حكمة ربانية إصلاحية
كمال جاسم العزاوي
لا يزال مجتمعنا المسلم المثقل بأعباء الماضي وانعكاسات الحروب يعاني قلة الوعي بمسائل اجتماعية مهمة ومصيرية كالزواج
ولا تزال نظرة الشباب الى مسألة الارتباط غير منطقية و قاصرة فهي لا تعتمد المعايير الايجابية التي تنسجم مع المبادئ والقيم
الدينية والاجتماعية والوالدان يرسخان تلك النظرة السلبية بالاصرار على اختيار العروس البكر المكتملة المواصفات لتكون زوجاً
لولدهما الشاب متغافلين عن مواصفات ولدهم وما قد يحمله من سوء خلق أو فساد ضميرأو غلظة قلب أو خشونة تعامل لتكون تلك
العروس زوجته الأبدية التي لا تقبل مطلقاً بشراكة غيرها في بيت الوزجية
ورسالتنا اليوم تخص مبدأ تعدد الزوجات ومدى تقبله في مجتمع تتضخم فيه أعداد النساء من المطلقات والأرامل والفتيات اللائي
تجاوزن سن الزواج ويأتي تزايد أعداد هذه الفئات من النساء كنتاج طبيعي لثقافة سلبية مكتسبة وظروف معقدة عصفت بالبلاد
في الماضي القريب وما زالت تأثيراتها السلبية بارزة في الكثير من جوانب الحياة الاجتماعية والثقافية ولو اننا تناولنا الفكرة من
بداياتها بالبحث والتحليل فستكون الصورة واضحة بشخوصها وأوجه التقصير فيها لا (عنوسة) مع شيوع التعدد.
تعدد الزوجات
لم تكن مشكلة العنوسة لتظهر وتتفاقم لولا القيود والعراقيل التي تسبب العزوف عن الزواج والتفكير بتعدد الزوجات وهي بالاساس
ضغوط مادية تشمل التكاليف المادية والمهور العالية واخرى ترتبط بالتقاليد وموقف الزوجة الاولى ونظرتها السلبية الى تقبل دخول
الشريك الجديد لحياة الزوجين تلك النظرة السلبية التي تصنعها الأنانية والهواجس الوهمية فتحول بين الرجل وبين رغبته المشروعة في اقرار مبدأ التعدد المرأة المطلقة ميزة وليست منقصة :
ليس من الحكمة والعدل اطلاق الحكم المسبق على المطلقة بأنها سبب الانفصال وابراء ساحة الزوج الذي قد يكون السبب المباشر
في حصول الطلاق والذي يمتلك أدوات الاصلاح من سلطة وعقل راجح والمال الذي يساهم في الاستقرار ونحن بحاجة الى ترسيخ
ثقافة جديدة تجعلنا ننظر الى المرأة المطلقة بانصاف ككائن ذكي له مشاعره واحساسه بالظلم والخطر الذي يهدد استقرار حياته وما
حصول الطلاق الا شهادة واضحة على عدم امكانية الاستمرار بالخطأ
بناءً على ما تقدم فلا موانع تحول دون التقدم للزواج من المرأة المطلقة عملاً بمبدأ التعدد بعد التحقق من ملابسات الطلاق بكل حيادية وتجرد وليكون الفعل انصافاً لمظلوم واصلاحاً لمجتمع كما أن هناك ميزة تمتلكها المطلقة دون غيرها وهي الخبرة المسبقة في التعامل مع الزوج وتدبير شؤون المنزل مما يحسب لصالحها الارملة وحظوظ الارتباط :لا يخلو أي مجتمع في العالم مهما بلغ من التقدم والاستقرار من شريحة النساء الأرامل وقد يتضاعف العدد بسبب الحروب خاصة كما في مجتمعنا الذي يضم أعداداً هائلة منهن وممن لم يتجاوز أعمارهن الثلاثين عاماً وهذه طامة ومعضلة كبيرة تستلزم التفكيرالجاد في
الحل قبل أن تتحول الى عقدة اجتماعية وشرخاً كبيراً يصعب اصلاحه ومن البداهة أن يكون أول الحلول وأنجعها هو اقرارمبدأ التعدد.
وترويج وتشجيع مسألة الاقدام على الزواج من المرأة الأرمل بما في ذلك من حسنات وفضائل اصلاحية
مثنى وثلاث ورباع .. الحل الحكيم :
امر شرعته السماء عن حكمة بالغة وضرورة اجتماعية لتماسك المجتمع وتكافله ومشروع وقائي واصلاحي للمجتمع السليم المعافى
وليس اعتباطاً ولنا في النبي الأكرم اسوة حسنة حين تزوج بالارملة واليتيمة التي لا مولى لها ليحقق العدل وينقذ الانسان فأين نساءنا
وزوجاتنا من ادراك وتقبل هذا الأمر وأين العقول التي تغير قناعاتها وتخضع لصوت الحق والانسانية وهل سنفكر في تغيير ما بأنفسنا
حتى يغير الله ما بنا من عقد وامراض نفسية واحباط