جمهور البندورة

نوفل الراوي

بطولة كاس العرب الكروية التي تضيفها دولة قطر حاليا .. أزاحت اللثام على العديد من القضايا التي كنا لا نتخيلها ، أو لم نعهدها طيلة العقود الماضية التي شهدت المئات من المنافسات الكروية و غيرها من الالعاب التنافسية التي تتبارى فيها الفرق المشاركة بشرف ثم يتم تتويج الفرق المتميزة في إطار اخوي .. تنافسي نزيه تحت خيمة الوطن الواحد .. واللغة الواحدة و هكذا تتوالى بقية المشتركات التي تعمل من شأنها على لم شمل أمة العرب ، وترسيخ القيم التي تجمعهم معا ..الا انني مثل ملايين الناس لمست خلال هذه البطولة ما يدعو إلى الحذر .. و دق نواقيس الخطر ..لقد أحسست بعمق .. ان أمة العرب ذاهبة بالاتجاه الخطأ.. تماما عكس ما كنا نريده .. او نراه في ملاعبنا الرياضية .. بدون أية مخاتلة .. او مجاملة لأحد ما .. أحسست أن الطائفية و الهتافات العنصرية قد تسللت من المطبخ السياسي و تتسلل إلى ملاعبنا من دون أن ننتبه  .. أفاعي السياسة تسللوا إلى ملاعب الرياضة لينفخوا سمومهم بين الجمهور الرياضي لتتحول الرياضة إلى مصدر لاشاعة الطائفية و تبادل الكلمات البذيئة  المسيئة لكل اتلقيم .. و اهل الرياضة .. يجزمون أن المشجعين من الاردن هم اول من ادخل لغة الشتيمة إلى الملاعب في تصفيات كأس العالم يوم ضيفت المنتخب الوطني العراقي ...ثم اعادوها بلهجة ( اقذر) خلال مشاركتهم في بطولة كأس العرب التي شارفت على نهايتها حتى أن فرقا مثل العراق و السعودية و السودان ابدت تذمرها من سلوكيات بعض المنسوبين على جمهور الاردن . . أما الغريب أن الاتحاد الاردني لكرة القدم لم يكلف نفسه للان و يصدر بيان يبدي فيه اسفه لما حصل من إساءة للفرق و بخاصة لفريقي السعودية و العراق حيث يمتلكان إنجازات دولية و قارية قبل أن تعرف الاردن كيف تلعب كرة القدم.. ؟ .  اظن إذن من مهام الاتحاد الآسيوي على الأقل أن يصدر تنبيها للاتحاد الاردني كي يضبط جمهوره الذي سيبقى يحلم ( بالمنسف ) الذي يعده ليوم تتويجه بطلا للعرب !! .. اظن انه مجرد حلم سيتبخر أمام( نشامى المغرب) لا نشامى المنسف .. او البندورة!! .. قولوا أن شاء الله..