمارسونَ نفس سلوكياتِ الأفرادِ غيرِ المتخصصينَ في نشرِ هذه العباراتِ أو المقاطعِ أو الأحداثِ على وسائلِ التَّواصلِ الاجتماعيِّ دونَ أنْ يكونَ لهم رأيٌ أو تعليقٌ أو طرحٌ لمشكلةٍ ومحاولةُ تفكيكِها أو معرفةُ أسبابِها لوصفِ علاجٍ لها، هنا لا بدَّ من الوقوفِ والتّذكيرِ بالدورِ الحقيقيِّ للعلماءِ والمفكرينَ والكُتَّابِ والمهتمينَ في إرشادِ وتوجيهِ الرؤساءِ والمرؤوسينَ والمجتمعِ من خلالِ الكشفِ عن المشاكلِ التي يمكنُ أنْ تحدثُ جرَّاءَ سلوكياتٍ معينةٍ لأنَّ دورَهم استباقيٌ أولاً وإذا ما ظهرتْ المشكلةُ فهنا لا بدَّ من دراستِها وتقديمِ الحلولِ المناسبةِ ليمارسُوا دورَهم الرئيسُ والمحوريٌ في حفظِ المجتمعِ من الأمراضِ أو الظُّلمِ أو التَّجهيلِ او التَّطرفِ أو الانعزالِ أو الانسحابِ وغيرِها.
المجتمع يجادل النتائج ولا يرى الا جزءاً من الصورة المحبط أن النخب والمفكرين يتركون المسببات ويحاولون الابتعاد عن اكمال الصورة.